أخبارصحيفة البعث

انتخابات تشريعية مبكرة في بريطانيا.. وبريكست في قلب المنافسة

سجّلت مكاتب الاقتراع في بريطانيا مشاركة واسعة، طغى عليها ملف بريكست والخلاف المباشر بشأنه بين معارضي الانسحاب من الاتحاد الأوروبي والمؤيدين له، فيما يتشبث رئيس الوزراء البريطاني المحافظ بوريس جونسون، الذي سيتقرّر مستقبله السياسي في الانتخابات التشريعية المبكرة، بوعده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رغم أنه يواجه انتقادات بالشعبوية، لكنه يقول إنه سيفي بوعده بتنفيذ بريكست.

وسخّر جونسون مهاراته الخطابية في الحملة الانتخابية، ولم يتردد في نشاطات شعبوية، من بينها جز الأغنام، وتغيير إطار سيارة فورمولا وان، كطريقة لتلميع صورته كرجل مقرب من الناس، رغم تخرجه من كبرى الجامعات البريطانية.

وبعد أن لعب دوراً قيادياً في حملة استفتاء حزيران 2016، الذي فاز فيه مؤيدو بريكست بنسبة 52%، وعد جونسون إثر وصوله إلى السلطة في تموز تنفيذ بريكست “مهما كلف الأمر”.

وهو يعول الآن على انتخابات اليوم أملاً في الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان، الذي أدى انقسامه حتى الآن إلى عرقلة تنفيذ بريكست، الذي تأجل ثلاث مرات، وحدد الآن موعده في 31 كانون الثاني، وستسمح له هذه الأغلبية بتمرير الاتفاق على شروط الانفصال التي تفاوض عليها مع بروكسل.

وفي حملة 2016، وعد جونسون المملكة المتحدة، بعد تخليصها من “قيود” الاتحاد الأوروبي، بمستقبل مشرق وإعادة مجد الإمبراطورية، حين سيتحكم وفق قوله بالهجرة ويستعيد الملايين التي كانت تسدد للاتحاد الأوروبي ووضعها في النظام الصحي. وكانت كل هذه وعوداً تستند إلى أرقام خاطئة.

وعقب التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، استعد جونسون لتولي رئاسة الوزراء. لكن حليفه مايكل غوف خانه واعتبره غير أهل لتولي المنصب، ورشح نفسه بدلاً منه. فعزف جونسون عن الترشح واختار حزب المحافظين تيريزا ماي في حين تولى هو الشؤون الخارجية. وبقي في ذلك المنصب عامين ارتكب خلالهما الكثير من الهفوات، وواصل وضع العقبات أمام ماي، قبل أن يخطف منها المنصب.

وكان البريطانيون بدؤوا صباح أمس الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات للاختيار ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة جونسون، أو تنظيم استفتاء جديد حول بريكست بقيادة زعيم حزب العمال جيريمي كوربن.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية فإن التصويت لاختيار نواب مجلس العموم الـ 650 يجري في انتخابات وفق نظام الدائرة الفردية بدورة واحدة، على أن يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة تشتد بين المحافظين وخصومهم العماليين بزعامة كوربن مع تقدم طفيف تظهره بعض هذه الاستطلاعات للمحافظين.

ويعتزم جونسون في حال فوزه طرح اتفاق الطلاق الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان قبل عيد الميلاد بهدف تنفيذ بريكست في موعده المحدد في الـ 31 من كانون الثاني المقبل بعدما أرجئ ثلاث مرات.

من جهته اعتمد كوربن نبرة أكثر هدوءاً غير أنه وعد بتغيير حقيقي بعد حوال عقد من حكم المحافظين في تجمع أخير عقده مساء الأربعاء في لندن.

وتتنافس إلى جانب الحزبين الكبيرين أحزاب الصغيرة مثل الليبراليين الديمقراطيين والقوميين الاسكتلنديين، التي قد تنتزع منهما على السواء بعض المقاعد، غير أن ذلك لن يكون كافياً للتأثير على نتائج الحزبين.