الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الهلال في مؤتمر الحرفيين: مهمّتنا تكييف صمودنا مع الحصار كآخر شكل للعدوان

دمشق – بسام عمار:

عقد الاتحاد العام للحرفيين مؤتمره الانتخابي للدورة الثالثة عشرة تحت شعار  “الأمل بالإتقان لزيادة الإنتاج” بحضور الرفاق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد وحمودة الصباغ رئيس مجلس الشعب وياسر الشوفي رئيس مكتبي التنظيم والتربية وعمار السباعي رئيس المكتب الاقتصادي وحسين مخلوف وزير الإدارة المحلية والبيئة في مجمع صحارى اليوم.

ونقل الرفيق الهلال لأعضاء المؤتمر تحيّات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد ومن خلالهم لكل الحرفيين على امتداد ساحة الوطن، وتأكيده أهمية المؤتمرات وثقته الكاملة بأن الحرفيين قادرون من خلال عملهم الجماعي على التوصل لقرارات وتوجّهات تسهم في تعزيز أدائهم على المستوى الحرفي ودورهم الوطني والقومي المهم، مشيراً إلى أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع احتفالات شعبنا بالذكرى السابعة والسبعين لتأسيس جيشهم العربي السوري فخر الوطنية والعروبة والذي يذود عن الوطن ويحمي حماه ويضحّي من أجل استمراره واستقلاله ويعزز النهج الاستقلالي في زمن عزّ فيه الاستقلال وعمّ فيه وباء التبعية وثقافة الذل والخنوع.

وأضاف: إن القطاع الحرفي مكوّن مهم من مكونات الشعب العربي السوري الذي لم يخضع لقوى الهيمنة والاستعمار القديم والحديث وفي أي عصر من العصور، والذي يستند في مجمل حياته المهنية والوطنية والقومية إلى وحدة وطنية قوية بين فئاته كلها، وإلى قيادة قائد حرفته صناعة النصر وحماية شعبه من أعتى ما يمكن أن تقوم به قوى الهيمنة والإرهاب من عدوان، وهو القائد الذي أكد في أحاديثه كلها وفي أفكاره وسلوكه وحياته اليومية أنه ابن هذا الشعب البار وأنه يستمدّ شجاعته وحكمته من هذا المعين الذي لا ينضب.

وأشار الرفيق الهلال إلى أن الحرب التي شنّت على سورية فريدة من نوعها في تاريخ الحروب المعاصرة، حيث جمعت كل أشكال الحروب وأنواعها دفعة واحدة بل إنها اخترعت أنواعاً جديدة من الحروب لم تكن موجودة من قبل كالتحالف بين إرهاب الدولة المعتدية وإرهاب العصابات والمرتزقة وكالحرب الإعلامية والنفسية الواسعة في زمن شهدت فيه تكنولوجيا الإعلام تطوّراً نوعياً كبيراً، كما أنها اخترعت أشكالاً جديدة من أشكال العدوان الاقتصادي وسياسات التجويع وانتهاك أبسط حقوق الإنسان وهو حقه في الحياة، ولكن ما هو أعظم منها وأشدّ هو التصدي لها منذ اليوم الأول والذي يراه المتابعون في كل أنحاء العالم معجزة وحدثاً فريداً سواء من جانب الأداء العسكري للجيش العربي السوري أم من جانب التصدي الشعبي الواسع لها، مبيّناً أن الكثير من الاجتماعات والندوات الشعبية والإعلامية في عواصم أوروبية تناقش وتحيي صمود الشعب العربي السوري وقائده وجيشه لهذا النوع المركب من الحروب، ومشيراً إلى أن أكثر ما يثير تساؤلات الناس في العالم هو كيف استطاع شعب صغير في إمكاناته المادية والاقتصادية والبشرية أن يتصدى لهذا الكم الهائل من العدوان المنفلت من عقاله، مبيّناً أن السر هو في هذا الشعب الذي تمرّس في تاريخه الطويل على العزة والتمسك بالاستقلال والطاقة الإنسانية الكبيرة المتحفزة والإمكانات الهائلة للدفاع عن الذات والنفس التي لا ترضى عن الكرامة بديلاً.

