الصفحة الاولىصحيفة البعث

الكيان الصهيوني يشارك في تخطيط وبناء مدينة “ابن سلمان”!

 

يواصل النظام السعودي سياسة التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ كشف مصدران في السعودية، لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، “أن أصحاب مشاريع إسرائيليين في مجال التكنولوجيا والسايبر يشاركون في تخطيط وبناء المدينة السعودية المستقبلية “نيوم””، المخطط لها بتكلفة 500 مليار دولار، ما يمثّل انعطافاً جديداً من نوعه في العلاقات التي تربط بين النظام السعودي وسلطات الاحتلال.
ومشروع “نيوم” هو مدينة أعلن ولي عهد النظام السعودي، في تشرين الأول 2017، إطلاقها، وسيتمّ بناؤها شمال غرب السعودية، وستكون أيضاً على أراضٍ أردنية ومصرية.
وقال المصدران السعوديان للصحيفة: إن “70 % من مهمة بناء المدينة السعودية المستقبلية “نيوم” تتم على أيدي أجانب”.
يذكر أن العلاقات بين النظام السعودي وكيان الاحتلال تعمّقت خلال السنوات الماضية، وانتقلت من مرحلة السر إلى العلن، مع بن سلمان إلى منصب ولي عهد النظام السعودي، في الوقت الذي أكدت فيه تقارير كثيرة أن اتفاقات عدد من الأنظمة الخليجية وخاصة السعودية والبحرين ومشيخة قطر مع هذا الكيان تشمل المجالات السياسية والعسكرية والاستخباراتية.
وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، الذي زار معرض السياحة الدولي في لندن، قال رداً على سؤال “يديعوت أحرونوت” في هذا الشأن: “لا يمكنني الإجابة على ذلك”.
وكان ابن سلمان تحدّث في نيسان من عام 2018، في لقاء مع مجلة ذي أتلانتيك الأميركية، عن وجود “مصالح مشتركة” بين نظامه وكيان العدو، إضافة إلى الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ومسؤولون من كيان الاحتلال أن ابن سلمان زار على رأس وفد سعودي كيان الاحتلال سراً في أيلول من العام نفسه، بينما تؤكد العديد من المصادر أن الاتصالات بين كيان الاحتلال وممالك ومشيخات الخليج وفي مقدمتها السعودية “أعمق مما يُذاع عنه في الصحافة وأنها قديمة جداً”.
وفي إطار خطوات التطبيع الخيانية، ستشارك “إسرائيل” في معرض “اكسبو دبي”، وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “إسرائيل” من بين المشاركين في المعرض، مع إيلاء الحكومة الإسرائيلية أهمية كبيرة لإقامة جناح في “اكسبو دبي”، وأضافت: إن “إسرائيل ستنفق 20 مليون دولار على إقامة جناحها داخل المعرض”.
إلى ذلك، كشفت مصادر متطابقة أن وزارة الخارجية الأمريكية توجّهت بطلب رسمي لسلطات كيان الاحتلال لتشكيل طواقم للبدء بتطبيق خطة التطبيع مع أنظمة خليجية، وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن الخارجية الأمريكية اطلعت على تفاصيل الخطة التي قدّمها وزير خارجية كيان الاحتلال يسرائيل كاتس الشهر الماضي، وطالبت بالبدء في تنفيذها، وبيّنت القناة أن الخطة تقوم على أساس تطبيع العلاقات الاقتصادية والأمنية بين “إسرائيل” ودول خليجية على قاعدة استغلال المصالح المشتركة، كما تشمل اتفاقاً بـ “عدم الاعتداء”.
يشار إلى أن قيمة التبادلات التجارية، التي تتم في الخفاء بين الجانبين، وصلت إلى أكثر من مليار دولار في العام الواحد، وفق ما كشفه معهد توني بلير للتغيير الدولي في وقت سابق، الأمر الذي دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الإشادة بهذه العلاقات مرات عدّة، واصفاً إياها بالمفيدة للغاية لكيانه.
كما لفتت القناة الاسرائيلية إلى أنه تمّ عرض الخطة المذكورة على وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن، الذي زار كيان الاحتلال قبل نحو أسبوعين، ورحّب بها، وطلب مزيداً من التفاصيل حول المقترحات الإسرائيلية في هذا الشأن.