ثقافةصحيفة البعث

رحلة إلى مدينة الأحلام ديزني.. في الأوبرا

 

تحت عنوان “رحلة إلى مدينة الأحلام ديزني” تقيم مديرية المعاهد الموسيقية والباليه حفلاً موسيقياً مساء اليوم على مسرح الأوبرا، تحييه أوركسترا النفخيات بقيادة دلامة شهاب، وبيَّن الأستاذ محمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية والباليه والمشرف العام على الحفل أنه ضمن خطة المديرية المساهمة في نشر الموسيقا وإيجاد الطرق الجديدة والأساليب الحديثة لتطوير الذائقة الفنية والأداء عند الطلاب.

جاءت فكرة إقامة حفل الأوركسترا المؤلفة من عازفين من طلبة وأساتذة معهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا بمشاركة أعضاء من الفرقة الوطنية السيمفونية السورية وأوركسترا الجيش والشرطة، ويرافق العرض بعض المقاطع من أفلام ديزني المشهورة، وأكد أن الحفل الذي سيقام اليوم ليس حفلاً عادياً للأوركسترا وهو حفل سمعي بصري، بذل العازفون والمايسترو شهاب جهوداً كبيرة لتحقيق استماع ومشاهدة جيدة فيه، ونوه زغلول إلى الجهود التي بذلها شهاب لإعداد برنامج الحفل إلى جانب فريق عمل متكامل في الإعداد والتنفيذ وباقي العمليات الفنية، ليقدَّم الحفلُ بأحسن الظروف التقنية وليكون بالمستوى المطلوب وضمن الطموحات الكبيرة.

العائلة الموسيقية

ورأى زغلول أن أهم ما يميز هذا الحفل اجتماع العائلة الموسيقية للمرة الأولى ضمن أوركسترا احترافية، ففكرة الأوركسترا كما أراد لها المايسترو شهاب تقوم على وجود الأم أو الأب العازف مع الابن أو الابنة العازفة أو الأخ مع الأخت، وكذلك وجود الأستاذ مع طالبه، وبهذا تجتمع العائلات والأجيال لأول مرة ضمن هكذا حفل، وتمنى زغلول أن تكون هذه التجربة انطلاقة لمشروع العائلة الموسيقية السورية بهدف نشر الموسيقا بين كل شرائح المجتمع، كما لا ينفي أن التحضير لمثل هذه التجربة لم يكن سهلاً، وتمنى أن تكون النتيجة بالمستوى الذي يطمح إليه، وأشار إلى اهتمام السيد وزير الثقافة بهذا المشروع الذي قدم له الدعم، شاكراً كذلك الدعم الكامل الذي قدمه الأستاذ جوان قرجولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون والذي سيسهم في إنجاح الحفل.

