الصفحة الاولىصحيفة البعث

نتائج “ورشة المنامة”.. الاحتلال يصعّد حربه التهويدية

 

بدأت نتائج “ورشة المنامة” تتضح على الأرض، فجراء إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي عزمها هدم مئة منزل في حي وادي الحمص بقرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، غدت عشرات العائلات الفلسطينية مهدّدة بالتهجير والتشرّد، وذلك ضمن الحرب التهويدية لقوات الاحتلال وعمليات التطهير العرقي التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية، وصمت مطبق من المجتمع الدولي.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أوضح أن حرب التهجير التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة تأتي تطبيقاً لمؤامرة “صفقة القرن” الأمريكية، لافتاً إلى أن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، لكن الفلسطينيين سيقاومون عمليات التهجير في وادي الحمص، كما قاوموها في منطقة الخان الأحمر وعشرات البلدات والقرى.
مدير مركز وادي حلوة في القدس المحتلة جواد صيام، أشار إلى أن قوات الاحتلال تقتحم بشكل مستمر حي وادي الحمص، وتعتدي على الفلسطينيين فيه، وتسلمهم إنذارات بالهدم الذي سينفذ بعد عشرة أيام، مبيناً أن الاحتلال وضع أسلاكاً شائكة في المنطقة المهددة بالهدم في الحي تمهيداً لهدم منازل الفلسطينيين وتشريدهم وإقامة وحدات استيطانية على أراضيهم.
المختص في مجال الاستيطان صلاح الخواجا، بيّن أن الاحتلال يشنّ حرب تهويد شاملة على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، وينفّذ مخطط الهدم والتهجير بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية وأمام مرأى المجتمع الدولي الذي لا يتخذ أي إجراء لوقف اعتداءاته وجرائمه بحق الفلسطينيين، ولفت إلى أن الاحتلال يصعّد حربه على الوجود الفلسطيني في مناطق وادي الحمص في صور باهر ومخيم شعفاط والعيزرية بالقدس المحتلة بهدف فصلها عن مدينة القدس، مشدّداً على أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال سيفشل كل مخططاته ومؤامراته.
الخارجية الفلسطينية حذّرت من أن هدم الاحتلال مئة منزل في وادي الحمص سيؤدي إلى تهجير واسع للفلسطينيين في القرى الواقعة قرب جدار الفصل العنصري الذي يحيط بمدينة القدس، ويلتهم أراضي الفلسطينيين، مؤكدةً أن هدم سلطات الاحتلال منازل الفلسطينيين يمثّل انتهاكاً جديداً للقرارات الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي التحرك الفوري لتعزيز صمود الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة ووقف مخطط الاحتلال لتهويدها. كما جددت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، التأكيد على أن الانحياز الأمريكي الكامل لسلطات الاحتلال يشجعها على توسيع عمليات الاستيطان وتصعيد حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني، مشدّدةً على أن تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه الفلسطينيين تواطؤ مع الاحتلال. وأشارت الخارجية إلى زيادة سلطات الاحتلال من عمليات هدم منازل الفلسطينيين في الخليل ووادي ياصول ببلدة سلوان ووادي الحمص ببلدة صور باهر في القدس المحتلة وتكثيف المستوطنين اعتداءاتهم على الفلسطينيين في البلدة القديمة بالخليل.
وأكدت الخارجية أن تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني بات يمثّل تواطؤاً مع الاحتلال وتغطية على انتهاكاته وجرائمه، ما يهدد بتدمير أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وأي فرصة لتحقيق السلام، وقالت: “في هذا السياق نعتبر تغريدات وتصريحات فريق الرئيس الأمريكي ترامب المتصهين بشأن خطة أمريكية مزعومة ودعوات للتفاوض سخرية واستهتاراً بالمنطقة ومكوناتها وتاريخها وحضارتها”.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين بالضفة الغربية، وأطلقت قنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة عشر أسيراً فلسطينياً محرراً من جنين بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها، فيما اقتحمت قلقيلية والخليل وقرية سالم شرق نابلس وبلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم والعيسوية في القدس المحتلة، واعتقلت 25 فلسطينياً.
واقتحمت قوات الاحتلال بعدد من الجرافات منطقة خربة القط في بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية وهدمت منزلاً.
وتشكّل عمليات الهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق ممتلكات الفلسطينيين جزءاً من سياسة الاستيطان الممنهجة التي تشكّل خطراً على مستقبل الوجود الفلسطيني.
في الأثناء، اقتحم 50 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
يأتي ذلك فيما نظّم الاتحاد العام التونسي للشغل تجمعاً عمالياً أمام مقره بساحة محمد علي في العاصمة التونسية تنديداً بمؤامرة “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وردّد المتظاهرون شعارات “الشعب يريد تجريم التطبيع”، و”فلسطين عربية لا حلول استسلامية”.
من جهته أكد الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي أن القضية الفلسطينية تبقى قضية جوهرية راسخة في وجدان كل التونسيين، مطالباً بضرورة التصدي لمؤامرة “صفقة القرن” وإسقاطها، فيما جدد سفير فلسطين في تونس هايل الفاهوم رفض الشعب الفلسطيني كل أشكال الترغيب والترهيب وبقاءه صامداً ومتمسكاً بحقوقه وهويته وأرضه، وقال: إن فلسطين ستبقى عنوان الثبات والصمود والعدالة.