الصفحة الاولىصحيفة البعث

حزب الله: جريمة أوتوستراد الجيّة اعتداء على كل اللبنانيين

 

 

جدّد المحتجون قطع بعض الطرقات الرئيسية والفرعية في مناطق متعدّدة من لبنان، وعمل الجيش اللبناني على إعادة فتحها، فيما أدان حزب الله الجريمة المروّعة التي وقعت على أوتوستراد الجيّة، وأدت إلى استشهاد حسين شلهوب وشقيقة زوجته سناء حبيب الجندي وإصابة ابنته أثناء توجههم إلى عملهم كسباً للرزق على الطريق الدولي بين الجنوب وبيروت، وأكد أن هذا الاعتداء الآثم هو اعتداء على كل اللبنانيين، ويشكّل تهديداً للسلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي، في وقت قال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب: إن استقالة الحريري جاءت بإيعاز أميركي. فقد قطع محتجون طريق عام حلبا في عكار بالكامل بالإطارات والعوائق الحديدية والسيارات، كما قطعوا معظم الطرق الرئيسية والفرعية والدولية في طرابلس، وأغلقوا الطريق الدولية في منطقة عاليه، وأقفلت الطريق الدولية باتجاه بيروت بالاتجاهين بالأتربة والسيارات المركونة، فيما أعاد الجيش اللبناني فتح طريق صوفر، ويعمل على إعادة فتح باقي الطرق بين عاليه وعاريا.
وتشهد صيدا وطرقاتها حركة سير عادية، بينما أقفلت المدارس والمعاهد أبوابها، وعمل الجيش على تسيير دوريات في مختلف أحياء المدينة وشوارعها الرئيسية.
وأفادت غرفة التحكم المروري بإعادة فتح السير على أوتوستراد الناعمة باتجاه الجنوب اللبناني بالاتجاهين، كما أعيد فتح السير على طريق عام صوفر العبادية مستديرة عاليه وطريق تعلبايا سعدنايل وعلى طريق ضهر البيدر عند مفرق فالوغا، مشيرة إلى أن أوتوستراد صور صيدا بيروت سالك بالاتجاهين.
وكانت قوى الأمن اللبناني فتحت طريق جسر الرينغ المؤدّي إلى الحمرا في بيروت بعد إشكالات بين متظاهرين وآخرين ضد قطع الطرق.
وفي الضنية عكار شمال لبنان وفي بعلبك قطع محتجون بعض الطرق بالإطارات المشتعلة، وعلّقت الدراسة في معظم ثانويات ومدارس ومعاهد قرى راشيا والبقاع الغربي، بالإضافة إلى فروع الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة.
ويشهد بعض المناطق اللبنانية اعتصامات ومظاهرات احتجاجية مطلبية منذ الـ17 من الشهر الماضي للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي ومحاربة الفساد والفاسدين.
وتعليقاً على أسلوب قطع الطرقات المتّبع من المحتجين، قال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب: إن “قطع الطرقات لا يفيد الانتفاضة اليوم”، مشيراً إلى أنه “يجب تغيير أسلوب قطع الطرقات وإيجاد أساليب أخرى للتعبير عن الشارع”، ولفت إلى أن “السياسات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان لن تتغيّر طالما بقيت هذه السلطة في الحكم”. وأشار غريب إلى أن “السفارة الأميركية في بيروت ليست مجرد سفارة، وإنما هي قاعدة أمنية وعسكرية على مستوى المنطقة”، لافتاً إلى أن سعد الحريري استقال بطلب أميركي، وأن “هذه الانتفاضة فرزت واقعاً جديداً في لبنان، ومازالت السلطة تنكر ذلك”، وختم مطالباً “نريد أن نعيد تكوين السلطة بحكومة انتقالية من خارج هذه المنظومة”، مضيفاً: إن “أكبر عملية نصب في تاريخ العالم حصلت على يد السلطة الحالية، لقد جفّ المال العام الذي كانت تعتاش على حسابه الأحزاب، ما سيؤدّي إلى أزمة كبيرة”.
يأتي ذلك فيما استشهد مواطنان اثنان، وأصيب عدد آخر بجراح جرّاء رشق متظاهرين سيارتهم بالحجارة في محلة الجيّة، أثناء توجههم من الجنوب إلى العاصمة بيروت.
إلى ذلك، أدان حزب الله الجريمة المروّعة التي وقعت على أوتوستراد الجيّة، وأدّت إلى استشهاد حسين شلهوب وشقيقة زوجته سناء حبيب الجندي وإصابة ابنته أثناء توجّههم إلى عملهم كسباً للرزق على الطريق الدولي بين الجنوب وبيروت.
وجاء في بيان صدر عن الحزب أمس أن “هذا الاعتداء الآثم جاء نتيجة اعتداءات تقوم بها مجموعات من قطاع الطرق، وتمارس أبشع أساليب الإذلال والإرهاب بحق المواطنين الأبرياء أثناء تنقلهم على الطرقات لقضاء حوائجهم، وهو اعتداء على كل اللبنانيين، ويشكّل تهديداً للسلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي”، داعياً الجميع إلى تحمّل المسؤولية الكاملة، وكشف هذه الجريمة الإرهابية ومعاقبة المعتدين.
بدوره أدان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان بشدة الجريمة، وقال في بيان: “هذا الاعتداء الهمجي الذي يتلطى خلف الحراك الشعبي والمطلبي هو عدوان على كل اللبنانيين في أمنهم واستقرارهم وتهديد للسلم الأهلي، ولقد سبق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن حذّر من خطورة انفلات الأمور ووصولها إلى ما لا تحمد عقباه”.
وطالب البيان الجيش والقوى الأمنية بتحمّل المسؤولية لحماية اللبنانيين وحرية تنقلاتهم وأمنهم وسلامتهم، داعياً الأجهزة المختصة إلى الإسراع في التحقيق، وكشف ملابسات هذه الجريمة الإرهابية، ومحاكمة المجرمين القتلة، وإنزال أقسى العقوبات بحقهم.