أخبارصحيفة البعث

كابوس الإرهاب يؤرّق أوروبا

 

 

“انقلب السحر على الساحر”.. بهذه المقولة يمكن الحديث عن حالة الخوف والقلق المهيمنة على أوروبا العجوز وعلى ساستها هذه الأيام. أوروبا التي دعمت حكوماتها الإرهاب في سورية بكافة الأشكال على مدى تسعة أعوام، بات هذا الإرهاب في عقر دارها، وبات قادتها يبحثون ويفكّرون كيف سيقضون على بؤره في بلادهم. هؤلاء القادة، الانتقائيون في إنسانيتهم، ذرفوا الدموع على الإرهابيين والخارجين عن القانون في سورية، وأسموهم “متظاهرين سلميين وطلاب حرية وديمقراطية”، ولكن عندما حطّوا الرحال في ديارهم اعترفوا بأنهم إرهابيون.
تقرير حديث صادر عن وكالة تطبيق القانون الأوروبية “يوروبول” يدق ناقوس الخطر من تنامي عدد التكفيريين في أوروبا جراء تدفق المهجّرين إليها، ويفيد بأن السلطات الفرنسية اعتقلت 273 إرهابياً عام 2018، والإيطالية اعتقلت 40 منهم، عدا الحديث عن لغز المعتقلين في بريطانيا، ويضيف: أصبحت “القاعدة” و”المهاجرون الإرهابيون” يشكّلون التهديد الكبير لأمن أوروبا بعد الهزيمة المدوية التي مني بها تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق، وأشار إلى أن الهجمات الإرهابية التي شنها التكفيريون، في باريس ولييج وستراسبورغ، والهجوم الذي ارتكبه أحد أعضاء اليمين المتطرّف في إيطاليا، يؤكّد أن المتطرفين، من مختلف التوجّهات، يعتبرون العنف وسيلة مبررة. لا يهدف الإرهابيون إلى القتل والتشويه فحسب، بل إلى تقسيم المجتمعات الأوروبية ونشر الكراهية.
ولفت التقرير إلى أن هناك الإرهاب القومي- العرقي، تحديداً في بريطانيا، إيرلندا الشمالية، التي سجّلت فيها 83 هجوماً، كما تمّ تسجيل 19 هجوماً شنه متطرفون في جميع أنحاء أوروبا، وكشف عن محاولة فظة لإخفاء التهديد الإرهابي في بريطانيا، إذ فضّل جهاز المخابرات والشرطة عدم الكشف عن البيانات الحقيقية لعدد المعتقلين الإرهابيين.
التقرير أكد على الخطر الجسيم للتهديد الإرهابي في الاتحاد الأوروبي، والذي أصبح أكثر خطورةً  بسبب الاستقبال العشوائي للمهاجرين المتطرفين. وأطلق مدير المكتب تنبيهاً خطيراً، إذ أصبح الوضع أكثر تعقيداً بعدما بات بمقدور هؤلاء إنتاج ونشر المواد الكيميائية والبيولوجية، ما يوضّح نية الأفراد والخلايا والشبكات استخدام التكتيكات الإرهابية لإلحاق الأذى بالمجتمعات التي يعيشون فيها، كما فعلوا في سورية والعراق وليبيا.
وأحدث مثال على ذلك المجزرة الشنيعة التي ارتكبت في مساجد نيوزيلندا، من قبل برينتون تارانت، الإسرائيلي المولد، الذي تلقّى التدريبات على يد إرهابيي “داعش” والموساد، ومذابح عيد الفصح في كنائس سريلانكا، التي خطط لها قائد من تنظيم “داعش” ممن قاتلوا في سورية.
هيفاء علي