الصفحة الاولىصحيفة البعث

بدعم أمريكي.. 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة

 

بدعم أمريكي لا محدود، ووسط صمت دولي يصل حد التواطئ، صدّقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مخطط استيطاني جديد لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية بصورة فورية في الضفة الغربية.

واعتباراً من الأسبوع المقبل سيتم بناء 2500 وحدة استيطانية في أكثر من 30 تجمعاً استيطانياً، من بينها مستوطنات “أرييل ومعاليه أدوميم وكريات أربع وكفار عتصيون”.

يشار إلى أن كيان الاحتلال أقام آلاف الوحدات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية في ظل رفض سلطات الاحتلال جميع الدعوات لإيقاف الاستيطان، متحديةً القرارات الدولية حول عدم شرعية المستوطنات وبأنها تشكل انتهاكاً لميثاق روما الأساسي، الذي يعتبر الاستيطان جريمة حرب وانتهاكاً مباشراً للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية.

واعتبر المتحدّث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود أن الإعلان عن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على الأرض الفلسطينية عدوان جديد يأتي ضمن العدوان الشامل الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وذلك من أجل تثبيت الاحتلال ومنع تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وطالب المتحدّث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية بتطبيق فوري وحازم لقرارات وقوانين الشرعية الدولية إزاء عدوان الاحتلال المستمر وإزاء إنهاء الاحتلال ونيل السيادة والاستقلال واستعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني، وشدد على أن على المجتمع الدولي فرض وتطبيق القوانين التي يصدرها والدفاع عنها أمام الاستهتار والاستخفاف الاستعماري المتجدد، وأمام معاداة الاحتلال لها وذلك ضماناً لمصداقية المؤسسة الدولية واستمرار وجودها وفرض هيبتها، كما جدّد التأكيد على أن الشعب الفلسطيني يواصل كفاحه ونضاله النبيل وتصديه المشرف لكافة المشاريع الهادفة إلى النيل من وجوده وثوابته الوطنية.

موقف المحمود يأتي ردّاً على وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي غرّد على صفحته على “تويتر” قائلاً: “الأسبوع المقبل على مجلس التخطيط الأعلى في الضفة الغربية الموافقة على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة من بينها 1400 للبناء الفوري”،  مضيفاً: إن “البناء في كل أنحاء الضفة الغربية، من الشمال حتى الجنوب، في المستوطنات الصغيرة والكبيرة، سنواصل استيطان وتطوير الضفة الغربية بالأفعال”.

في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال، أمس، مدينتي نابلس وقلقيلية في الضفة الغربية، وأطلقت الرصاص تجاه الشبان الفلسطينيين الذين تصدوا لها، ما أسفر عن إصابة أربعة منهم بالرصاص، فيما تعرض آخر للدهس من قبل سيارة للاحتلال ما أدى إلى كسر في رجله.

كما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية وإطلاقها الغازات السامة تجاه الشبان، فيما اعتقلت أربعة شبان من البلدة بينهم أسير محرر.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شابين فلسطينيين من بلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية، كما داهمت أحياء عصيدة وبيت زعتا وأجرت حملات تفتيش في منازل الفلسطينيين وعبثت بمحتوياتها.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، أول أمس، أربعة فلسطينيين خلال حملات دهم وتفتيش في مناطق عدة بالضفة الغربية.

وجدد مستوطنون إسرائيليون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال ونفذوا جولات استفزازية في المسجد.

وفي قطاع غزة، اعتقلت قوات الاحتلال صيادين شقيقين قبالة بحر مدينة غزة واستولت على مركب صيد بعد أن فتحت النيران تجاه مراكب الصيادين.

وبالتوازي، أعلن مسؤول أمريكي أن بلاده تدرس خفض تمويلها لوكالتين تابعتين للأمم المتحدة، إضافة إلى منظمة لمراقبة الأسلحة الكيميائية بعد انضمام الفلسطينيين إليها.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أعلن انضمام فلسطين إلى وكالتين إضافيتين تابعتين للأمم المتحدة، بعد أن كانت انضمت منذ عام 2011 إلى منظمة اليونيسكو، رغم سعي الولايات المتحدة للحيلولة دون ذلك واعتراضها الشديد على هذه الخطوة، وأضاف: “في الخامس عشر من أيار الجاري انضمت فلسطين إلى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في جنيف وإلى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ومقرها فيينا”.

ويعتبر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية هيئة تابعة للجمعية العامة للمنظمة الدولية وهدفه ادماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي وتسهيل الحوار والمفاوضات وتقديم نصائح متعلقة بشؤون التنمية بينما تختص منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بتعزيز التنمية الصناعية لخفض مستويات الفقر وتعزيز التنمية الدائمة على المستوى العالمي.

وحول نقل الإدارة الأميركية سفارتها إلى القدس أكد ملادينوف في كلمته أمام الاجتماع “إن موقف الأمم المتحدة يعتبر أن القدس جزء لا يتجزأ من الوضع النهائي الذي يجب أن يتم التوصل إليه عبر المفاوضات بين الطرفين على قاعدة قرارات الأمم المتحدة”، وحذّر من أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يواصل مخططاته الهادفة إلى إحكام سيطرته على القدس.

وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة قال ملادينوف: “إن غزة على حافة الهاوية والفلسطينيين فقدوا الأمل بالحل السياسي”.

كما أصدرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بياناً في هولندا، أكدت فيه أن فلسطين باتت “الدولة الـ193 الموقّعة” التي تنضم إليها.

وتعتمد “يونيكتاد” ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على المساهمات الطوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتمويل نشاطاتها بالإضافة إلى تمويل منتظم لميزانيتها.

وبعد انضمام فلسطين إلى منظمة اليونيسكو عام 2011، أوقفت واشنطن مشاركتها المالية السنوية في ميزانية المنظمة قبل أن تنسحب منها عام 2017، كما خفضت إدارة ترامب تمويلها لوكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين “الأونروا”، ما تسبب بعجز في ميزانيتها.