وذكر الرفيق الأمين العام المساعد أن فشل الأعداء في حربهم الإرهابية دفعهم إلى الحرب الاقتصادية وتشديد الحصار الشامل وتوسيع معاناة الناس لعلهم ينجحون فيما فشلوا به، لافتاً إلى أن مهمتنا الأولى اليوم أن نكيّف تصدّينا بما يناسب هذا الشكل من العدوان كما فعلنا في المراحل السابقة، مشيراً إلى أن الحرفيين هم من أكثر القطاعات معرفة بهذا النوع من العدوان على حياة الشعب وقوت أبنائه، وهم من أكثر القطاعات دراية بالمواجهة وإبداعاً لأساليبها وأدواتها، ولأنهم القطاع الأكثر انتشاراً وإبداعاً كانوا من أول المستهدفين من الإرهاب في نشاطهم الحرفي، إلا أن حصارهم وتدمير ورشهم وأدوات عملهم لم يثنهم عن المتابعة والاستمرار في العمل في ظروف صعبة، وأثبتوا أنهم جزء من هذا الشعب المبدع المصرّ على الحياة، مؤكداً أن التوجّه اليوم في إعادة الإعمار الشامل هو ما أكده قائد الوطن من التركيز على دور القطاع الحرفي والورشات الصغيرة والمتناهية الصغر.

وختم الرفيق الهلال حديثه بأن العالم يشهد اليوم الموت الحتمي لنظام سيطرة الناتو والقطب الأوحد وولادة نظام عالمي جديد أكثر توازناً واستقراراً، وأن أول من قال بصوت عالٍ وواثق لا لقطب الهيمنة الأوحد هو السيد الرئيس بشار الأسد متمنياً للمؤتمر النجاح في أعماله.

وزير الصناعة زياد صباغ، أكد الدور الاقتصادي الكبير للقطاع الحرفي وهو الذي دفع الوزارة إلى النهوض به، ولاسيما بعد التدمير الممنهج له وإعادة تأهيل المناطق والتجمعات الحرفية وإزالة آثار الحرب وترميم البنى التحتية وتنظيم الجمعيات الحرفية في تجمّعات متخصّصة وفق كل مهنة، لافتاً إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من الدولة والوزارة بالحرف التراثية والتقليدية للحفاظ عليها من الاندثار ولأنها جزء مهم ورئيسي من المكوّن المادي للهوية الثقافية السورية، وتشكيل لجنة تضمّ الجهات المعنية بالحرف التراثية من جهات حكومية ومنظمات المجتمع الأهلي والجهات المهنية، والعمل مع المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة يونيسكو لتوثيق الحرف وتسجيلها على لوائح التراث العالمي لأنها تمثل تاريخنا ومستقبل أجيالنا، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على تعديل المرسوم 250 الناظم لعمل الاتحاد ليتلاءم مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية.

رئيس الاتحاد العام للحرفيين الرفيق ناجي الحضوة، ذكر أن القطاع الحرفي حظي بدعم كبير من القيادة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد وأصبح التنظيم الاقتصادي الأشمل والأقوى الذي شكّل رديفاً أساسياً داعماً للاقتصاد الوطني وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم، مشيراً إلى أن الاتحاد عمل على تعزيز الجانب التنظيمي فيه وجذب الحرفيين إلى التنظيم ووضع الخطط الموضوعية البنّاءة لتطوير العمل وتذليل الصعوبات وتشجيع الابتكار والإبداع وتحديث أسلوب العمل والإنتاج وتأمين الدعم وفق الإمكانات وتعزيز الشراكة مع كل الجهات المعنية بالقطاع والسعي إلى إقامة أسواق ومهرجانات للتسويق الداخلي والخارجي.

يذكر أنه سيتم انتخاب مكتب تنفيذي جديد للاتحاد.