أخبارزواياصحيفة البعث

كيف… بأحرف كبيرة جداً ؟…

 

د. مهدي دخل الله

الحق لا يعود لمجرد أنه حق… والصحيح لا يصح لمجرد أنه صحيح!…
أظهرت الصدمة التي أحدثها ترامب حول الجولان أننا مازلنا عند الخطاب الوصفي ولم نتخطاه. فعلى الرغم من أن ردود فعلنا على (الإعلان – الصدمة) أكدت حساً وطنياً متقداً لدى الناس العاديين كدنا نخشى عليه من الوهن في السنوات الأخيرة، إلا أن الأمر وقف عند الوصف وشعار: الجولان سوري.
حتى أوروبا الاستعمارية نفسها لا تنكر أن الجولان سوري، وكذلك الأمم المتحدة وكل العالم ماعدا ترامب ونتنياهو، ولعل من «إيجابيات» الحدث – إن كان له إيجابيات – هو أننا حصلنا على تأكيد قوي واسع وواضح من العالم بأن الجولان لنا وليس لأحد غيرنا.. كما أن من «إيجابيات» الحدث هذه اللحمة الوطنية المستعادة بقوة، ونحن نعاني ما نعانيه من مشاكل أعتى حرب عدوانية عرفها التاريخ المعاصر … وغير المعاصر.
هذا كله جيد… لكن يبقى السؤال الحائر حائراً: ما العمل؟… ما هو الدواء بعد وصف المرض وتشخيصه؟ ما هي خطتنا لتحرير الجولان المعرّض الآن لتكثيف الاستيطان الصهيوني أكثر من أي وقت مضى؟…
لا تهمنا كثيراً دوافع ترامب ومن جملتها ربما الضغط على سورية بالذات كي تشترك في «صفقة القرن»، كما لا تهمنا أهداف الرئيس الأمريكي، ومنها استرضاء نتنياهو الذي جنّد مايكل كوهين، محامي ترامب، ليهاجم رئيسه في الكونغرس هجوماً شرساً لا سابق له.
ولا تهمنا تكتيكات ترامب في علاقته مع نتنياهو، سواء أراد من إعلانه حول الجولان دعم هذا الصهيوني في الانتخابات القادمة كما يعتقد مراقبون، أم أنه أراد – عملياً- وضع عراقيل أمام نتنياهو كي لا ينجح في الانتخابات، إذ أن الجولان كان أحد أهم أوراق هذا الصهيوني في معركته الانتخابية.
أعتقد أن الرأي الأخير أقرب الى الصواب… إن سحب ورقة الجولان من نتنياهو يدعم المعارضين له، إذ أن الجولان لم يعد بالنسبة لهم مشكلة ما دامت أمريكا قد أعلنت قبولها ضمه إلى الكيان الصهيوني، أي أن نتنياهو لا يستطيع أن يزاود على معارضيه بهذه الورقة…
كل هذا لا يهمنا نحن السوريين.. ما يهمنا أن الجولان ينبغي أن يعود إلى سورية، ومن واجبنا أن نعرف كيف نستعيده (كيف بأحرف كبيرة..كبيرة جداً). لقد جربنا الحرب (1973)، وجربنا التفاوض (مدريد وشيبردز تاون)، لكن دون جدوى!..
بقي طريق ثالث… يبدو أنه الأكثر جدوى، هو طريق المقاومة، لأنها ذات أشكال متعددة، متى وكيف وفي أية ظروف؟؟ هذا هو صليبنا الكبير الذي علينا أن نحمله باعتبارنا شعباً يتميز عن غيره بأنه يموت ولا يفرّط بكرامته..
الحق لا يعود لمجرد أنه حق… والصحيح لا يصح لمجرد أنه صحيح!…

mahdidakhlala@gmail.com