صحيفة البعثمحليات

“النقل الداخلي” بين القِدم وإهمال المعنيين

 

 

تبدو خدمة النقل الداخلي في سلمية في ظاهرها مؤدية لدورها، لكنها حتى الآن لم ترتقِ إلى ما يسمى “نقلاً داخلياً” بالمعنى المأمول منه؛ فحافلاته التي تسمى “الميكرو باصات” لا يمكن تصنيفها كعربات نقل بضائع؛ لأن عمرها الافتراضي قد مضت عليه سنون طوال؛ فهي مصنعة منذ سبعينيات القرن الماضي؛ لذا تبدو معاناة سكان المدينة الأكبر في سورية كمدينة تابعة لمركز محافظة كبيرة جداً مع الخدمات بشكل عام، والنقل الداخلي خدمة هامة يعتريها الإهمال وأضحت مشكلة مستعصية لا يريد أي مسؤول في هذه المدينة أو بمركز المحافظة حلها، وبالعودة لحافلات هذه الخدمة وبالرغم من عددها المقبول إلا أنها لم تخرج من كونها آلات تمشي على أربع عجلات تنفث دخانها الأسود كسواد المعاناة الكبيرة لسكان السلمية، ولم تقدم خدمات نقل داخلي حقيقية، وسائقوها يتحكمون بركابها من حيث المواقف وعدم توزع مسيرها على الأحياء البعيدة؛ لأن تنظيمها ما زال غائباً عن عيون المعنيين عن النقل، فتراهم ينقلون الركاب من الكراج الجنوبي باتجاه الثانوية الزراعية، ومن ثَم يتجمعون أمام هذه الثانوية بانتظار طلابها وطلاب كليتي الزراعة والعمارة ليعودوا بهم على نفس الخط مع إهمال باقي المواطنين الذين تبعد منازلهم عن مركز المدينة مسافة طويلة بأحياء متعددة، ويحملون حاجياتهم ليعانوا الأمرين وخاصة كبار السن منهم .
النقل الداخلي في سلمية بات يحتاج لأيادٍ بيضاء تستطيع تبييض صفحته السوداء، وذلك من خلال تأمين حافلات نقل حضارية وما أكثرها في مؤسسة النقل الداخلي بحماة وخاصة تلك التي قدمت من دولة الصين، ولتذهب الحافلات الموجودة إلى معامل الحديد بدون أن تهضم حقوق أصحابها من خلال مساعدتهم لاستقدام حافلات نقل حديثة بدون رسوم، فإلى متى ستبقى هذه الخدمة معلقة ما بين حافلات أكل الدهر عليها وشرب، وبين إهمال المعنيين في إيجاد منظومة نقل داخلي حضارية تستطيع تخديم كل الأحياء؟! وإذا لم تتحقق هذه المنظومة فستبقى خدمة النقل الداخلي في هذه المدينة خدمة بلا خدمة..!
نزار جمول