ثقافةصحيفة البعث

قاف قاف جيم

 

اهدؤوا قليلاً..
خطوتي.. مخبّأةٌ في جيب النوايا
وطريقي لا يحبّ التسميات..
فارفعوا أقدامكم
عن براري الظلال..!
***
بيني وبين الخيط الأبيض
حكاية رتقٍ عتيقة..
آه
من سواد النفوس..!
***
محطتكِ
مذ هجرتْ قطاري
لم تذقْ
طعم الصفير..!
***
كلما ارتجفت رغبة الورد
اهتز كبرياء الندى
وعلا نحيب العبير..!
***
كلّما أطلقوا
عليه الرصاص
سالتْ دماء ظله
***
في الطريق إليك
استبدلتُ الحقيبة مئة مرة
ولم تتبدل لهفتي
***
لكي يطيلا الجلوس
ربطا قبّةَ السماءِ
ومقعد الليل
بوريد القمر
***
كان امتحان غروبكِ
صعباً
لم تتكلل حقيبتي
بالنجاة
***
.. وتظاهرتُ بالأميّة
كي أبصم فوقَ
رصيفِ لهاثها
خطوتي الأولى
***

في ريعان عثراتنا..
ركلنا معاً طاعة اللقاء
ووعدتنا التوبة بالرجوع
***
على رقعة فقري
كتبتُ لكم وصية جائعة
يا إلهي
ما أصعب تساقط الأفواه
***
كلما رميتُ سهماً
سال دم الدريئة
***
ظلّي لم يرقد بسلام
أصيب بجرعة
ضوءٍ زائدة
***
طرزوا النسيان
بإبرة أطلال
فتساقطتْ
وريقات الوقوف
ألماً من
مفاصل الندى
***
الخيرُ..
مكياجٌ يجمّل وجه الصباح
لا تقولوا شيئاً
فالنهار لم يُصْغِ
يوماً إلى صوت الشموس
***
حين تضيق أنفاس الهطول
يتّسعُ احتضار المطر
***

كم رافقتُ وحدتي
فأغراني نداء الخرائط
بالله قولوا
كيف أبررُ
ضيقَ المكان؟
***
أيتها النغمةُ المستفحلة
كيف أتوب إلى أوتارك
وقوس قلبي
لم يبصر الصبا بعد..؟
***
أيها الشتاء
افهمني مرة
أين أخبّئُ أصابع ألواني
وجيوب الجهات باردة…؟
***
صمتكِ.. مبتدأ الكلام
وسؤال الرحيل
شبَّ على وقع الخبر
***
أجنحة مكتظة
تطفو على وجه الشمال
والموسم العنيد
يبرقُ مهنئاً
بقدوم الرحيل
***
كلما تذكرتْ المرآة صِباها
احتربت التقاسيم على وجهي
وخانني الكلام
***
غيمٌ مطرّزٌ
بخيوط النبرة الصاخبة
وثياب السماء
أدمنت رقصة المطر..!
***
سطورٌ تلهو
على دكة الورق
تمرّغ وجه الحبر بفكرة ضوء
ولوحة خرجت تواً
من شهوة البرواز
وانسكبت!
***
خطوة إلى الأمام
خطوة إلى الوراء
ماذا سأقول لظلّي؟
***
كلّما جفّ حبر الوريد
عاتبتني الأصابع
واندلعت حيرة الأوراق
***
حين بدأ الظل يلهث
أدركتُ أن خطوتي شاخت
وأنَّ عمر الطريق قصير
***
العصفور الذي اعتاد
قمح قصائدي..
حفِظَ نشيد السنابل
فانحنت له المقامات
***
السرج
حين بلغَ سنّ الرشد
أفقد الحصان صوابه..!
***
لا تصيبي انتظاري بالكآبة..
الدربُ موبوءٌ بالعقارب..
طعنوه بحروف خيبة
من رأس الساعة
إلى أخمص الوقت
آه..
كم أُحبُّ التظاهر بالوصول..!
***
ستغلبني أيها البحر
فأنا جاهل بموجك..
وكلما رأيتُ التلاطم يلوّح لي
تذكرتُ قول سيوران:
“كل المياه لونها الغرق”….!
***
صوتي خاصم صداه
فاهتزت حباله..
على مواجع القرار
والجواب
***
طاغور..
نعتذر منك
حين أغلقنا (كل أبواب الأخطاء..
ظلّتْ الحقيقة خارجاً(
تحت رحمة الريح وغرور العناد.

رائد خليل