ثقافةصحيفة البعث

رائد مشرّف: أفضّل النصوص القريبة من الناس

بعد حصوله على جائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح الجامعي في حلب بدورته 26 ولتميزه أُدرِجَ العرض المسرحي “فوضى” تأليف عبد المنعم عمايري وإخراج رائد مشرف ضمن خطة مديرية المسارح والموسيقا لإتاحة الفرصة للجمهور في دمشق لمشاهدته حيث يعرض يوميا على خشبة مسرح الحمراء مبينا المخرج مشرف في تصريحه لـ “البعث” أن العروض مستمرة على خشبة مسرح الحمراء حتى اليوم الخميس وأنه سعيد بتقديم هذا العرض وإدراجه ضمن خطة المديرية التي اعتادَت أن تحتفي بالعروض المتميزة سواء كانت عروضاً قادمة من المنظمات الشعبية أو تِلْكَ العروض التي تُقَدَّم في المحافظات وتستضيفها المديرية في دمشق.

وجع المرأة وعذاباتها
ويوضِّح مشرف أن نَص “فوضى” والذي سبق أن قُدِّمَ عام 2005 من خلال مؤلفه ومخرجه عمايري قد حرّضه كثيراً وأغراه ليعود من خلاله إلى المسرح الجامعي لحرفيته العالية بعيداً عن الأصداء الكبيرة التي تركها حين قدمه عمايري خاصة وأنه يميل للنصوص القريبة من الناس وهذا ما تؤكده كل العروض التي قدمها مشرف في مسرح المنظمات والمسرح القومي، مبينا أن نص فوضى يحكي عن وجع المرأة وعذاباتها في الحياة وعن علاقتها مع الذكر سواء كان أباً أو أخاً أو حبيباً كما يحكي عن الأم والفراق وبعض العادات السيئة في مجتمعنا كالسحر، منوها إلى أنه عندما اختار نص فوضى تعمد اختيار موضوع بعيد عن موضوعات الحرب التي تعب الجمهور منها مع تأكيده على ضرورة التذكير بها وما فعلته بنا ولكن مع ضرورة تجاوزها بالوقت ذاته باتجاه تناول تفاصيل أخرى من حياتنا لها علاقة بما يضحكنا أو يبكينا.

تحدٍ كبير
ويوضح مشرف أنه تواصل مع عمايري حين قرر إخراج نصه وقد رحب بالفكرة دون أية شروط وهذا حمله مسؤولية كبيرة جعلته كمخرج يشتغل على أدق التفاصيل والحالة الشكلانية للعرض، حيثُ راح باتجاه حلول إخراجية تكسر حالة البوح والسردية الموجودة عند الشخصيات، مُعتَرِفاً بأنه تحايل على النص حيثُ لم يعتمده بحذافيره فغَيَّرَ مكان الأحداث وأضاف وألغى بعض الشخصيات مؤكداً أن تحدياً كبيراً يواجه أي مخرج عندما يرغب في إخراج نص سبق أن قُدِّم وحقق نجاحاً كبيراً كنص “فوضى” من هنا كانت مسؤوليته كبيرة خاصة وأن العرض السابق قدمته مجموعة من الممثلات المحترفات خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية مع مخرج مهم وهو الفنان عبد المنعم عمايري الذي اشتغلَ على نص من كتابته وبالتالي قَدَّمَ عرضا يقوم على أدق التفاصيل، من هنا كان سؤال مشرف هل يستطيع أن يُحقِّق عمله حالة متعة لجمهور عام 2019.
عدم المقارنة
ولأَنَّ مشرف مُخرِج يَعمَل على الممثل كثيراً وعلى تفاصيل أدائه كان حظه كبيراً بوجود ممثلات حقّقْنَ حضوراً متميزاً في هذا العرض على الرغم من أن بعضهنَّ تقف على خشبة المسرح لأول مرة وبعضهن لديهن تجارب محدودة على المسرح إلّا أن موهبتهن والاشتغال طويلاً على التفاصيل والأداء خلال البروفات جعلهن يقدمنَ شخصياتهن بشكل احترافي، منوها إلى أنهن فضلن عدم مشاهدة العرض السابق للمسرحية حتى لا يتأثرن به وهو كان سعيداً لعدم تذكر تفاصيله لتقديم رؤيته الخاصة به كمخرج، طالبا مشرف عدم المقارنة بين عمله وعمل عمايري لمن شاهده حيث لكل عمل ظروفه وخصوصيته، ولكل مخرج أسلوبه ورؤيته.

هوامش
يشير مشرف إلى أن آخر عمل كان قد قدمه مع المسرح الجامعي كان عرض “هوامش” في مهرجان اللاذقية عام ٢٠٠٨ حيث توقف بعده لعمله مع منظمة الشبيبة كرئيس لهيئة المسرح في دمشق، مع إشارته إلى أنه كان متابعاً لكل عروض ومهرجانات المسرح الجامعي، مبيناً أن ما شجعه للعودة للمسرح الجامعي هو إخلاصه لمسرح المنظمات الذي يعود إليه الفضل في وجوده كمسرحي اليوم ولذلك سيبقى ممتناً له وسيلبي أي دعوة توجه له للعمل فيه مهما كانت الظروف.
“فوضى” تمثيل: نجاة محمد، غزل حنون، هبة ديب، ميس ضوا، مريم زمام، وفاء الحسين. سينوغراف: سعيد حناوي، مخرج مساعد: ربى المأمون، تصميم الأزياء: إيمان عمر، موسيقا: ياسين بشار، مكياج: سهى العلي، تنفيذ إضاءة: عماد حنوش، تنفيذ صوت: إياد عبد المجيد، مدير منصة: رولا الحاج، مشرف إكسسوار: سمير أبو عساف، تحريك ديكور: عماد سعيدان، مساعد مخرج: رامي سمان.
أمينة عباس