أسبابها مالية وفنية.. الأندية الانكليزية تهيمن على البطولات الأوروبية

تعيش الكرة الانكليزية هذا الموسم أفضل أيامها منذ سنوات، فللمرة الأولى تسيطر الأندية الانكليزية على أشهر مسابقتين كرويتين للأندية في العالم: دوري الأبطال، والدوري الأوروبي، ليكسر هذا الإنجاز التاريخي احتكار الأندية الاسبانية للقبين في السنوات العشر الأخيرة، ليس هذا فحسب، بل إن المستوى العالي الذي تقدمه أندية البريمرليغ يبشر بتواجد ثابت وقوي لها في هاتين المسابقتين لخمس سنوات قادمة على أقل تقدير، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها وجود جيل قوي من اللاعبين يخوض غمار منافسات الدوري الانكليزي الممتاز، وخاصة الانكليز منهم، فبدأنا نشاهد تباشير هذه الصحوة تدريجياً منذ موسمين، لتظهر صراحة مع إنجاز المنتخب الانكليزي الصيف الماضي في بطولة كأس العالم، وتتويجه بلقب مونديال الشباب والناشئين، إلى جانب أن كمية الأموال التي تصرف في الدوري الانكليزي لا مثيل لها في كل الدوريات، وأسهمت في استقدام لاعبين على أعلى المستويات، ومدربين من مدارس مختلفة جعلت الكرة الانكليزية تخرج من طابعها التقليدي.
إذاً شرّع تأهل فريقي تشيلسي وأرسنال إلى نهائي باكو نهاية الشهر الحالي استحواذ الكرة الانكليزي على أوروبا بعد معجزتي ليفربول بالفوز 4-3 على برشلونة في النتيجة الإجمالية، وتفوق توتنهام على أياكس أمستردام بقاعدة الأهداف خارج الأرض، ليتأهلا إلى نهائي انكليزي خالص بدوري أبطال أوروبا في مدريد بداية الشهر القادم، وعلى عكس الريدز والسبيرز، جاء تأهل تشيلسي وأرسنال سهلاً إلى النهائي باستثناء اضطرار البلوز للذهاب إلى ركلات الترجيح للتفوق على اينتراخت فرانكفورت بعد التعادل 1-1 في الذهاب ثم في الإياب، وستكون المواجهة بين الفريقين القادمين من لندن في باكو بمثابة التمهيد لنهائي مثير بين ليفربول وتوتنهام باستاد واندا متروبوليتانو في مدريد، وسيضمن فريقان انكليزيان التواجد في النسخة القادمة من دوري الأبطال، إضافة إلى الأندية التي تصل اعتماداً على الترتيب الذي تحصل عليه في المسابقة المحلية، حيث يضمن الفائز بكأس الدوري الأوروبي المشاركة في دوري الأبطال، ويمتلك بذلك أرسنال الفرصة في حال فوزه بالدوري الأوروبي للمشاركة في النسخة القادمة من دوري الأبطال، خاصة بعد أن فشل في تحقيق مركز مؤهل له.
ولأن الإنجاز كبير وربما يصعب تكراره، لم تهدأ الصحافة الانكليزية منذ انتهاء مباراة تشيلسي واينتراخت، فعنونت الـ “ديلي ميرور” بكلمتين: “انكليزية تماماً” بأحرف بيضاء ملونة بعلم انكلترا، ونشرت على غلافها صوراً لديفوك أوريغي لاعب فريق ليفربول، ولوكاس مورا لاعب فريق توتنهام، وللاعبي أرسنال، وكذلك روبن لوفتوس تشيك لاعب تشيلسي، واختارت صحيفة “ديلي اكسبريس” أن يكون عنوانها “بام باكو” في إشارة إلى بيير-ايمريك أوباميانغ الذي أحرز هاتريك في مرمى فالنسيا الاسباني، وخصصت الصحيفة أيضاً مساحة لتشيلسي، وأشادت بكيبا أريزابالاغا، وكيف تصدى لركلتي جزاء أمام اينتراخت ليؤهل البلوز، وركزت صحيفة “الغارديان” أيضاً على المهاجم الغابوني وأهدافه الثلاثة.
سامر الخيّر