الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يقتحم وادي الحمص في القدس تمهيداً لهدم 16 بناية

 

اقتحمت قوات الاحتلال حي وادي الحمص بقرية صور باهر جنوب مدينة القدس كخطوة تمهيدية لهدمه، حيث كانت سلطات الاحتلال قد أمهلت أهالي الحي حتى 18 تموز الجاري لتنفيذ قرار هدم 16 بناية تضم نحو 100 شقة سكنية، وذلك بعد مصادقة ما تسمى “المحكمة الإسرائيلية العليا” مؤخراً على قرار الهدم، وقال حمادة حمادة رئيس لجنة أهالي حي وادي الحمص: “إن قوات كبيرة من سلطات الاحتلال اقتحمت حي وادي الحمص، وتمركزت بالقرب من البنايات المهدّدة بالهدم، وقامت بتصوير وفحص الشوارع وأزقة الحي”، لافتاً إلى أن مهلة قوات الاحتلال لأهالي الحي لهدم منشآتهم السكنية بأيديهم انتهت قبل يومين، وعليه فإن قرار الهدم ساري المفعول ومن المتوقّع تنفيذه بأي وقت.
ويعتبر حي وادي الحمص امتداداً لبلدة صور باهر، وتبلغ مساحة أراضيه نحو ثلاثة آلاف كيلو متر مربع، وقد حرمت قوات الاحتلال السكان فيه من البناء على نصف المساحة تقريباً، بحجة قرب الأراضي من الجدار العازل الذي يفصل الحي عن عدة قرى تتبع محافظة بيت لحم. وفي عام 2003، تقدّم الأهالي بالتماس ضد مسار الجدار الذي يمر وسط قرية صور باهر، ووقع الحي في الجانب الإسرائيلي من الجدار، لكنه بقي خارج نفوذ بلدية الاحتلال.
وفي ردة فعلها تجاه الحادثة، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال حي وادي الحمص ببلدة صور باهر بالقدس المحتلة، محذّرةً من مغبة إقدامها على هدم منازل الفلسطينيين فيه، وداعيةً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والإسراع بإجراء تحقيق في جرائم الاحتلال.
وأشارت الخارجية إلى أن صمت المجتمع الدولي يشجع سلطات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والخروقات الفاضحة لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، معتبرةً أنه تواطؤ حقيقي وغطاء لتلك الانتهاكات. وطالبت الخارجية المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة بالضغط على سلطات الاحتلال للتراجع عن قرار الهدم، ومواصلة بذل الجهود مع الجنائية الدولية للإسراع في إجراء تحقيق رسمي بجرائم هدم المنازل وعمليات التطهير العرقي.
ويهدّد خطر التشرد والتهجير عشرات العائلات الفلسطينية في حي وادي الحمص بالقدس المحتلة جراء إعلان سلطات الاحتلال عزمها هدم 100 منزل فيه خلال الشهر الجاري، وذلك ضمن حربها التهويدية وعمليات التطهير العرقي التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية وتجاهل المجتمع الدولي.
من جانبها، طالبت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف جرائم سلطات الاحتلال ومخططاتها الاستيطانية.
وأوضحت الدائرة أن إقدام سلطات الاحتلال على هدم ست عشرة بناية مكونة من مئة شقة سكنية في منطقة وادي الحمص ببلدة صور باهر في القدس المحتلة جزء من مخطط هدم كبير يستهدف مئات الشقق السكنية قرب جدار الفصل العنصري بهدف تهويد المدينة المقدسة، الأمر الذي يعتبر جريمة حرب حسب القوانين الدولية.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى إيفاد لجنة مراقبة وتحقيق فورية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وأشار إلى أنه على الأمم المتحدة ممارسة صلاحياتها وتطبيق القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالأرض المحتلة عامة ومدينة القدس بشكل خاص، ووضع حد لجرائم سلطات الاحتلال المدعومة من الإدارة الأمريكية.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مدن بيت لحم وقلقيلية وبلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة بالضفة الغربية، واعتقلت أربعة فلسطينيين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الحديدية في الأغوار الشمالية بالضفة، وهدمت منشآت زراعية، فيما اقتحمت مصلى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى المبارك، واستولت على بعض الأثاث الموجود فيه.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المصلى في الرابع عشر من الشهر الجاري، وقامت بتفريغ محتوياته من الخزائن والقواطع الخشبية.
إلى ذلك، جدّد مستوطنون إسرائيليون اقتحام المسجد الأقصى، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.