الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

ثقافة القصاصات

 

 

نسمع عن ندوة هنا أو محاضرة هناك يشدنا العنوان ويدفعنا الفضول للحضور، أحياناً يكون الحظ حليفنا ونشعر بأن وقتنا وما بذلناه من جهد للحضور لم يذهب أدراج الرياح، لأن الفائدة والمتعة والمعلومة الجديدة كانت في انتظارنا، بالمقابل في بعض الندوات نجد أنفسنا أمام خيارين الأول إما مشاركة أشخاص لا يحملون اختصاصا وحتى في حال وجوده فهو لا يمت للعنوان المطروح للنقاش بأي صلة، وهدف هؤلاء الأول والأخير الظهور لا أكثر، والخيار الثاني هو الأسوأ والأخطر عندما نجد أنفسنا بالفعل أمام أصحاب اختصاص لكن بعض هؤلاء للأسف لا يكلفوا أنفسهم حتى عناء البحث في الموضوع ولا أدري إلى أي مدى تنطبق على ما يقدمونه مقولة “ثقافة القصاصات” هؤلاء يعتمدون غالباً على شبكة الانترنت بجمع بعض العبارات والمقتطفات من هنا وهناك أياً كان المصدر ولا مانع من تطعيم ذلك ببعض الاقتباسات والأقوال المأثورة لبعض المثقفين الأجانب، وتقديم ذلك كمحاضرة أو ندوة لا تقدم للحضور شيئاً خصوصا أنه في عالم اليوم من أيسر الأمور حصول أي شخص على المعلومة حول أي موضوع يحتاجه دون عناء مغادرة المنزل، وما أريد التأكيد عليه هنا ضرورة أن يحترم بعض المحاضرين الجمهور الذي بقي إلى اليوم على قناعة بأهمية الندوات والمحاضرات التي تقام، وأن يكلفوا أنفسهم عناء البحث قليلاً ليقدموا المعلومة المختلفة والمفيدة بالاعتماد على جهودهم وأبحاثهم الشخصية، لأن “ثقافة القصاصات” التي يعتمدها البعض لن تقدم شيئاً، عدا عن المراوحة في المكان.
جلال نديم صالح