الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“فريد علي” مثال للصمود والعطاء

 

 

لم توقفه إصابته عن العطاء بل كانت دافعاً قوياً له ليثبت أنه بالصمود والصبر والعزيمة يستطيع الإنسان أن يفعل المعجزات. الشهيد الحي البطل فريد علي جندي في صفوف الجيش العربي السوري أصيب في معارك الشرف منذ ستة أعوام في مدينة حلب وأقعدته الإصابة على كرسي متحرك، لكن إصابته كانت دافعاً له للاستمرار في الحياة والعطاء، فوجد منفذاً من خلال جمعية إحياء التراث التي قدمت له الدعم المادي والمعنوي والتدريب فكان له عمله الخاص في صناعة الخيزران، حيث عمل على تطوير هذه الحرفة واعتبرها مصدراً للعيش.
شارك مع الجمعية في ثلاثة معارض قدم من خلالها إنتاجاته المصنوعة من الخيزران، وكانت مشاركته الأولى في مهرجان صيف الدريكيش، والثانية في معرض دمشق الدولي، والآن افتتح معرضه الافرادي مع الجمعية في صالة المركز الثقافي العربي في طرطوس الذي يضم حوالي /90/ قطعة من أعماله بحضور محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى، الذي اعتبر أن الجريح البطل مثالاً للمقاتل السوري الذي رفض إلا أن يكسب لقمة عيشة إلا بمجهوده وعمل يده، فأبدع وأخرج هذه التحف وهناك الكثير من الجرحى في محافظة طرطوس منتجون وفاعلون في المجتمع ويمارسون أعمالهم بشكل اعتيادي، وسيتم قريباً افتتاح متجر بحري من أجل تسويق منتجات الجرحى فيه.
وبيّن الجريح فريد علي أن انضمامه للجمعية زرع الأمل في نفسه هو وجميع رفاقه، وكان فرصة للاستمرار، معتبراً أن كل إنسان في مكان عمله قادر على محاربة الإرهاب والجرحى قادرون وهم في منازلهم على الاستمرار والعطاء، لافتاً إلى أنه يقدم أعمالا يدوية تعتمد على مادة الخيزران وألواح الخشب وتوالف الطبيعة، واستغرق في عمله حوالي السنتين تلقى خلالها كل الدعم والتدريب.
وأوضحت علا إدريس عضو جمعية التراث تعنى الجمعية بالجرحى وتعمل على تقديم الدعم لهم للتعريف بمواهبهم وقدراتهم وإعادة دمجهم في المجتمع وتأمين فرص العمل لهم.

رشا سليمان