دراساتصحيفة البعث

أيام بومبيو باتت معدودة

ترجمة: هيفاء علي

عن موقع ريزو انترناسيونال، 12/4/2019

يواجه ترامب اليوم نتيجة إخفاقات الاستخبارات والتقييمات السياسية المضللة للواقع الفنزويلي، وخطاب الحرب ضد إيران، والتهديدات ضد المكسيك بسبب أزمة الهجرة، وفرض زيادة التعريفات على واردات الصين وإشعال حرب اقتصادية،  شبح محاكمة سياسية بسبب رفضه التعاون مع الكونغرس.

منذ فشل انقلاب 30 نيسان  ضد الحكومة الفنزويلية، فوجئ المحللون والسياسيون بفشل أجهزة المخابرات والتقييمات السياسية الخاطئة لوزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، والمفوض الخاص إليوت أبرامز، الذين أصروا على أن الإطاحة بالحكومة الفنزويلية ستكون سهلةً وسريعة، إلا أن ما حصل هو العكس، فالرئيس الدستوري نيكولاس مادورو لا يزال في السلطة.

تشير وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية إلى أن ترامب نفسه يشعر بالإحباط والشكوك بشأن الاستراتيجية العدوانية تجاه فنزويلا ، وحتى أنه يشتكي من أنه قد تم تضليله بشأن السهولة التي يمكن بها وضع غوايدو مكان مادورو. وقد كشفت مصادر رسمية للصحافة أن ما حدث في 30 نيسان استبعد خيار الرد العسكري الأمريكي وأنه يجري النظر الآن في اتخاذ إجراءات طويلة الأجل لتحقيق هدف تغيير الحكومة في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.

لقد أكد بومبيو وبولتون لوسائل الإعلام أنه لا يوجد تضليل في المعلومات وأنهما استمرا في دعم غوايدو، وأن هذه الأشياء كانت تستغرق بعض الوقت. لكن المحللين في واشنطن يشيرون إلى أن أيام بومبيو على رأس وزارة الخارجية باتت معدودة ، لأنه فشل في الاستمرار بالقتال ضد فنزويلا وشركائها وحلفائها الذين يسعون لحلول سلمية.

تمت الإطاحة بالإرهاب الإعلامي جزئياً من قبل الواقع، والخطط الأمريكية تجر حلفائها من أمريكا اللاتينية إلى أزمات عميقة: عارض الجيش الكولومبي والبرازيلي المشاركة في مغامرات عسكرية، في حين أن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية العميقة تتلاشى لدى الحكومات الليبرالية الأخرى في المنطقة الذين هم أنفسهم ضحايا الابتزاز من القروض من صندوق النقد الدولي.

ترافق كل ذلك بأزمة دستورية تمر بها الولايات المتحدة بسبب رفض ترامب التعاون مع التحقيقات والضوابط التشريعية، ما دفع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي للتحذير من أزمة دستورية، وساندتها صحيفة نيويورك تايمز التي شددت على أن الفوضى طغت على كبار مسؤولي إدارة ترامب بعد فشل خطط الانقلاب.

قبل ستة أيام من الانقلاب الفاشل، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية نصاً إعلامياً بعنوان “صحيفة الوقائع” تتضمن الإجراءات الأمريكية بشأن فنزويلا وهي: أن السياسة الأمريكية منعت الحكومة الفنزويلية من المشاركة في السوق الدولية،ما أدى إلى تجميد أصولها في الخارج البالغ نحو 3.2 مليار دولار، والأضرار التي لحقت باقتصاد فنزويلا والتي تعترف وتحتفي بها أمريكا كجزء من
“إنجازاتها”، لكن بعد أن أدركت أن النص سلط الضوء على الدور المركزي لإدارة ترامب في محاولة الانقلاب والطبيعة التي تدين نشرها، سحبت وزارة الخارجية النص على الفور.

في موازاة ذلك، اجتمعت مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بفنزويلا في كوستاريكا و المؤلفة من بلدان مجموعة الكاريبي (كاريكوم) وبوليفيا، المكسيك، وإكوادور، وأوروغواي، وألمانيا، وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والمملكة المتحدة بهدف مواصلة التعامل مع الوضع في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية حيث قامت جماعات اليمين المتطرف مؤخرًا بمحاولة لتنفيذ انقلاب وتوليد العنف.

وقد أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني رفض التدخل العسكري وشددت على ضرورة إيجاد حل سلمي لهذا الوضع، وكانت أكثر حزماً مما كانت عليه في الأشهر السابقة وفصلت نفسها عن ضغوط واشنطن إزاء”حلفائها” مشددةً على ضرورة إيجاد حل سياسي لـ فنزويلا بعيداً عن أي تدخل خارجي. من جهته، انتقد وزير الخارجية الاسباني سياسة ترامب و سلوكه الأشبه بسلوك رعاة البقر بتدخله في شؤون فنزويلا الداخلية، وأكد إصرار بلاده على رفض الضغوط التي تمارسها واشنطن للحشد من أجل التدخل العسكري فيها.