الصفحة الاولىصحيفة البعث

ماي: الخروج من الاتحاد الأوروبي شبه مكتمل

 

تعتقد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الاتفاق الذي ستخرج بريطانيا بمقتضاه من الاتحاد الأوروبي قارب على الانتهاء، وقالت: إنها واثقة من إيجاد حل بشأن إيرلندا الشمالية، التي تعد حالياً النقطة الشائكة للخروج بحلول الموعد المقرّر في آذار.
وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء بأنها تعتقد بأنه تمّ الانتهاء من 95 في المئة من اتفاق الخروج، وذلك في أعقاب اجتماع مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتس.
ويوم الاثنين، ناقش رئيسا حكومتي بريطانيا وإيرلندا خلال اتصال هاتفي تسوية مسألة حدود إيرلندا الشمالية التي تعيق المضي قدماً في مباحثات بريكست، بحسبما أعلنت دبلن.
وناقشت تيريزا ماي مع رئيس الحكومة الإيرلندية ليو فارادكار “إمكانية إيجاد آلية مراجعة لاتفاق شبكة الأمان” “باكستوب”، التي يقترحها الاتحاد الأوروبي والتي تهدف لإبقاء الحدود مفتوحة بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا.
وبحسب بيان أصدره مكتبه، أشار فارادكار إلى أنه سيدرس الفكرة لكنه رفض أي اقتراح يقضي بانسحاب بريطانيا بشكل منفرد لاحقاً من الاتفاق، مضيفاً: إن ماي طرحت “إمكانية وجود آلية مراجعة لشبكة الأمان”.
وتعثرت مفاوضات بريكست بسبب الاختلاف حول كيفية تفادي وضع نقاط تفتيش على الحدود الإيرلندية مع مغادرة بريطانيا الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، والسوق الاوروبية المشتركة، عند خروجها من الاتحاد في آذار 2019.
هذا واتفق الطرفان على “شبكة أمان” أو اتفاق ضمانات “باكستوب” لتجنب نقاط التفتيش إلى حين التوصّل إلى اتفاق تجاري أشمل يحل الأزمة.
يأتي ذلك فيما أفاد استطلاع للرأي، ويعد الأكبر من نوعه، أن البريطانيين سيصوتون للبقاء في الاتحاد الأوروبى بنسبة 54 مقابل 46 بالمئة في حال جرى استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من التكتل.
وهذه الزيادة الظاهرة في نسبة المؤيدين للبقاء سيستغلها أصحاب الحملات الداعية لإجراء استفتاء ثان ملزم حول بنود الاتفاق الذي ستتوصل إليه لندن مع بروكسل قبل انفصال بريطانيا عن الدول الـ 27 الأخرى في الاتحاد الأوروبى.
وأظهر الاستطلاع، والذي أجرته وكالة سورفايشن عبر شبكة الانترنت بين 20 تشرين الأول و2 تشرين الثاني بمشاركة نحو 20 ألف شخص، دعماً لبريكست في بعض المدن التي صوّتت للخروج، لكن بانخفاض بنحو 10 نقاط. ففي ساوثهامبتون جنوب انكلترا تراجعت نسبة تأييد الخروج من 53.8 إلى 41.8 بالمئة، بينما تراجعت النسبة في بيرمينغهام من 50.4 إلى 41.8 بالمئة.
وفي نفس الوقت أظهر الاستطلاع تأييداً للاتفاق بنسبة تراوح بين 41 و30 بالمئة بين الناخبين الذين عرفوا عن أنفسهم بأنهم أعضاء في حزب المحافظين الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء.
وهذا قد يعطي ماي دفعة في وجه المشككين بالاتحاد بالأوروبي في حكومتها، الذين يريدون انفصالاً تجارياً أسرع وأكثر عمقاً بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى بعد دخول بريكست حيّز التنفيذ.
ورفضت رئيسة الوزراء البريطانية الفكرة بحجة أن العودة عن نتائج الاستفتاء الأول الذي جرى في حزيران 2016 سيكون خطوة غير ديمقراطية لبريطانيا.
واختار الناخبون يومها مغادرة الاتحاد الأوروبى بنسبة 52 مقابل 48 بالمئة، تدفعهم الرغبة باستعادة المملكة المتحدة السيطرة على حدودها في وجه موجة المهاجرين التي اجتاحت دول الاتحاد الأوروبى حينذاك.