اقتصادصحيفة البعث

منصرفات مدينة حسياء الصناعية كادت تودي بمياه الآبار.. التحكم المتكامل بالتلوث باستخدام الإدارة البيئية للمدن الصناعية

دمشق – فداء شاهين

رغم الاهتمام الكبير بالنشاط الصناعي وتقديم التسهيلات والدعم لتطويره، إلا أن الجانب البيئي للصناعات التي تخلف المنصرفات الخطيرة جداً على البيئة والصحة لا تلقى الاهتمام، في الوقت الذي يرى الاختصاصيون بضرورة إلزام كل منشأة بتركيب محطة معالجة فرعية لمعالجة المخلفات الصناعية الخطيرة قبل إرسالها إلى المعالجة في المحطة المركزية وإلا ستخرج المنصرفات كما دخلت.

إجراءات غائبة

لم يخفِ مدير البيئة في محافظة حمص المهندس طلال العلي أنه عند إقامة المدينة الصناعية بمنطقة حسياء وغيرها لم يتم إجراء دراسات تفصيلية وعلمية دقيقة لتقييم الأثر البيئي، وبالتالي لم يوضع لها نظام للتعامل مع البيئة مستقبلاً، ووضع تصور حول المشاكل البيئية التي ستظهر لأخذ الاحتياطات، ووضع الضوابط وإعداد الدراسات عن كل أنواع التلوث.

إدارة بيئية

وبين العلي ضرورة وضع نظام إدارة بيئية للتحكم المتكامل بالتلوث البيئي “الهواء- المياه- نفايات” باستخدام الإدارة البيئية للمدينة الصناعية، وضبط الانبعاثات والمنصرفات لرفع التأثير البيئي عن الوسط المحيط بالمدينة الصناعية، مشيراً إلى أن نظم الإدارة البيئية تعتبر من أهم الإجراءات التي تعتمدها الدول وتلزم بها المؤسسات الاقتصادية العاملة؛ وذلك لوضع منهجية واضحة للتعامل مع البيئة للتقييم والمراجعة والتحسين، ويجب إقناع كل منشأة بالالتزام بضوابط بيئية معينة، مبيناً أنه بالنسبة لتلوث الهواء توجد صعوبة في التحكم فيه حالياً، ويجب فرض تركيب فلاتر ومراقبتها عن طريق الأتمتة ورصدها إلكترونياً عن طريق دائرة البيئة في المدينة المرتبطة بمديرية البيئة لمعالجة أي خلل، إضافة إلى دراسة إنشاء مركز معالجة متكامل للنفايات الصلبة وآلية للتعامل مع النفايات الصناعية الخطيرة، علماً أن المدينة تمتد على مساحة 2500 هكتار وبتوسع مستقبلي 10 آلاف هكتار، ومقسمة لصناعات مع الأخذ بالاعتبار عدم تلاصق صناعات لها أثر بيئي على نوع آخر مجاور، ويوجد حالياً 920 منشأة حاصلة على تخصص تعمل منها 238 منشاة.

توقف المعالجة

وأشار العلي لـ”البعث” على هامش المؤتمر البيئي الخامس إلى أنه نتيجة الحرب توقفت المشاريع في محطة المعالجة المركزية بالمدينة الصناعية عام 2011، وتعرضت للتخريب وسرقة كل الإنشاءات التي كانت منفذة؛ ما أدى إلى التأخر في تنفيذ المحطة وسببت في زيادة المنصرفات غير المعالجة كادت تودي بمياه الآبار حيث يوجد حوض قريب من المدينة تجمعت فيه المنصرفات في الوقت الذي نشأت منشآت لديها منصرفات كبيرة وزادت المنصرفات وذهبت باتجاه مجرى وادي الربيع التي تمر فيه كافة فيضانات الأمطار من منطقة القلمون باتجاه نهر العاصي، والمدينة الصناعية تقع في جوار هذا المجرى ببعد مناسب، علماً أنه تم استدراكه بإبعاد المنصرفات القريبة من آبار دحيريج مع فحص الآبار على عدة مراحل للتأكد من سلامتها وهي سليمة، ولفت إلى أن كل المنشآت التي لديها منصرفات صناعية ملزمة بتنفيذ محطة معالجة فرعية داخل منشآتها تعطي المواصفة النهائية من صرف صحي، وسيتم تركيب نظام تفتيش لمعرفة المخالفات.

لا خطر

وأوضح مدير عام المدينة الصناعية في حسياء الدكتور بسام منصور لـ”البعث” أن العمل توقف بالمحطة لأكثر من ست سنوات بسبب الأعمال الإرهابية التي كانت سابقاً في المنطقة، وعاد العمل بالمحطة وبلغت نسبة الإنجاز حالياً 80%، وليس هناك خطر على مجرى وادي الربيع؛ لأن المنشآت التي لديها منصرفات سائلة لديها محطات معالجة مركبة ويقومون بتشغيلها، ولكن محطة المعالجة المركزية تعالج كافة المنصرفات الصناعية والبشرية بوجود خطين؛ واحد للصرف الصحي وآخر للصناعي مع  تطوير عمل المحطة مؤخراً، وستقوم بمعالجة كافة المنصرفات وطمأن بعدم وجود خطر على المجرى حيث إن المنصرفات هي صرف صحي فقط، ولا توجد مواد كيميائية وآبار دحيريج بخير وغير ملوثة.