الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو: عدم التزام بعض الدول بالقرارات الدولية تسبب بعرقلة تسوية الأزمة في سورية

دعا المفتي الأعلى في روسيا طلعت تاج الدين المجتمع الدولي إلى المساعدة في تأمين عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عدم التزام بعض الدول بالقرارات الدولية تسبب بعرقلة تسوية الأزمة في سورية، فيما أكد المتحدّث باسم المكتب الصحفي للأمم المتحدة مواصلة المنظمة الدولية جهودها للدفع باتجاه التوصل إلى الحل السياسي للأزمة في سورية.
وفيما بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفياً، مع الملك الأردني عبد الله الثاني، مختلف تفاصيل تسوية الأزمة في سورية، و”تمّ التركيز بشكل خاص على العمل من أجل إعادة المهجرين السوريين إلى وطنهم”، قال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي ايفيتسا داتشيتش: “إن مشكلات التسوية في سورية لا تكمن في الموقف الروسي، ولكن في التردد بتنفيذ القرار الدولي رقم 2254 الخاص بهذه التسوية”.
يذكر أن القرار الدولي 2254 حدد خطوات حل الأزمة في سورية سياسياً، وأكد أن الحل بيد السوريين.
ولفت لافروف إلى أن روسيا تبقى على اتصال مع الولايات المتحدة حول مسألة التسوية في كل من سورية وأوكرانيا، مشيراً إلى أن الاتصالات حول سورية أكثف.
وكانت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت، في وقت سابق، أن موسكو تعمل للتوصل إلى تسوية للأزمة في سورية وفق الأسس القانونية الدولية، وتنتظر من واشنطن العمل التصرّف بشكل مماثل، وقالت زاخاروفا في بيان نشرته على موقع الخارجية الروسية: إنه لا توجد لدينا أجندة مخفية في سورية، ولن تكون، ونعتزم مواصلة العمل الدؤوب متعدد الاتجاهات على أساس قانوني دولي من أجل تسوية الأزمة في سورية، وننتظر من جميع الشركاء الدوليين، بمن فيهم الولايات المتحدة، التصرّف بشكل مماثل، وعدم النظر للوضع في سورية من خلال منظور مواقفهم الجيوسياسية.
واستغربت زاخاروفا ادعاءات نائب وزير الخارجية الأمريكي حول عدم استعداد موسكو لتنفيذ التزاماتها في سورية، وقالت: إن هذه التصريحات تبدو غريبة، لأن مؤتمر الحوار الوطني السوري عقد في سوتشي بمبادرة من روسيا بالذات، واتخذ قراراً بتشكيل لجنة لمناقشة الدستور الحالي.
كما أكد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أنه لا توجد دولة في العالم أسهمت في جهود حل الأزمة في سورية كما فعلت روسيا، وقال للصحفيين، معلقاً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول استعداد واشنطن لرفع العقوبات عن روسيا في حال اتخاذها خطوات للعمل المشترك مع الولايات المتحدة في سورية وأوكرانيا: “بالنسبة لسورية نحن نؤكّد أن أي بلد آخر في العالم لم يسهم مثل روسيا في التسوية السياسية الدبلوماسية للوضع هناك وتطبيع الحياة وتهيئة الظروف لعودة نشطة للمهجرين”، ولفت إلى أن موسكو وواشنطن لم تناقشا قضية تواجد المستشارين الإيرانيين في سورية.
في الأثناء، دعا المفتي الأعلى في روسيا طلعت تاج الدين المجتمع الدولي إلى المساعدة في تأمين عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وقال، في خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع (لا لا تولبان) بمدينة أوفا الروسية: “ندعو كل الدول وكافة الشعوب، وخاصة العربية والإسلامية، إلى تقديم المساعدة لشعب سورية الذي عانى من الإرهاب الدولي، كما نناشد الجميع مساعدة المهجرين العائدين إلى وطنهم”، وأشار إلى أن الشعب الروسي يفخر بالدور الذي لعبته روسيا في مساعدة سورية في التصدي للإرهاب الذي يستهدفها.
وانتقد تاج الدين بشدة المعايير المزدوجة التي تستخدم لنهب الشعوب والدول بحجج وذرائع مختلفة.
إلى ذلك، جدد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان دعوته إلى التنسيق والحوار مع سورية وتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، ودعا، في رسالة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، السياسيين اللبنانيين إلى العمل على توطيد العلاقات اللبنانية السورية وتفعيل اتفاقات التعاون المشترك التي تحقق مصلحة لبنان وشعبه وتعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين.
وفي القاهرة، أكد الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري في مصر، أن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في دحر التنظيمات الإرهابية أفشلت المخطط الصهيوأمريكي في المنطقة، وقال: “إن مساهمة الكيان الصهيوني في تصنيع ودعم جماعات المرتزقة الإرهابية في سورية لم تعد خافية على أحد بهدف تنفيذ المخطط الشيطاني لهذا الكيان وللولايات المتحدة الأمريكية في استهداف وحدة الأراضي السورية”، ولفت إلى إنجازات مؤسسات الدولة السورية التي استطاعت أن تواجه الأزمة، وتعبر بالبلاد إلى بر الأمان، وشدد على ضرورة إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين سورية ومصر نظراً للعلاقة الأخوية التاريخية القائمة بين شعبي البلدين الشقيقين، لافتاً إلى أن إعادة هذه العلاقات تشكّل مطلباً شعبياً مصرياً، ويشكّل خفضها مصلحة لداعمي التنظيمات الإرهابية.
وفي نيويورك، أعلن المتحدث باسم المكتب الصحفي للأمم المتحدة مواصلة المنظمة الدولية جهودها للدفع باتجاه التوصل إلى الحل السياسي للأزمة في سورية، وقال: “إن موقف المنظمة يقضي بأنه لا يمكن تحقيق حل موثوق ودائم للأزمة في سورية إلا من خلال عملية سياسية، وإن الأمم المتحدة تواصل جهودها لدفع هذه العملية قدماً”، ونفى وجود وثائق سرية في المنظمة بشأن سورية تمنعها من التعامل معها في مرحلة إعادة الإعمار، مضيفاً: “إن الأمم المتحدة تناقش باستمرار الأولويات والنهج بالنسبة للأزمة في سورية مع الأخذ بعين الاعتبار الحقائق المتغيّرة”.
وأشار المتحدّث إلى أن هناك قواعد ومبادئ توجيهية داخلية تم وضعها في إطار العمليات التشاورية والنظام الموحد للأمم المتحدة لتقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين في جميع أنحاء الأراضي السورية على أساس من المساواة وعدم التمييز بما يتفق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر العديد من القرارات القاضية بحل الأزمة في سورية بالطرق السياسية، إلا أن تدخلات عدد من دوله الغربية وحلفائها الإقليميين يعوقون تنفيذها.