الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يقتحم جامعة القدس ويلاحق الطلبة

 

 

صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها على ممتلكات الفلسطينيين، والاستيلاء على أراضيهم، في إطار مخططاتها التهويدية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، متجاهلة القرارات الدولية، التي تؤكّد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي المحتلة وتطالب بوقفه، فقد شنّت حملة مداهمات وتفتيش لمنازل الفلسطينيين في مدن الخليل وجنين وبلدة حزما بالضفة الغربية شمال شرق القدس المحتلة، واعتقلت سبعة فلسطينيين، فيما اقتحمت قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس بالضفة الغربية، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام باتجاه منازل الأهالي، ولاحقت طلبة مدرسة اللبن الشرقية الثانوية الواقعة على شارع نابلس رام الله الرئيسي، واعتقلت طالباً فلسطينياً، كما اقتحمت جامعة القدس في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، واعتدت على مقارها، وحطّمت أبوابها وبعض ممتلكاتها، وداهمت عدة كليات ومكاتب فيها، كما اقتحمت السكن الطلابي، واستولت على كاميرات المراقبة.
وتقتحم قوات الاحتلال يومياً المدن والبلدات الفلسطينية، وتعتدي على الفلسطينيين، وتخرّب ممتلكاتهم بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.
كما هدمت قوات الاحتلال منزلاً يعود للفلسطيني أنور دوله في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة بعد اقتحامه برفقة عدد من الجرافات، فيما صعّدت من حربها الاقتصادية ضد الشعب الفلسطيني.
ففي البلدة القديمة بالقدس، مئتان وثمانون محلاً تجارياً أغلقت أبوابها بسبب تراكم الغرامات التي تفرضها سلطات الاحتلال، وعدم قدرة أصحابها المقدسيين على دفعها ليقوم الاحتلال بالاستيلاء على أموال أصحاب المحال وأملاكهم وسجنهم لحين الدفع.
وفي هذا السياق، يقول مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر: “إن الاحتلال يحاول بشتى الوسائل تهجير الفلسطينيين من القدس عبر التضييق على أصحاب المحال التجارية وعلى حياة المقدسيين”، لافتاً إلى أن 280 محلاً تجارياً في البلدة القديمة أغلقت بسبب الغرامات الباهظة والحصار الاقتصادي الذي يفرضه الاحتلال على القدس، ما تسبب بشلل في الحياة الاقتصادية فيها، وأضاف: إن الاحتلال يفرض 14 غرامة على التجار الفلسطينيين في القدس المحتلة ضمن مخططه لتفريغ المدينة من أبنائها الفلسطينيين، مؤكداً أنه رغم ارتفاع نسب الفقر في المدينة إلى 80 بالمئة والحصار الاقتصادي المفروض على تجارها ومحالها التجارية ومرافقها الاقتصادية، إلا أن أهالي القدس صامدون في وجه المحتل، فالمعركة في القدس هي معركة وجود.
من جانبه، أشار الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة إلى أن الاحتلال يهدف من التضييق على الفلسطينيين في القدس المحتلة إلى ضرب الوجود الفلسطيني فيها، مبيناً أن الاحتلال حوّل البلدة القديمة إلى منطقة مغلقة، ويواصل التضييق على الفلسطينيين ضمن حربه الممنهجة، الأمر الذي فاقم الوضع الاقتصادي في القدس، وخاصة لأصحاب المحال التجارية الذين يتعرّضون لمضايقات يومية من الاحتلال.
بدوره، لفت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب إلى أن الاحتلال يكثف الضغوط الاقتصادية على الفلسطينيين بهدف تهجيرهم، وهناك مخططات تنفذ بهدف تهويد القدس، لكن المدينة محافظة على عروبتها من خلال صمود أهلها على الرغم من كل إجراءات الاحتلال التعسفية، وأكد أن عمليات استيلاء الاحتلال على أراضٍ لفلسطينيين زادت مؤخراً بشكل كبير فضلاً عن منعهم من البناء ومحاصرة القدس تجارياً، وكل هذه الممارسات تكثّفت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل عام اعتبار القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها منتصف أيار الماضي، وأوضح أن الاحتلال ينفذ حرباً تستهدف لقمة عيش الفلسطينيين في القدس لجعل حياتهم فيها مستحيلة بغية إخراجهم منها.
يأتي ذلك فيما أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن سياسات الاحتلال العدوانية واقتحاماته للأراضي الفلسطينية، وخاصة في مدينة رام الله، تهدف إلى فرض الحلول الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وقال: “إن الاقتحامات للمؤسسات التعليمية والإعلامية الفلسطينية والأحياء السكنية تهدف إلى فرض الحل الذي رفضه الشعب الفلسطيني بعد أن فشلت سياسة التهديد والضغوط والعقوبات المالية التي مارستها “إسرائيل” والولايات المتحدة للقبول بـ”صفقة القرن”، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني مستمر بالتصدي لهذا الإرهاب، والتهديد حتى نيل حقوقه كاملة في الحرية والاستقلال، ولفت إلى أن الحملات التي أطلقها المستوطنون الإسرائيليون لاغتيال الرئيس محمود عباس هي ترجمة للغة التهديد والوعيد، والضغط السياسي والاقتصادي الذي يمارسه الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ إعلان رفضه القاطع لما تسمى “صفقة القرن” التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وشطب حق العودة، وإلغاء أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في سياق متصل، أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أنه سيتم تقديم مذكرات احتجاج رسمية إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجمعية العامة حول تهديدات الاحتلال باغتيال الرئيس عباس واقتحام مسجد قبة الصخرة في القدس المحتلة والاعتداء على المؤسسات الفلسطينية تتضمن مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته حيال هذه التهديدات والممارسات التي تنتهك القانون الدولي وميثاق المنظمة الدولية.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مدينة رام الله بالضفة الغربية، قبل يومين، ووقفت على بعد أمتار من منزل الرئيس عباس، كما اقتحمت عدداً من المؤسسات من بينها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، بينما وزعت منظمات يهودية منشورات جنوب مدينة نابلس بالضفة تحرّض على اغتيال الرئيس عباس.
من جهتها، جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بالتعامل بجدية مع مخططات الاحتلال العدوانية، وتحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، وأكدت أن تصعيد الاحتلال ضد الفلسطينيين، وارتفاع وتيرة اقتحام المدن والبلدات، وتدمير البنى التحتية والمؤسسات الوطنية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من محاولة فرض ما تسمى “صفقة القرن”، وأوضحت أن الإدارة الأمريكية تحاول تمرير مخططها لتصفية القضية الفلسطينية عبر القرارات “الاستباقية” المشؤومة التي اتخذتها بشأن القدس المحتلة واللاجئين، ووقف المساعدات ومن خلال دعم قوات الاحتلال في تدمير مقومات وجود دولة فلسطين لفتح الطريق أمام “صفقة القرن”، وأشارت إلى أن اقتحام قوات الاحتلال جامعة القدس في بلدة أبو ديس بالقدس المحتلة جزء من مخططات الاحتلال لتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، مطالبةً المنظمات الدولية وفي مقدمتها اليونيسكو بالتحرّك السريع لوقف الاعتداءات على المؤسسات التعليمية الفلسطينية.