دراساتصحيفة البعث

رياح الركود الاقتصادي تهب على أمريكا

ترجمة: عائدة أسعد
عن موقع غلوبال ريسيرتش 3/9/2019
الغالبية العظمى من عامة شعب أمريكا يتوقعون الغرق في ركود كبير مشابه لركود مماثل عانوا منه في 2008– 2009 وحسب دراسات اقتصادية فإن القادم أعظم، فالبطالة الحقيقية بلغت 21% -كما كانت عليه في الثمانينات- لأرقام العاطلين عن العمل الذين لم يحصلوا على الوظائف التي يرغبونها وهم أهل لها، عدا عن أولئك الذين فشلوا في إيجاد فرص عمل على مدى شهور طويلة.
إن ملايين الأمريكيين غير الموظفين لا يعتبرون أشخاصاً عاديين، فقد تمّ حذف أسمائهم من أرقام السجلات الشهرية في وزارة العمل وهم من الناس المكافحين فعلياً لكسب سبل العيش، كما أن معظم الأمريكيين العاملين يشغلون وظائف بأجور متدنية أو يقومون بخدمات غير متكافئة مع ما يتقاضونه من أجور.
وتؤكد دراسات أن هؤلاء يعيشون في مستوى خط الفقر أو على حدوده وأغلبيتهم يعانون من كابوس التشرد والجوع واليأس، خاصة وأن دولتهم التي تعدّ أغنى دولة في العالم لا تبالي بمآزقهم وعواقبها الوخيمة، وصنّاع السياسة فيها متفرغون لخدمة المصالح السياسية المتميزة على حساب حقوقهم ورفاهيتهم، وذلك ما يفسّر آفة القسوة الليبرالية الجديدة.
وحسب خبراء اقتصاديين فإن النمو الاقتصادي الحالي للولايات المتحدة الأمريكية ضعيف ومن المحتمل أن يتجه جنوباً ولا مؤشرات للتحسّن، وحسب بيانات دقيقة بهذا الخصوص للخبير الاقتصادي جون ويليامز، فقد أشار إلى تراجع النمو الاقتصادي، كما كان قبل عقود من السنوات. وذكر بتاريخ 29 آب الفائت أن معدل هبوط الناتج الإجمالي المحلي 2,04% وأن التصنيع وإنتاج النفط والغاز في انخفاض كبير ومستمر، والطلبات الحقيقية الجديدة في أسوأ حالاتها منذ الركود الكبير عام 2008-2009 إضافة إلى أن الإنفاق على البناء انخفض إلى أدنى مستوى له منذ تلك الفترة، وينطبق الأمر نفسه على نشاط الشحن.
يقول الاقتصادي ديفيد روزينبيرغ “إن الركود قادم وبقساوة والأمور قريبة منه الآن، فأرباح الشركات تتقلّص، وتشير البيانات إلى انخفاض كبير في النمو الاقتصادي في أمريكا حالياً، وأسعار البورصة تتأرجح، وحرب ترامب التجارية مع الصين زادت الطين بلة”. لقد عارض عدد من الشركات الأمريكية والمجموعات الصناعية بقوة الحرب التجارية التي شنّها ترامب مع الصين وانتقدها روزينبيرغ بالقول “إنها سيئة للغاية وضعيفة مستخدماً الضرائب كمبرر لإدارتها السيئة ومن المرجح أنه بغطرسته صنع أعداءً له في مجالس إدارة الشركات في الولايات المتحدة”.
كما قالت مجلة “فوربس” إن معظم الاقتصاديين يتوقعون أن يكون الركود المقبل أعمق وأشدّ من سابقه في ضوء حقيقة أن ديون الشركات والأعمال المحلية في أعلى المستويات، كما كانت عليه قبل الركود الكبير الذي شهدته أمريكا في 2007-2009. والحرب التجارية التي أرادها ترامب تدلّ على تصاعد أزمة عالمية وهي مؤشرات على ازدياد الديون الفيدرالية. ويعتقد الاقتصادي ديفيد ستوكمان أن تخفيضات سعر الفائدة لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي لن تجدي نفعاً أمام الركود القادم، وأن منحى العائدات مؤشر مهمّ للنشاط الاقتصادي، وتصعيد الحرب التجارية مع الصين لا يظهر أي علامات على التحسّن، إنما يزيد من فرص الانكماش الاقتصادي وربما لفترة أطول ومن المحتمل أن تتكشف الأمور في عام 2020، خاصةً وأن دراسة مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أظهرت تراجع الوظائف بنسبة 20% عن الفترة ما بين 2018-2019 وهذا أكبر تراجع منذ 2008-2009، كما أفاد جون ويليامز أن نمو الرواتب هبط من 1,69% إلى 1,35% وهي لا تحفز على خلق فرص عمل وتحقق تلك الخرافة التي يحتفظ بها ترامب وغيره.