صحيفة البعثمحليات

“أجب عن سؤال من المقرر.. تمنيته ولم يأتِ” عندما يحاول الأستاذ الجامعي إحداث ثقب في جدار نمطية الأسئلة الامتحانية؟!

دمشق – نجوى عيدة

في محاولة ليست الأولى من نوعها جرّب أحد أساتذة كلية الهمك في جامعة دمشق الخروج عن النمط التقليدي المعترف عليه في وضع الأسئلة الامتحانية التي تبقى عادة حبيسة دفتي الكتاب، محاولاً ذاك الأستاذ محاكاة عقل الطالب والوقوف عند رغبته التي يتمناها قبل البدء بأي امتحان ورهانه على أحد الأسئلة التي لم توفق أمانيه في تحقيقها, إلاّ أنه كما يبدو فإن الاعتياد الطويل على أمر ما يجعل كسره صادماً لدى المتلقي حتى إن كان لصالحه، حيث تفاجأ الدكتور معاذ الخياط – المقصود بمستهل الكلام – بمعدل نجاح ثابت لم يزد في سلة حصاده ولم ينقص في مادة التنظيم الصناعي، ما جعله يعود للعادة والمعتاد والنسق الموحد والذي لا يخلو من الغرابة عند صوغ الأسئلة الامتحانية.

“أجب عن سؤال من المقرر.. تمنيته ولم يأتِ”، سؤال لم يسعف صاحبه طريقة الصياغة، حيث بيّن الخياط لـ “البعث” أن الطلاب تفاجؤوا بالسؤال ومعظمهم لم يجاوب عليه، وفي الوقت الذي حاول فيه الخياط أن يكون أكثر قرباً من طلابه ويفتح ثقباً في الجدار الصلب الذي يسير عليه زملاؤه، هنا جوبه الدكتور بمعارضة بعض المصرين على التمسك بالنمط التقليدي للأسئلة، إلى جانب ذلك بقيت نسبة النجاح في مادته التقليدية على حالها والتي تسجل دوماً فوق  الـ 80 ، ما دفعه – بحسب تعبيره- لعدم تكرار التجربة والعودة للمألوف، في المقلب الآخر رأى نائب عميد كلية “الهمك” الدكتور بسام محمد أن الأسئلة رهن المقرر ومن المفترض أن تكون شاملة لجميع المحاور وثمرة نهائية لمخرجات المادة، مشيراً إلى أن الاعتراض على طريقة السؤال الموضوع لا تسقط أهميته والرفض لم يكن تشبثاً بالطرق التقليدية وإنما رغبة من الأساتذة بأن تكون الأسئلة شاملة وتنم عن فهم الطالب للمادة بحيث يكون قادراً على تقديم حلول تعبر عن إدراكه لكل أبعاد المشكلة ووجود حلول ابتكارية قد تنجح عند التطبيق. وحول ماهية القوانين الملزمة لوضع الأسئلة وسلم التصحيح وما يشوبه من غرابة ونقد لدى الطلاب، فنّد معاون عميد الكلية فكرة وجود قانون أو حتى تدخل بوضع الأسئلة، بالتوازي كانت حجته حاضرة بأن الاعتراض والنقد يأتي عندما لا تكرر أسئلة  الدورات وعندها يكون دكتور المقرر- بنظر الطالب – قد وضع أسئلة تعجيزية ومن خارج الكتاب، في حين أشار إلى أن ارتفاع معدل النجاح وحتى تدنيه بشكل غير منطقي يدفع بالعمادة لاستدعاء دكتور المقرر للوقوف على سبب الرسوب وتجاوزه أو الاستفادة من طريقته في التدريس عندما يكون هناك تفوق ونجاح بنسبة كبيرة، أما الطلاب فكان لهم رأي آخر حيث اعترفوا أن التنبه لما جرى كان متأخراً فالسؤال كان لصالحهم ولاسيما أنه يحمل 10 علامات لكن المفاجأة جعلتهم يقفون حائرين أمامه لتأتي صحوتهم في اليوم التالي في غير مكانها، متمنين تكرار أسئلة شبيهة خاصة وأنهم يعتقدون أنهم رهن مزاج الأستاذ الجامعي سواء بالامتحان أو بسلم التصحيحِ.