الصفحة الاولىصحيفة البعث

الصراع على الغنائم يتصاعد بين عناصر ميليشيا “قسد”

 

تواصل ميليشيا “قسد”، المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكية، عمليات التنكيل بالمدنيين، والتضييق عليهم في مناطق انتشارها في الحسكة والرقة وريف دير الزور، بحجج وذرائع واهية لتبرير اعتداءاتها وعنصريتها في تعاملها مع مكوّنات المجتمع المحلي. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر متطابقة أن دوريات من ميليشيا “قسد” و”الأسايش” عمدوا إلى ترحيل 5 أسر تقيم في مدينة الحسكة إلى مخيم العريشة، تنفيذاً لحزمة قرارات وأوامر صارمة وضعتها الميليشيا لمنع العائلات من غير أبناء مدينة الحسكة من الإقامة فيها.
وفي ظل الوضع المأساوي، الذي يعيشه عشرات آلاف المدنيين، جلّهم من الأطفال والنساء، في مخيم الهول، الذي تتحكم به ميليشيا “قسد”، ذكرت مصادر أهلية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن امرأة وطفلاً أصيبا بحروق جراء احتراق أربع خيم في القسم الثامن في المخيم، ما يعكس واقع الخدمات وعوامل الأمان المعدومة فيه، ولفتت إلى أن دوريات الميليشيا اختطفت شابين من مدينة الحسكة وساقتهما إلى التجنيد الإجباري، بينما اختطفت، ولأسباب مجهولة، رئيس المجمع التربوي في تل براك بريف الحسكة الشمالي الشرقي.
وفي ريف دير الزور أكدت مصادر محلية مقتل شخص جراء دهسه من قبل سيارة تابعة لميليشيا “قسد” في قرية الطاهات جنوب بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي الشرقي، في الوقت الذي أغلقت فيه دوريات تابعة لها جميع الطرق المؤدية إلى منطقة المعامل من جهة بلدات ريف دير الزور الشمالي لأسباب مجهولة.
وفي الرقة تمّ توقيف عشرات الشبان من قبل دوريات وحواجز الميليشيا لإجبارهم على حمل السلاح ضمن صفوفها، في حين داهمت دورية مسجد الإمام النووي بالمدينة واختطفت مؤذنه، واقتادته إلى جهة مجهولة، وكذلك اختطف عناصر حاجز قرية الكنطري بريف المحافظة الشمالي طفلاً لإلحاقه عنوة بما تسميه “واجب الدفاع الذاتي”، بفارق ساعات فقط عن اختطاف امرأتين في مخيم الحمودلي بالريف الغربي.
وفي سياق الفلتان الأمني، الذي تشهده مناطق سيطرة “قسد”، أفادت المصادر بمقتل وإصابة عدد من عناصر هذه الميليشيا ذاتها جراء ظاهرة الاقتتال الداخلي بين المجموعات التابعة لها على توزيع صلاحياتها والمناطق التي تحتكم عليها وتنفذ أجندتها فيها، حيث قُتل 5 مسلحين من “قسد” بإطلاق نار وتفجير عبوات في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي وفي قرية الدحلة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وعلى طريق مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وكانت ميليشيا “قسد” نفّذت قبل يومين عدة مداهمات بإسناد من 5 مروحيات “أباتشي” وطائرة “أف 16” الأمريكية وعربات مصفحة وطيران استطلاع في أطراف بلدة ذيبان بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وفي حي الهفل داخل البلدة، تزامناً مع حملات مداهمة في مناطق أخرى، ما تسبب باستشهاد مدنيين اثنين واعتقال آخرين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
يأتي ذلك فيما تواصل الولايات المتحدة خرقها للقانون الدولي، إذ أدخلت قافلة من 175 شاحنة محمّلة بالأسلحة والمعدات اللوجستية قادمة من شمال العراق إلى محافظة الحسكة لدعم الميليشيا، وذكرت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أن “دفعة تعزيزات جديدة تضمّنت 175 شاحنة تحمل أسلحة ومعدات لوجستية قادمة من شمال العراق دخلت إلى الأراضي السورية عبر معبر سيمالكا النهري مقدمة من واشنطن دعماً لميليشيا (قسد) بهدف تعزيز مواقعها في مناطق انتشارها في أرياف الحسكة ودير الزور والرقة”.
وفي سياق مخططها لتخريب وتفتيت المنطقة أدخلت القوات الأمريكية منذ آذار الماضي أكثر من 3 آلاف شاحنة إلى الحسكة عبر المعابر غير الشرعية لتقديم الدعم العسكري والتقني واللوجستي لميليشيا “قسد”.
بالتوازي، عثرت الجهات المختصة خلال متابعة أعمال تأمين المناطق التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن بعد تطهيرها من الإرهاب على كمية من الأسلحة والذخيرة في قرية حربنفسه بريف حماة الجنوبي.
وأفاد مراسل سانا في حماة بأن الجهات المختصة وبالتعاون مع الأهالي تابعت أعمالها في رفع مخلّفات الإرهابيين حفاظاً على حياة المدنيين في القرى والبلدات المحررة من الإرهاب في ريف حماة الجنوبي، حيث عثرت على كمية من الأسلحة والذخائر في حديقة معمل سجاد قرية حربنفسه، وبيّن أن من بين الأسلحة المضبوطة قواذف “ار بي جي” مضادة للدروع مع حشواتها وآلافاً من طلقات الرشاشات المتنوعة إضافة إلى مناظير ليلية ونهارية.
وأعاد الجيش العربي السوري في شهر أيار من العام الماضي الأمن والاستقرار إلى 65 مدينة وبلدة وقرية بعد إرغام التنظيمات الإرهابية على تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخروج من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.
سياسياً، أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” مصطفى حمدان أن سورية حققت انتصارات كبيرة على التنظيمات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها، وشدد على أن هزيمة الإرهابيين على أرض سورية العربية المقاومة ستؤدي إلى تحقيق النصر الكبير على المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يستهدف أمتنا العربية.
وفي هافانا، أعرب عدد من ممثلي وسائل الإعلام الكوبية “المسموعة والمقروءة والمرئية والالكترونية” عن دعمهم لسورية في حربها ضد الإرهاب، منوّهين بالإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في تصديه للتنظيمات الإرهابية.
وأكد الإعلاميون الكوبيون، خلال لقاء مع السفير السوري في كوبا الدكتور إدريس ميا، أن “انتصار سورية في معركتها ضد الإرهاب هو انتصار لكل شرفاء العالم”، لافتين إلى ما تمّ تحقيقه في سورية بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
من جهته أكد ميا استمرار سورية، قيادة وجيشاً وشعباً، في ملاحقة فلول الإرهابيين على امتداد الجغرافيا السورية حتى القضاء عليهم، وعرض صوراً ومقاطع فيديو لبعض الممارسات والانتهاكات التي ترتكبها سلطات النظام التركي في مناطق وأراض سورية تحتلها، لافتاً إلى أن هذه الممارسات تكشف النوايا الحقيقية للنظام التركي ودوره القذر منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية ودعمه للتنظيمات الإرهابية.