فكرة عائلية

استطاع المايسترو دلامة شهاب عبر المشروع العائلي الذي يطمح لنشره أن يجمع عدداً من العائلات الموسيقية من آباء وأبناء ضمن فرقة تبنتها مديرية المعاهد الموسيقية والباليه، وأوضح شهاب أن الفكرة ولِدت من وجود عدد من الموسيقيين الأساتذة في المعهدين الموسيقيين يقوم أولادهم بالعزف على الآلات الموسيقية، فكانت الفكرة بجمع هؤلاء ضمن فرقة لتشجيع الأهل على تعلّم الموسيقا والعزف إلى جانب أولادهم، ونوه إلى حماس مدير المعاهد الموسيقية والباليه الأستاذ محمد زغلول لتنفيذ هذا المشروع، فتمّ جمع الأساتذة وأولادهم العازفين على الآلات النفخية ضمن تشكيل معيّن مع إتاحة المجال لانضمام بعض الأصدقاء إليهم بهدف تقديم أوركسترا عائلية للجمهور السوري من خلال الحفل الذي حمل عنوان “رحلة إلى مدينة الأحلام ديزني” باعتبار أن هذا الحفل ما هو إلا خطوة باتجاه تحقيق العديد من الأحلام، وأكد شهاب أن مشروع العائلة الموسيقية وما ستقدمه في الحفل هو فكرة عائلية أكثر من كونها فكرة موسيقية بحتة، لذلك يتم التركيز من خلال ما تقدمه على بثِّ البهجة والفرح في قلب الجمهور أكثر من التركيز على موضوع التقنية الموسيقية، واعترف أن الأمر لم يكن هيناً، وبرنامج الحفل صعب بالنسبة لأولاد يجلسون لأول مرة مع كبار، ومع هذا يؤكد أنه تم تجاوز جميع الصعوبات، والأهم أن الأبناء استفادوا كثيراً من خبرة آبائهم وأساتذتهم، وأشار إلى أن هدف المشروع استقطاب العائلة وحثّها على تعلّم الموسيقا بحيث لا يقتصر دور الأهل على إيصال أولادهم للمعاهد الموسيقية فقط بل محاولة تعلّم الموسيقا، وأكد أن الحفل سيحرضهم على فعل ذلك من خلال الحضور الجميل للأهل والأولاد عبر تشكيلات متعددة ستساهم مديرية المعاهد في تشكيلها فيما بعد لاستقطاب العائلة لتعلم الموسيقا في معاهدها المنتشرة في أنحاء سورية.

 

عرض عائلي بامتياز

وينوّه شهاب إلى أن برنامج الحفل ليس للصغار فقط بل وللكبار، وهو عرض عائلي بامتياز لا يقف عند نوع معين من الموسيقا، والأولوية في مشروع العائلة الموسيقية بالنسبة له اختيار موسيقا تدخل البهجة والفرح لقلب الجمهور كالموسيقا الاحتفالية الأقرب للجمهور العادي.

وأكد شهاب على ضرورة أن تقوم مديرية المعاهد بنشر هذه التجربة في كل المعاهد الموسيقية حتى قبل إقامة دورات موسيقية للأهل، لأن وجود مثل هذه التجربة الحية أمام العائلات سيشجعها على الانضمام لشبيهاتها من التشكيلات الموسيقية العائلية، آسفاً لأن أغلب الفرق الموسيقية التي تتأسس تعيش لفترة قصيرة لحاجتها للدعم بشكل دائم، ولضمان استمرار مشروعه وأي مشروع آخر يجب برأيه تأمين حفلات دورية لها للحفاظ على استمرارها .

تشكلت أوركسترا النفخيات بدعم من مديرية المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة كواحدة من الفرق التي تعمل المديرية على إنشائها لتكون رافد مهماً للحركة الثقافية السورية، فاتحةً باب المشاركة فيها للموسيقيين السوريين اليافعين والشباب والمحترفين من عازفي الآلات النفخية بمختلف الاختصاصات (النحاسية والخشبية) والإيقاعية من مختلف المؤسسات الثقافية السورية سواء التعليمية منها كمعهد صلحي الوادي للموسيقى الذي يرفد هذه الفرقة بالعدد الأكبر من العازفين أو المعهد العالي للموسيقى بطلابه وخريجيه وأساتذته أصحاب الخبرات الواسعة, وكذلك الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بعازفيها المخضرمين, بالإضافة إلى عدد من عازفي الفرق الموسيقية العسكرية السورية الهامة كفرقة موسيقى الجيش العربي السوري وفرقة موسيقى قوى الأمن الداخلي.

تعمل الفرقة على تقديم البرامج الموسيقية المميزة بعيداً عن القوالب التقليدية للفرق الموسيقية مما يميزها بحضورها وهويتها الموسيقية والبصرية لتكون أقرب إلى الجمهور السوري المتعطش دوماً لكل ما هو مميز وجديد, لذلك سيكون ضمن برنامجها القادم إقامة مجموعة من الحفلات الموسيقية في مختلف المحافظات السورية لتعريف الجمهور بنشاطاتها والوصول إلى مختلف شرائح المجتمع السوري.

أمينة عباس