الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو: “إس 300” توفّر لسورية مستوى دفاعياً نوعياً جديداً الجيش يحرّر كامل أرض قاع البنات في محيط تلول الصفا

تابعت وحدات من الجيش العربي السوري، بالتعاون مع القوات الرديفة، تقدّمها في عمق الجروف الصخرية المحيطة بتلول الصفا، آخر معاقل إرهابيي “داعش” في عمق بادية السويداء الشرقية، وبسطت سيطرتها على مساحات ونقاط حاكمة جديدة على اتجاه قبر الشيخ حسين، فيما تصدّت وحدات ثانية من الجيش لاعتداء مجموعة إرهابية على نقاط عسكرية بريف حماة الشمالي.

يأتي ذلك فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن منظومة الدفاع الجوي الصاروخية “إس 300″، التي سلّمت إلى سورية، ستوفّر لها مستوى نوعياً جديداً من الدفاع الجوي، في وقت أكدت وزارة الخارجية الروسية ضرورة إنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية بمنطقة التنف فى سورية، وإغلاق مخيم الركبان، الذي تستخدمه القوات الأمريكية لتدريب وإيواء عناصر إرهابية.

وفي التفاصيل، واصلت وحدات الجيش عملياتها المركزة في ملاحقة فلول إرهابيي “داعش” على المحور الشمالي الغربي في عمق بادية السويداء الشرقية، وفرضت سيطرتها بشكل كامل على أرض قاع البنات الشديدة الوعورة، وثبتت نقاطها الجديدة ضمن الجروف الصخرية بعمق المنطقة، بعد إبعاد إرهابيي التنظيم التكفيري عن بقايا برك ومسطحات مائية كانوا يستغلونها للاختباء من ضربات الجيش، وذلك توازياً مع تحرير مساحات جديدة على المحور الغربي والجنوبي الغربي على اتجاه قبر الشيخ حسين، والإشراف نارياً على مناطق أخرى بالعمق. وخاضت وحدات الجيش خلال تقدّمها في عمق الجروف الصخرية، ذات التكوين البازلتي المعقد والمليء بالمغاور والكهوف والنقاط التي كان يستغلها الإرهابيون للاختباء والتمركز والقنص، اشتباكات عنيفة معهم، بالتزامن مع تنفيذ رمايات مدفعية وصاروخية وغارات جوية على تحرّكاتهم ونقاط تحصينهم في عمق المنطقة أسفرت عن تكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والأفراد، وسط انهيارات متتالية وحالات فرار في صفوفهم الى عمق المنطقة، حيث تجري ملاحقة فلولهم بالوسائط النارية المناسبة.

وأسهمت عمليات وحدات الجيش في تلك المنطقة، التي تتمّ بتكتيك دقيق يتوافق وطبيعة الأرض وتضاريسها، بتضييق الخناق أكثر على ما تبقى من إرهابيي “داعش”، بعد تشديد الطوق عليهم وإفشال محاولات تسللهم وفرارهم وتدمير خطوط دفاعهم وتحصيناتهم وقطع سبل امدادهم وسط انهيارات متتالية في صفوفهم.

إلى ذلك، أفاد مراسل سانا في حماة بأن وحدة من الجيش وجّهت نيران رشاشاتها باتجاه مجموعة إرهابية تابعة لـ “كتائب العزة” حاولت التسلل من محور بلدة مورك إلى بعض النقاط العسكرية المتمركزة في محيط البلدة، وأشار إلى أنه تمّ إفشال محاولة التسلل وتحقيق إصابات، مؤكدة في صفوف المجموعة الإرهابية وفرار من تبقى من أفرادها وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.

يأتي ذلك فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية ضرورة إنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية بمنطقة التنف فى سورية، وإغلاق مخيم الركبان، الذي تستخدمه القوات الأمريكية لتدريب وايواء عناصر إرهابية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين: “إن مخيم الركبان يقع في منطقة التنف التي يسيطر عليها الأمريكيون بشكل غير قانوني ويجب على الأمريكيين الرحيل من هناك.. وإلى أن يغادروا سيظل هذا المخيم تحت غطائهم وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير”. وتابع فيرشينين: “للأسف وفقاً لبعض المعلومات تستخدم هذه الأراضي من بين أمور أخرى من قبل إرهابيي داعش للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعهم وهذا أمر سيئ من أي وجهة نظر”.

من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن التنظيمات الإرهابية، وبشكل أساسي “جبهة النصرة”، تواصل التحضير للقيام باستفزازات في إدلب، مشيرة الى مواصلة تلقي معلومات حول محاكاة للهجمات الكيميائية هناك، وقالت في مؤتمر صحفي: “إن التنظيمات الإرهابية بعد تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية ونتيجة لخشيتها من العزلة بات أفرادها يقومون بأنواع مختلفة من الاستفزازات”، مضيفة: “ما زلنا نتلقى معلومات حول محاكاة للهجمات الكيميائية تمّ إعدادها من قبل الإرهابيين على نطاق واسع في إدلب، والتي يزعم أنها كانت سترتكب من قبل القوات الحكومية”. وتابعت زاخاروفا: “من المثير للقلق الشديد أن المدنيين الذين اختطفهم الارهابيون بمن فيهم النساء والأطفال قد يكونون ضحايا لهذه الأعمال”، وأشارت إلى أن “جزءاً” من المجموعات المسلحة في إدلب “يدعم وجود المنطقة منزوعة السلاح”.

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في الـ 17 من أيلول الماضي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي عن الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بعمق 15 إلى 20 كم، موضحاً أن هذا الموقف تؤيده الحكومة السورية.

بالتوازي، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن منظومة الدفاع الجوي الصاروخية “إس 300″، التي سلّمت إلى سورية، ستوفر لها مستوى نوعياً جديداً من الدفاع الجوي، وأشار إلى أن خطوات أخرى ستتبع تسليم منظومة “إس 300” إلى سورية، كما أوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في وقت سابق، مبيناً أن هذه الخطوات ستغيّر الوضع على الأرض.

وحول ردود الفعل الصادرة عن “إسرائيل” بشأن تسليم منظومة “إس 300” إلى سورية، أكد فيرشينين أنه “لا يجب أن تتحوّل سورية إلى حلبة لتصفية الحسابات غير المرتبطة بمكافحة الإرهاب”.

سياسياً، دعت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع الغربي إلى تفعيل التنسيق بين لبنان وسورية لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين، فيما جدّدت سحر صدقي، أمين سر لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، التأكيد على وقوف مصر إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب وفي تصديها للمؤامرة التي تتعرّض لها، وأوضحت لمراسل سانا في القاهرة أن مصر تؤكّد على ضرورة عدم التدخل في شؤون سورية الداخلية واحترام سيادتها على أراضيها واستقلالية قرارها، منوّهة بالعلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والسوري. وأشارت إلى الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهاب، لافتة إلى أن المنطقة العربية بأكملها تتعرّض لمخططات التقسيم والمؤامرات، وأن مصر وسورية تواجهان تلك المخططات بقوة وستنتصران عليها.