الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

خلال مشاركته للرفاق البعثيين في جلسة حوارية الرئيس الأسد: توسيع الحوار أفقياً.. والانتقال به من التفاعل إلى الإنتاج القومية العربية ليست مصطلحاً أو إيديولوجية وإنما هي انتماء

 

شارك الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق بشار الأسد، ظهر أمس، في الجلسة الختامية من الدورة الحوارية المركزية التي أقامها مكتب الشباب المركزي في القيادة المركزية للحزب على مدى ثلاثة أيام، وشارك فيها عدد من الرفاق في المؤسسات الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية من مختلف فروع الحزب والمنظمات والنقابات في المحافظات والجامعات.
وكانت جلسة الحوار أمس بعنوان: المصطلحات التقليدية والحديثة وأثر ما أفرزته الحرب فيها.
وتحدّث الرفيق الأمين العام للحزب في بداية الجلسة، مؤكداً أنه لا يمكن أن نكون منتجين أو قادرين على التطوّر إلا من خلال الحوار التفاعلي، وعلى هذا الأساس كنا قد طرحنا هذا الموضوع قبل سنوات، والآن يتحتم علينا الانتقال من التفاعل إلى الإنتاج، والكف عن مجرد طرح الآراء المتناقضة والمتنوّعة دون التوصل إلى نتائج مجدية إزاء مختلف المصطلحات المتداولة.
ودعا الرفيق الأسد خلال الجلسة إلى توسيع الحوار أفقياً من خلال التحدّث والاستماع إلى الجميع، مع الأفراد وداخل المؤسسات، والتعلّم من الاحتكاك مع الآخر، فالوطن يضم مختلف المستويات وهو بيت الكل، ويجب أن يسهم الجميع في تطويره، وتعزيز مكامن قوته، وتجاوز أي خلل أصابه أو نقاط ضعف تم اكتشافها، مشدداً على أن هذه المساهمة يجب ألا تقتصر على المثقفين فقط، خاصة وأن هناك مواطنين في الحقول والمعامل، أظهروا فهماً عميقاً لحقيقة ما يجري وقدرة ملفتة على التحليل المطعّم بالوطنية.
وقال الرفيق الأمين العام: إن محاولة تفتيت المجتمع السوري بدت واضحة منذ العام 2005 حين عمل أعداء سورية والمتربصون بها لإلحاق هزيمة افتراضية بشعبنا هي عبارة عن حالة نفسية، وذلك عبر طرح مصطلحات جديدة وطمس أخرى وتحريف معاني البعض الآخر، وصولاً إلى الترويج إلى موت الإيديولوجية وإشغال مجتمعنا بمفاهيم ومفردات غريبة عنه، كمحاولة تعويم فكرة أن القومية العربية هي مصطلح أو إيديولوجية بينما في واقع الحال هي انتماء، ومن هنا فإن العمل على تعديل الأفكار والمفاهيم وتصحيحها يمكن أن يكون السلاح الأهم لعكس هذه الهزيمة والانتصار في حرب المصطلحات.
وبيّن الرفيق الأسد كيف أن الغرب بدأ يشتغل على المصطلح، ويوظّفه عبر ضرب المفاهيم الأساسية بخلق تعارضات على شاكلة المتدين والعلماني، أو العربي والسرياني.. إلخ، من خلال اللعب بفكرة الإيديولوجيا، لافتاً إلى ضرورة التفريق بين العقيدة والانتماء، فنحن قوميون بالانتماء الطبيعي، ذلك أن الانتماء طبيعي وغريزي، ولا يمكن الوصول إليه إلا بعد عمل طويل ومستمر، بينما تتغيّر العقائد حسب الظروف والأزمات، مذكّراً بأن الهدف الأخير هو تحويل العناوين والمصطلحات المطروحة إلى عمل تنفيذي، وهنا علينا أن نكون حريصين على الربط بين المصطلحات والواقع المعيش، وأن نتعامل مع هذه المصطلحات من خلال مقاييس محددة، تعكس خصوصيتها من حيث ارتباطها بزمان ومكان محددين.
وأشار الرفيق الأمين العام إلى أنه لا يمكن أن نعيش إلى الأبد في حرب مصطلحات، أو أن نغرق في نقاشات لا منتهية، منوّهاً بأن المشكلة تكمن أولاً وأخيراً في ابتداع آليات للحوار الذي يحتاج أيضاً إلى تمرين لقبول الرأي الآخر أولاً، ولاكتساب القدرة على الدفاع عن مفهومنا للمصطلحات المطروحة.
وبيّن الرفيق الأسد كيف أن الجزء الأكبر من تسويق الأفكار يبنى عادة على الانتصارات، وخروج سورية منتصرة من هذه الحرب في النهاية سيجعلنا أكثر قوة في مواجهة المصطلحات الدخيلة علينا وسيكون أيضاً لصالح الأنموذج القومي العروبي الجاذب على امتداد ساحات الوطن والأمة.
وأوضح الرفيق الأسد أن حزب البعث، كحزب قومي عروبي تقدمي منفتح على الآخر، يحمل مسؤولية أكثر من غيره لفتح الحوار، خاصة وأن هذا الأمر من شأنه أن يساعد في التغلب على الكثير من الإشكالات التي تواجهها مجتمعاتنا، فإذا تمكنّا من حل هذه الإشكالات فإن الأجيال القادمة سترث مناخاً عاماً وطنياً مريحاً قابلاً للعطاء والتجدد.
وأشار إلى أن الغرب سعى إلى تحويل نقاط القوة في مجتمعاتنا إلى ضعف حين حاول استهداف التنوّع الجميل والإيجابي مستغلاً غياب الحوار وعدم قيامنا بالبناء على المرجعيات الوطنية الراسخة والتي لطالما كانت معززة للوحدة المجتمعية والوطنية، وهذا بطبيعة الحال يرتب على الحزب والمنظمات والنقابات المبادرة على وجه السرعة إلى تنظيم ورشات عمل قطاعية لنقل مفردات الخطاب الوطني، والمصطلحات بلغة تناسب كافة فئات المجتمع، وإدماج المواطنين في الحوار الصريح الشفاف المنفتح، لأنه كلما كانت هناك مشاركة أكبر من الناس، كلما وصلنا إلى توافق أشمل وبالتالي تتطور الدولة بشكل ممنهج، وهذا بدوره يمكن أن يسهم في تعزيز اللامركزية وفق ضوابط وآليات محددة، لأن الآليات في كثير من الأحيان هي السبب في نجاح أو فشل أي مسؤول أو مؤسسة.
وكانت جلسة الحوار على غرار الجلستين السابقتين من حيث المشاركة الواسعة لكافة الرفاق في الدورة الحوارية التفاعلية، التي تمّ خلالها طرح العناوين الرئيسية من قبل المحاورين في بداية كل جلسة ليقوم المشاركون بعدها بالحوار والتشاركية بالأفكار ومحاولة الوصول إلى قواسم مشتركة واستخلاص نتائج وأوراق عمل تفيد العمل البعثي فكرياً ونضالياً، وآليات تنفيذية قابلة للتعميم على المؤسسات في الحزب والمنظمات والنقابات.
ومن العناوين التي طرحت خلال الدورة “القومية العربية” و”التطرّف بأشكاله المتعددة ودور البعث والمنظمات الشعبية في التصدي له”، بالإضافة إلى “المصطلحات التقليدية والحديثة وما أفرزته الحرب”.