رياضةزواياصحيفة البعث

الصبر والاستعجال في المنتخب

 

 

 

تجربتان وديتان في دورة الصداقة كانتا كافيتين لإعطاء أحكام أولية على منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم قبل خوضه اللقاء الودي الثالث غداً أمام الإمارات، وعلى اعتبار أن شارعنا الكروي مشحون سلبياً بالأساس ضد القائمين على أمور كرتنا، فإن التقييم المبدئي تجاه أداء المنتخب لم يكن جيداً بالمطلق.
فبعد الخيبة الآسيوية كان منتظراً أن نرى ردة فعل من نجوم المنتخب، وتقديم الأداء الذي يرضي الجمهور المتعطش، لكن الذي حصل في المباراة أمام العراق هو تواصل المستوى المتراجع الذي ترافق مع خسارة مستحقة، أما المباراة الثانية أمام الأردن فلم يكن الأداء فيها أفضل، ولولا خبرة المخضرم الخطيب لواصلنا سلسلة الهزائم والنكسات!.
لن ندخل في الأمور الفنية، واختيارات المدرب، وطريقة اللعب، والمغزى من لعب ثلاث مباريات خلال أقل من أسبوع، وآثاره الفنية والبدنية، لكننا سنتوقف عند تفصيلين هامين تم طرحهما من قبل المعنيين في المنتخب عبر وسائل الإعلام، فالمدرب فجر إبراهيم أكد أن الهدف في الفترة المقبلة هو بناء منتخب شاب، والوصول به لأعلى جاهزية قبل التصفيات الآسيوية والمونديالية في نهاية هذا العام، لكن الواقع لا يطابق هذا الكلام مع معدل الأعمار الكبير، واستدعاء أسماء جاوزت الثلاثين لخوض مباراتها الدولية الأولى!!.
أما رئيس الاتحاد فبيّن أن اللاعب عندما يكون في صفوف المنتخب لا يعود ملكاً لنفسه، بل ملك المنتخب، والسؤال هنا: هل هذا الكلام يشمل التصريحات الصحفية، وتبادل الاتهامات بين أكثر من لاعب كما ظهر مؤخراً، وكلامهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل سنشهد توضيحاً لأسباب الاعتذارات المتكررة من بعض الأسماء دون عذر مقنع؟! وبالتالي اتخاذ عقوبات صارمة بحق من يتخلّف عن تلبية الواجب الوطني؟.
عموماً لن نستعجل الحكم النهائي على المنتخب، ولكن من المؤكد أننا لن نصبر مجدداً ونقتنع بأعذار التحضير والاستعداد والتجريب، فالفترة الماضية كانت حافلة بالعبر والدروس التي يجب أن نستفيد منها لتلافي الأخطاء، ومنع تكرار السيناريو ذاته القائم على التخبط والفشل!.

مؤيد البش