صحيفة البعثمحليات

مهنة التجميل “شغلة يلي مالو شغلة”.. وبطلاتها يفتقرن إلى الاختصاص والتأهيل “سيدات” ضحية الأذية والتشوهات والجهات المعنية لا تحرك ساكناً

يبدو أن الحديث عن مهنة كوافيرات وتصفيف الشعر والتجميل بات موضة العصر وحديث صالونات العديد من أصحاب المهنة التي بدأت تنتشر كالنار في الهيشم، ومصدر رزق يجعلك تصاب بشيء من الدوار الدهليزي وأنت تستمع لعديد من السيدات من ذوات المجتمع المخملي في محافظة مثل طرطوس كانت لفترة طويلة بعيدة نسبياً عن هذه الأجواء. ولكن ما شهد ته الأسواق والكثير خلال الأزمة من المهن و فوضى عارمة حذت بالكثير من هؤلاء وغيرهم من “صاحبات الصالونات” لتطوير مهنة القص والتصفيف والتجميل لتشمل إجراء شكل ما من تغيير الوجه والعيون وما حولهما والأنف والفكين وشكل الأذن، وعمليات تسمى تجميلية في مناطق أخرى ومختلفة.. وكل هذا يحصل في أماكن ومحلات لا تتحقق فيها أي شكل من أشكال الرقابة الصحية، وفي مراكز تفتقر لأي وجود لأهل الاختصاص الطبي ولا سيما أطباء الجلدية، لا بل ربما فتح هذا النوع وما تجنيه القائمات عليه شهية بعض الأطباء من غير الاختصاص نظراً لما تجنيه صاحبة صالون تجميل مقارنة بما يجنيه طبيب في عشرين عاماً من العلم والدراسة والتحصيل العالي، حيث يتجاهل هؤلاء “المتجملون” مخاطر ذلك، وضرورة القيام بمثل هذه العمليات من قبل ذوي الخبرة والاختصاص حيث بات علماً قائماً بذاته في الكثير من دول العالم، ومنظماً بشكل محدد ومؤطر قانونياً، في حين أنه ما زال في بلدنا يسرح ويمرح فيه القائمون بلا رقيب أو حسيب، ويا دار ما دخلك شر..
تروي إحدى السيدات لـ “البعث” شكواها وما حّل بوجهها بعدما قامت إحدى عاملات التجميل في أحد الصالونات بزيادة درجة الحرارة المطلوبة عند إجراء عملية الليزر عن الحد المطلوب؛ مما أدى لأحداث حرق واضح اضطرت صاحبة الصالون لاستدعاء طبيب جلدية مختص على الفور لإجراء عملية غسل ومعالجة فورية لآثار الحرق، ومع ذلك بقي أثره ظاهراً بالرغم من مرور وقت طويل؛ الأمر الذي أدى لحدوث منظر سيئ كان الأفضل كما تقول الراوية البقاء على “خلقة الله”، وتتابع السيدة /م– ع/ بالقول بكل تأكيد المشكلة مشكلتي والمصيبة مصيبتي، ولكن ما دفعني للقيام بهذه الخطوة وأنا في أربعينيات العمر هو تأثري بالدعايات والإعلانات في ظل غياب العيادات الاختصاصية المطلوبة، أو ربما الدافع المادي بالرغم من أن ما ندفعه لصالونات التجميل ليس بالقليل، أو ربما عمليات الدعاية وغيرها تقف وراء ذلك، أو جهل من قبل بعض السيدات؛ إذ إن معظم خبيرات التجميل يفتقرن لذلك، وهن أساساً عاملات عند معلماتهن ومن ثم أصبحن تحت مسمى خبيرات تجميل بجهد شخصي وبعيداً عن اتباع أي دورات تأهيل وتدريب من قبل معاهد مختصة سواء في طرطوس أو غيرها، وهذه باتت ظاهرة مقلقة للغاية.
في معرض رده على أسئلة البعث أشار الدكتور ياسين صالح طبيب جلدية إلى أن ظاهرة عمليات التجميل والفوضى الحاصلة سواء في طرطوس أو غيرها من الأهمية ضبطها من قبل الجهات المعنية والمسؤولة، ومنها نقابة الأطباء والمكتب التنفيذي المختص في المحافظة، وبذل الجهود وتضافرها لتنظيم هذه المهنة نظراً لتداخل عمل إحصائيات وطب الجلدية وجراحي التجميل، وكذلك قيام البعض من غير الاختصاص بممارسة هذه المهنة، وهؤلاء جميعاً يشكلون تعدياً فاضحاً لمهنة التجميل وممارسيها من أهل الاختصاص والمتطفلين، لافتاً إلى أنه عند حقن “البوتكس” والفلير والمواد المالئة قد يحدث أذية للعصب الوجهي في حال إجراء العمل من قبل غير المختصين؛ ما يؤدي إلى شلل بالمنطقة المحددة، علماً أنه حدثت حالات كثيرة مثل ذلك، إضافة لحدوث انسدالات في الجفن عند عملية الحقن في المناطق حول العين مع حدوث تشوهات مؤذية بسبب نقص الخبرة وعدم الاختصاص، وكذلك عدم معرفة القائمين بطبيعة المادة المحقونة وحتى ما قد تحدثه من اختلاطات، وربما سوء المادة المصنعة أو المادة المركبة أو سلامة ومصداقية الأجهزة وعمليات التعقيم.
ويضيف طبيب الجلدية بالقول إنه عند استخدام أجهزة الليزر من قبل غير الأطباء المختصين قد تحدث أذيات وحروق في الجلد نتيجة ذلك، وأيضاً قد تحدث مشاكل عند قيام بعض الصيادلة مثلاً بمنح أدوات تجميل من دون معرفة طبية مختصة.
بكل الأحوال هذه الفوضى وحرصاً لمصداقية المهنة وضرورة تنظيمها فأننا نضع هذه القضية باهتمام القائمين على مديريات الصحة في محافظة طرطوس، وكذلك قيام المكتب التنفيذي المختص في المحافظة بمسؤولياته وخاصة أن محافظة اللاذقية شهدت خلال الفترة الماضية عملية إغلاق لعدة محلات تمارس هذه المهنة بشكل غير مرخص، ومحاسبة المقصرين وممارسيها بشكل غير أصولي.. فهل تتحرك الجهات المعنية في طرطوس وتصاب بهذه “العدوى الإيجابية ” واتخاذ الخطوات المماثلة، أم أن لطرطوس هموماً وأوجاعاً أكبر من عمليات التجميل؟!
لؤي تفاحة