اقتصادزواياصحيفة البعث

ستبقى في خطر

أوهمت تصريحات الجهات المعنية بأن الأحوال تبدلت جذرياً في عام 2018، وأن الخطر لن يهدد مجدداً تسويق موسم الحمضيات..!

ولكن ما إن بدأ الإنتاج ينزل بغزارة إلى الأسواق حتى اكتشفنا أن الخطر لا يزال مستمراً، بل ازداد أكثر فأكثر، وتأكد المزارعون أنهم عاشوا على وهم تصريحات الجهات المعنية بالتصريف والتسويق الداخلي والخارجي..!

ومع أن رئيس الحكومة وجه وزارة التجارة الداخلية بدعم تسويق ما تبقى من موسم حمضيات 2018.. إلا أن المزارعين لم يجدوا ترجمة لهذا الدعم؛ لأن السورية للتجارة استنكفت واكتفت بشراء عشرة آلاف طن فقط من الكميات التي تساقطت نتيجة العاصفة المطرية التي ضربت الساحل..!

طبعاً السورية للتجارة لا يمكنها شراء كميات أكبر دون توجيه من الوزارة من جهة، وتخصيصها بالسيولة الكافية من جهة أخرى، وهذا لم يحصل.. فلا توجيه ولا سيولة..!

وقد شعر الفلاح حينها بالخسارة مبكراً؛ لأن نسبة 30% من موسم 2018 تم تسويقها بأسعار أقل من التكلفة، بل بأسعار أقل بنسبة 50% من موسم 2017..!
والتسويق الخارجي الذي عوّل عليه المنتجون كان مخيباً للآمال، بل محبطاً..!

ومن استمع إلى تأكيدات الجهات المعنية بأنها فتحت أسواقاً جديدة للتصدير تصور أن الخطر زال نهائياً عن موسم الحمضيات.. وما حصل كان العكس تماماً..!

لم يتم تصدير أكثر من عشرة آلاف طن من أصل 1.1 مليون طن..!

وبالمحصلة فإن الفلاح لم يجد من منفذ لتقليل الخسائر ما أمكن سوى تجار الهال الذين تلقفوه لقمة سائغة وفرضوا عليه أسعاراً بخسة ليبيعوا إنتاجه في الأسواق بأسعار مرتفعة جداً..!

وعلى الرغم من استغاثة المنتجين لإنقاذ ما تبقى من الإنتاج فإن ما من جهة كانت جادة في تسويق الحمضيات ولو بأسعار التكلفة مع هامش بسيط جداً من الربح..!

وهذا ليس بجديد فهو يتكرر في كل عام..!

وهاهو موسم حمضيات 2019 يدق ناقوس الخطر مجدداً، ويؤكد أن الجهات المعنية لم تجد أي حلول لتسويق الفائض سوى الوعود المرّة..!

والسؤال: ما جدوى الاجتماعات التي تعقدها الجهات المعنية بالتصريف والتسويق مادامت لا تترجم مقترحاتها ولا حتى قراراتها بما يؤدي إلى إنقاذ موسم الحمضيات..؟!

ما يمكن أن نؤكده أن توصيات ومقترحات الجهات المعنية تتكرر في كل موسم، وهذا يعني إما أنها مقترحات غير قابلة للتنفيذ أو أنها غير جادة بتنفيذها..!

بالمختصر المفيد: مواسم الحمضيات ستبقى في خطر إلى أجل غير مسمى..!

علي عبود