رياضةصحيفة البعث

بعد الخيبة الكروية.. هل تتعلّم أندية اللاذقية من دروس الدوري؟

اللاذقية– خالد جطل

أحداث كثيرة مرت على كرة أندية اللاذقية امتزجت ما بين الإيجابي والسلبي، ولم يكن أي ناد فيها بعيداً عن التأثر بأمواج البحر، وتقلبات الأهواء، لتنعكس على واقع ثلاثة أندية كانت في يوم من الأيام تحتل المراكز الأولى على مستوى الدوري، وكانت منجماً لتخريج اللاعبين، ورفد منتخباتنا الوطنية كافة.

الدوري الممتاز انتهى بكل تفاصيله، حلوها ومرها، فتشرين الذي تصدر الدوري لأسابيع كثيرة، وكان المرشّح الأقوى لنيل اللقب، تخلى عن حلم جماهيره بنيل النجمة الثالثة، ووقع بفخ نزيف النقاط بملعبه وبين جماهيره، ودفع فاتورة تغيير المدربين بعيداً عن أية رؤية علمية وفنية، فتم تنفيذ قرار الإقالة مرتين، والفريق يعيش نشوة الصدارة وسط ملايين إشارات الاستفهام من عشاق وجماهير تشرين، وبدل التأني باتخاذ القرارات، كانت السمة الأبرز القرارات المتسرعة، ليدفع النادي وعشاقه فاتورة التخبط الإداري، وعدم انسجام الأعضاء للمرة الثالثة، وللموسم الثالث على التوالي.

ولدى الجار حطين لم يكن الوضع أفضل من الشقيق تشرين، ويبدو أن قرب مقر الناديين يؤكد أن العدوى أصابتهما معاً  بمرض واحد، حيث عانى حطين بداية الموسم من التخبط الإداري الذي انعكس سلباً على الواقع الفني للفريق، فتم تغيير المدربين لأكثر من مرة، لكن الواقع الحطيني بدأ يتبلور بالتدريج مع استلام الإدارة الحالية قيادة أمور النادي، حيث عملت بصمت وبعيداً عن الأضواء، وأبعدت المتطفلين، وكان تركيزها على الجانب الانضباطي بالمقام الأول، والتزام كل عضو بالمهام الموكلة إليه دون التدخل بقرارات الجهاز الفني، لا بل دعمها واتخاذ قرارات انقسم عليها الشارع الحطيني بداية عندما تم فسخ عقود بعض اللاعبين، ولكن بفعل التكاتف واستقلالية العمل نجح حطين بدخول المنطقة الآمنة مبكراً بعد مشوار صعب ختمه بإشراك مجموعة شابة بدأت تتلمس طريقها نحو النجومية، لكن المهمة الأصعب هي الاستمرار.

وفي جبلة نجد أن فريقها عاش حالة من عدم التوازن فنياً، وربما دفع فاتورة التخبطات التي رافقت تشكيل إدارات متعاقبة، واختيارات غير موفقة لبعض اللاعبين نتيجة التأخر بتشكيل الإدارة، وما تلا ذلك من انعكاسات سلبية، لتجد الإدارة نفسها أمام خيارات كثيرة أهمها الوصول بالفريق إلى شط الأمان، نوارس جبلة واجهت الكثير من المصاعب، وسعت جاهدة لتبقى تحلّق بالدوري الممتاز، جبلة عاد من حيث بدأ بالتعاقد مع مدربه القديم الجديد محمد خلف الذي نجح بفضل دعم الإدارة، وتكاتف كل محبي النادي، بتجاوز المرحلة الأصعب بتاريخه، مرحلة البقاء بين الأقوياء، لكن هذا البقاء مرهون بتسونامي كروي جبلاوي يجعل الفريق ينتفض من عباءة شبح الهبوط الذي لازمه لسنوات، وعليه لابد من أخذ العبر، والاستفادة من الدروس القاسية للفريق، والبدء مبكراً بالإعداد لموسم يعيد أمجاده القديمة.