دراساتصحيفة البعث

الحرب الكترونية ضد الصين

ترجمة: هيفاء علي

عن موقع ريزو انترناسيونال 15/6/2019

“طوال شهر آذار الماضي، تعرضت فنزويلا لأكثر من 100 هجوم عبر الإنترنت على أجهزة الكمبيوتر في محطات توليد الطاقة، إضافةً إلى التخريب المادي المتزامن مع الحرائق والانفجارات في المحطات الفرعية ما تسبب في أعطال متكررة ومدمرة لعدة أيام على التوالي.

اتهمت حكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية الولايات المتحدة بأنها وراء الهجمات، لأنها انطلقت من ولاية هيوستن وغيرها من المدن الأمريكية. مقابل ذلك وصلت فرقة من الفنيين العسكريين الروس لمساعدة علماء الكمبيوتر من منطقة البحر الكاريبي بمساعدة المهندسين الصينيين.

وذكرت صحيفة غلوبال تايمز أن الصين كانت في عام 2018 الهدف الرئيسي لآلاف الهجمات الإلكترونية التي تشنها عناوين IP في الولايات المتحدة، لكن وسائل الإعلام تكشف أن بكين مستعدة لمواصلة الدفاع عن نفسها وكذلك للرد.

في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، أكد جون بولتون أن العدو الرئيسي هو روسيا والصين لتكون الألفية الثالثة تجلب معها شكلاً جديداً من أشكال الحرب: الحرب السيبرانية أو الالكترونية.

وقد وردت المعلومات من تقرير سنوي صادر عن الفريق الفني الوطني الصيني للاستجابة لحالات الطوارئ يوم الاثنين 10 حزيران، أفادت بأنه في عام 2018 ، أصيب 14000 خادم بفيروس طروادة أو الروبوتات التي يستخدمها 3.34 مليون مضيف في الصين، وقد زاد عدد الخوادم بنسبة 90.8 ٪ في عام واحد ، حسبما ذكرت وكالة أنباء شينخوا، ويتوقع خبراء صينيون أن الأميركيين يستعدون لإجراء “حرب إلكترونية” على نطاق واسع ، لكن الصين مستعدة لصد الهجوم وشن هجوم مضاد قوي.

وقال خبير عسكري صيني لصحيفة “غلوبال تايمز” بالإضافة إلى تطبيق الفيروسات،  كانت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تخترق المعلومات من المحطات الطرفية للعميل الصيني وتستخدم تطبيقات لاستغلال وسرقة المعلومات وتحليلها. كما أن البنتاغون يقوم بتطوير تكنولوجيا معلومات متطورة لا تكون دفاعية فحسب بل هجومية وهو أمر ليس حديث العهد.. فلدى واشنطن أيضاً العديد من الموردين من بين أول أنظمة الأسلحة والدفاع الأمريكية متعددة الجنسيات والمتخصصة في الحماية الإلكترونية والتخريب.

ويقول الخبراء إن الهجمات المتزايدة تشير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لهجمات إلكترونية على نطاق واسع ضد الصين،  وقد تتحول إلى “حرب إلكترونية” بالتوازي مع حربها التجارية لعرقلة التطور السريع للصين. . في شهر آذار الماضي، قالت شركة الاتصالات الصينية العملاقة “هواوي” إنها تشك في أن الحكومة الأمريكية قد غزت خادمها.

ويثبت التقرير أنه على الرغم من كل اتهامات الولايات المتحدة بأن الصين تهدد أمنها السيبراني ، فإن الولايات المتحدة نفسها هي المهاجم السيبراني الرئيسي كما قال الخبير المجهول لصحيفة غلوبال تايمز.

من جهته قال تشين آن، مدير المعهد الصيني لإستراتيجية الفضاء الإلكتروني  إن الولايات المتحدة ، بصفتها منشئ الإنترنت ومبادر للهجمات الإلكترونية ، لديها تقنية اختراق من الدرجة الأولى، وأضاف إن الولايات المتحدة لديها الآن 133 فريقاً إلكترونياً والعدد مرشح للارتفاع كل يوم.

من الجهة الأخرى، أشار جون بولتون إنه بموجب توجيه رئاسي جديد،  فإن الإدارة “غيّرت بشكل جوهري الطريقة التي تتخذ بها الحكومة الأمريكية قرارات بشأن العمليات السيبرانية الهجومية” ، مضيفاً أن النهج الجديد قد حسّن “القدرات الكلية لـ الانخراط في مزيد من النشاطات الإلكترونية الهجومية “.

يتصاعد الهجوم السيبراني فيما تتناقش شركة هواوي الصينية مع واشنطن بشأن اتهامات بسرقة التكنولوجيا والتجسس مع تقدم الديمقراطيين في الكونغرس إلى التحقيق في مزاعم التدخل الانتخابي الروسي و مسألة ما إذا كان الرئيس قد عرقل التحقيق الذي قام به المدافع الخاص عن هذا التدخل المزعوم “، كما تقول قناة روسيا اليوم.

في عام 2016،  أقرت الصين قانون الأمن الالكتروني الذي يولي اهتماماً كبيراً لحماية الأمن القومي والخصوصية ويوفر الكثير من المجال لمسؤولي الأمن والمنظمين للإشراف على قطاع إنترنت ضخم في البلاد. و تبنت الصين سياسات أمنية مشفرة، مثل حظر استخدام المعدات الطرفية الأمريكية الصنع في مناسبات معينة وفي أماكن معينة.

كما صاغت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين لائحة جديدة في أيار  تنص على أنه إذا كان الحصول على المنتجات والخدمات يعطل البنية التحتية للمعلومات الأساسية ، أو يؤدي إلى فقد كبير في المعلومات الشخصية والبيانات الهامة أو مخاطر أمنية أخرى ، فيجب الإبلاغ عنها إلى مكتب الأمن الالكتروني. وحذر المراقبون الصينيون من أنه “إذا كانت هناك حرب إلكترونية ، فستواجه الولايات المتحدة رداً قاسياً و واسع النطاق من الصين”.