الصفحة الاولىصحيفة البعث

العقوبات الأمريكية ضد إيران أمام العدل الدولية

 

بدأت في مدينة لاهاي الهولندية، أمس، جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في شكوى تقدّمت بها إيران ضد العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن عليها، فيما أكد ممثل إيران في المحكمة، محسن محبي، أن أمريكا تعرّض أسس القوانين الدولية للخطر بانسحابها من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران، وأضاف: إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطلقت اتهامات خاوية ضد إيران تتناقض مع تصريحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التزام إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي، مبيناً أن واشنطن امتنعت عن الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق. ولفت محبي إلى أن إجراءات ترامب تلحق الضرّر بالاقتصاد الايراني وتؤدي إلى تراجع كل الاستثمارات الأجنبية في إيران ما يشكل انتهاكاً لاتفاقية عام 1955. وذكرت مصادر أنه يتوقّع أن تستمر جلسات المحكمة أربعة أيام، مشيرة إلى أن المحامين الإيرانيين سيدعون خلال الجلسات إلى رفع العقوبات الأميركية الجديدة.
إلى ذلك أكد إدريس الجزائري المقرر الخاص للأمم المتحدة أنّ إعادة فرض العقوبات على إيران بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني إجراء غير شرعي وغير عادل ومضر، مشيراً إلى أنّ هذه الإجراءات الجائرة والمضرة تدمّر الاقتصاد والعملة الإيرانية.
في سياق متصل دعا الرئيس الايراني حسن روحاني الأطراف الموقّعة على الاتفاق النووي للعمل على صون هذا الاتفاق وتنفيذ التزاماتها بسرعة وشفافية أكبر، وقال، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، إن إيران التزمت بجميع تعهداتها في الاتفاق النووي وهي تتطلع لصونه، لافتاً إلى أنه بعد خروج أميركا من الاتفاق بات الثقل يقع على عاتق سائر الأطراف للحفاظ عليه، وأضاف: إن إيران ستتخذ إجراءات أخرى في حال غياب الضمانات للقنوات المالية والمصرفية والنفطية والتأمين والنقل والشحن وغياب الشفافية في البرامج التنفيذية المستقبلية لأوروبا.
من جانبه، قال ماكرون: إن باريس تتطلع إلى تطوير وتعزيز علاقاتها مع طهران، موضحاً أن فرنسا تبذل ما بوسعها لصون الاتفاق النووي وهي ملتزمة بهذه القضية وستنهض بمسؤولياتها.
واستعرض ماكرون إجراءات بلاده وسائر الشركاء للحفاظ على الاتفاق النووي، وأضاف: “لقد بذلنا جهوداً مكثّفة لحماية الاتفاق النووي ونحن نتابع حالياً آليات مختلفة تجارية ومالية على هذا الصعيد”.
يذكر أن الرئيس الأميركي أعاد مطلع الشهر الجاري تجديد العقوبات الاقتصادية الأميركية الأحادية الجانب المفروضة على إيران، والتي تم إلغاؤها في كانون الثاني 2016 عقب التوصل إلى الاتفاق النووي معها، قبل أن يعلن ترامب انسحاب بلاده منه قبل ثلاثة أشهر، بينما أعلنت الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق “روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا” تمسكها به مؤكدة التزام طهران بكل بنوده.
في الأثناء، قال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني، أثناء مراسم تقديم القائد الجديد للقوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية، إن قدرات هذه القوة من حيث التكنولوجيا والتكتيكات والاستراتيجيات الحديثة، والتي تتناسب مع تقدم التقنيات، قد وصلت الى اعلى المستويات، مشيراً الى أننا نرى في الوقت الراهن وحدة جميع أعداء إيران مع بعضهم البعض ضد الشعب الإيراني وهذا أمر طبيعي ولكن هؤلاء اليوم باتوا يركزون من جهة على القضايا الاقتصادية والحظر والضغوط الاقتصادية، ومن جهة أخرى على الحرب النفسية والحرب الإعلامية، بهدف رسم صورة فاشلة وغير فعالة عن الثورة الإسلامية، وتابع: ينبغي علينا أن نحوّل إجراءات العدو الى فرصة مثل ما فعلنا خلال 8 أعوام من الدفاع المقدّس حيث حولنا الأحداث الى فرصة ثمينة رغم جميع الصعاب.