الصفحة الاولىصحيفة البعث

برلين تنتصر لموسكو ضد العقوبات الأمريكية

 

دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى الرد على سياسة العقوبات الأمريكية ضد روسيا والصين وغيرهما من الشركاء الاقتصاديين المهمين لأوروبا، موضحاً أن واشنطن تجبرنا على اتخاذ تدابير وإجراءات من قبل الاتحاد الأوروبي أو من ألمانيا لمواجهة سياسة العقوبات الأمريكية، وأضاف: لقد حان الوقت لإعادة تقييم الشراكة الأطلسية وضرورة تقديم استراتيجية خارجية جديدة للعلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة.
وأوضح ماس أنه إذا كانت الولايات المتحدة تفرض بشكل مفاجئ ودون التنسيق معنا عقوبات على روسيا والصين وغيرهما، فربما ستفرض في المستقبل عقوبات ضد شركاء تجاريين مهمين آخرين، ويجب الرد على هذه التصرفات، مشدداً على أن هذه العقوبات تؤثر بشكل كبير على أوروبا وألمانيا، وأردف قائلاً: “إن انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة أظهر أننا في أوروبا لا نعرف واشنطن بقدر ما كنا نعتقد”.
وتشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حالة من الفتور بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وفرضها رسوماً جمركية على الواردات من الألومنيوم والصلب من الاتحاد.
وكتب ماس في مقال له نشر في وقت سابق بصحيفة “هاندلسبلت” أن الولايات المتحدة وأوروبا تبتعدان عن بعضهما البعض منذ سنوات عديدة، مشيراً إلى اختفاء المصالح والقيم المشتركة للجانبين، وأضاف: إن عملية تطبيع العلاقات مع الشرق بدأت قبل وصول الرئيس ترامب إلى الحكم، معبراً عن معارضته للاستراتيجية التي تنص على أنه يجب على أوروبا ببساطة توقع تغير السلطة في الولايات المتحدة. ودعا ماس إلى إنشاء نظام مالي جديد مستقل عن الولايات المتحدة للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وقال: “لا غنى عن ضرورة تعزيز الحكم الذاتي الأوروبي من خلال إنشاء قنوات الدفع المستقلة عن الولايات المتحدة في صندوق النقد الأوروبي ونظام سويفت.
إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى تجنب الاعتماد على الولايات المتحدة في المجال الأمني، والتعاون مع روسيا في ضمان أمن أوروبا، وقال، في كلمته السنوية أمام السفراء والدبلوماسيين الفرنسيين في قصر الإليزيه، “إن ضمان أمن أوروبا مسؤوليتنا، داعياً إلى إطلاق مراجعة شاملة لهيكلية الأمن في الاتحاد الأوروبي بمشاركة روسيا وجميع الشركاء الأوربيين ولاسيما في مجالات الأمن الالكتروني والأسلحة الكيميائية والتقليدية وأمن الفضاء وحماية منطقة القطب الشمالي”.
وألقى ماكرون بمسؤولية تدهور العلاقات الدولية في العالم على عاتق ترامب، مبيناً أن مواقف الأخير إزاء حلف شمال الأطلسي “الناتو” وانسحابه من اتفاق باريس للمناخ أدت إلى ظهور خلافات بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، وقال: يبدو أن الشريك الذي سبق أن حارب جنباً إلى جنب مع أوروبا من أجل مبدأ التعددية المتكافئة قرّر أن يدير ظهره لتاريخنا المشترك.
وجاءت تصريحات ماكرون في ظل التحركات الأمريكية المتزايدة التي تظهر رغبة ترامب النأي بنفسه عن حلفائه التقليديين في حلف “الناتو”.