الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يكثّف خطة تهويد القدس.. وآلاف المقدسيين بلا مأوى

 

ضمن حربه المتواصلة على الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، بهدف تهجير أبناء المدينة وتهويدها، يواصل الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ومنازلهم وعقاراتهم في المدينة المقدّسة لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية عليها، ويمنع في الوقت نفسه الفلسطينيين من بناء منازل جديدة، ويفرض غرامات باهظة على سكانها في حال تمّ البناء، وتصل إجراءاته التعسفية العنصرية إلى حد هدم هذه المنازل، حيث تشير الاحصائيات الفلسطينية إلى أن نحو 20 ألف منزل في القدس مهدّدة بالهدم في أحياء الشيخ جراح والعيسوية والبلدة القديمة وبيت حنينا.
مدير مركز معلومات وادي حلوة، جواد صيام، أشار إلى أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من القيام بأي عملية بناء في القدس المحتلة، كما يستمر بهدم منازل الفلسطينيين، بل ويفرض غرامات باهظة تصل إلى 100 ألف دولار للمنزل الواحد، لافتاً إلى أن الاحتلال لا يكتفي بمنع عمليات البناء في المدينة بل يقوم بالاستيلاء على عقارات الفلسطينيين فيها بعد تهجير أهلها لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية، فيما أوضح الخبير في مجال الاستيطان، جمال جمعة، أن الاحتلال ينفذ مخططاً تهويدياً خطيراً في القدس المحتلة من ثلاث مراحل، تتضمّن الأولى منع أي عملية بناء جديدة في المدينة بشكل كامل، والتضييق على مئات آلاف المقدسيين ليصبح التوسع العمراني لهم مستحيلاً.
وبيّن جمعة أن المرحلة الثانية تتضمّن عمليات هدم واسعة في أحياء البستان وسلوان والعيسوية وشعفاط وبيت حنينا، والثالثة إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية داخل القدس وخارجها وعزلها عن باقي الضفة المحتلة، حيث بات الاحتلال يستولي على أكثر من 90 بالمئة من مساحة المدينة.
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب أشار إلى أن الاحتلال يرمي من إجراءاته العنصرية إلى التضييق على المقدسيين وتهجيرهم، حيث يفرض غرامات باهظة على أي عملية بناء، وبات عشرات الآلاف منهم بدون مأوى، وبيّن أن الاحتلال لا يكتفي بذلك بل يجبر صاحب المنزل على هدم منزله، وهو ما يمثّل جريمة وفق القانون الدولي، لافتاً إلى أن منع الاحتلال الفلسطينيين من البناء ولد أزمة في السكن لآلاف الأزواج الشباب الذين لا يجدون منازل للسكن فيها.
مركز القدس الدولي وثّق في تقارير عدة الأوضاع المأساوية للفلسطينيين في المدينة المقدّسة في ظل منع الاحتلال بناء منازل فلسطينية جديدة ومنع ترميم المنازل القديمة، حيث يوجد 1400 منزل في القدس بحاجة للترميم و356 منزلاً آيلاً للسقوط، ويمنع الاحتلال الفلسطينيين من إعادة ترميمها وإصلاحها لتصبح مهددة بالانهيار.
الحكومة الفلسطينية طالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف عدوان الاحتلال المتواصل على القدس، من استيطان وهدم وتهويد وعمليات تطهير عرقي وتهجير للفلسطينيين من أراضيهم، لافتة إلى أن الاحتلال يستغل الانحياز الأمريكي الأعمى له لتسريع مخططه لتهويد المدينة في محاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم، في انتهاك سافر للقرارات الدولية واتفاقيات جنيف الخاصة بحماية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
الخارجية الفلسطينية، من جهتها، أكدت أن تهديد سلطات الاحتلال بإغلاق مصلى باب الرحمة مقدّمة لتهويد المسجد الأقصى، مطالبة المجتمع الدولي بوقف اعتداءات الاحتلال، وأوضحت في بيان أن سلطات الاحتلال تكثّف من محاولات فرض سيطرتها على الأقصى، وشنت خلال الأسابيع الماضية هجمة شرسة على الأوقاف الإسلامية ورجالاتها، في محاولة لسحب صلاحياتها وحرمانها من ممارسة مهامها ودورها التاريخي في الحفاظ على المسجد الأقصى، وجدّدت إدانتها لاعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على المسجد الأقصى وحراسه وعلى العاملين في الأوقاف الإسلامية ومدارسها وحملة الإبعادات المتواصلة بحق أهالي القدس المحتلة، مطالبة المجتمع الدولي بوقفها.
ميدانياً اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الدهيشة وبلدة تقوع ببيت لحم وعصيرة الشمالية بنابلس ومخيم جنين وبيت كاحل غرب الخليل، واعتقلت عشرة فلسطينيين، فيما اقتحمت مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق معظمهم من طلاب المدارس.
كما اقتحمت قوات الاحتلال، برفقة عدد من جرافاتها، قرية الكعبية قرب مدينة حيفا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهدمت منزلين فلسطينيين مأهولين بالسكان، فيما اقتحمت بلدة برطعة جنوب غرب جنين بالضفة الغربية، وداهمت منطقة مكب السمن، والبالغة مساحتها ما يقارب 50 دونماً، وشرعت بتجريفها.
إلى ذلك اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، كما اعتقلت خمسة منهم على الأقل، فيما اقتحم مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال، حي عقبة درويش في البلدة القديمة، واستولوا على منزل يقطنه زوجان مسنان فلسطينيان، بعد الاعتداء عليهما.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية عوريف جنوب نابلس، واطلقت قنابل الغاز السام، بالتزامن مع اعتداء أكثر من 50 مستوطناً على مدرسة عوريف الثانوية، ما أدى الى إصابة طالب فلسطيني وتحطيم عدد من مركبات المعلمين ونوافذ المدرسة، وأجبرت انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين الهيئة التدريسية على تعليق الدوام، وإغلاق المدرسة للمرة الـ 11 منذ بداية العام الدراسي.