الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

البحر بحالات مختلفة في معرض ربا قرقوط

 

يقع رسم المناظر الطبيعية ومحاكاة البيئة غالبا في مضمار الأعمال السياحية والترويجية وقليل من الرسامين الفنانين تخطوا هذه الحالة وصولا إلى تجسيد الحالة الإبداعية والفنية مستندين إلى مهاراتهم التقنية العالية في التصوير الزيتي، ومتتبعين حواسهم الفياضة التي تضيف على المشهد خصوصية مختلفة يؤلفها القلق المبدع وتتبع هواجسهم الجميلة، أولئك يدركون المسافة الفاصلة بين الفن والحرفية، مثلما يعرفون حدود الفن ووظيفته بحساسيتهم لهذه المسافة الضيقة، فقد اشتغلت الفنانة التشكيلية الشابة ربا قرقوط على تحقيق تجاوز خاص لها لحدود هذه المسافة من خلال تمكنها من أدواتها الفنية، ومثابرتها على اكتشاف عوالم اللون وتأليف صباغات جديدة تتوافق مع روحية الموضوع المراد رسمه أو إعادة تأليفه فقد اختارت موضوعا واحدا ليكون مشروع معرضها الجديد في صالة لؤي كيالي للفنون الجميلة  الذي افتتح مؤخرا، حيث قدمت عددا من اللوحات التي تمثل البحر باتساع زرقته واضطراب أمواجه وتبدل هذا الفسيح المتلاطم، هذا الشاسع يضيق ويتبدل في حدود مشاعر معينة تعيشها الفنانة وتجسدها لونا وحركة وتكوينا وبناء تشكيليا تؤلف بحرها وتستنطقه لغتها الأنثوية ليكوّن لوحتها الجديدة.

أكثر من ثلاثين لوحة  حول البحر في معرض الفنانة الشابة التي تؤكد أن هذه اللوحات ما هي إلا تلك الحالات النفسية التي عايشتها من مد وجزر، وُفقت في تجسيدها وربما أقنعت إلى حد ما الباحثين عن متعة التلقي للوحة وقراءة عوالم الفنانة المبدعة.

ربا قرقوط فنانة مجتهدة تعيش الفن وتنتجه، وسبق أن قدمت أعمالا مشابهة في معارض سابقة حازت على التقدير مما يؤكد موهبتها الواعدة في الحياة التشكيلية المقبلة.

أكسم طلاع