أخبارصحيفة البعث

ظريف من موسكو: علاقتنا استراتيجية

غداة انتهاء المناورات البحرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين في شمال المحيط الهندي، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن المناورات البحرية المشتركة أثبتت استعداد إيران للتعاون من أجل صون أمن وحرية الملاحة في مضيق هرمز، وأشار، خلال زيارته روسيا، إلى أن علاقة بلاده مع روسيا استراتيجية، “لذا فإننا بحاجة مستمرة إلى التنسيق والتشاور وتبادل الأفكار بشأن مختلف قضايا المنطقة والقضايا الدولية وآخر تطوّرات المنطقة والعالم”.
كما اعتبر ظريف أن زيارته إلى موسكو، والتي هي الـ28 خلال السنوات الست والنصف الماضية، مؤشّر على العلاقات الوثيقة بين البلدين.
من جهته، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه ظريف، أن روسيا تشعر بالقلق إزاء التوتر المتزايد في منطقة الخليج، والذي يزيد من حدته الغرب بشكل مصطنع، وقال: “كما نعلم تمّت الموافقة على مشروع خطة العمل المشتركة بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكن نعلم كيف خرجت الولايات المتحدة من هذا المشروع بطريقة فيها الكثير من الغطرسة، في الوقت الذي تحاول منع الأعضاء من تنفيذ قراراته”.
واعتبر لافروف أن الولايات المتحدة تستخدم “خطّاً هدّاماً” يضع “خطة العمل الشاملة والمشتركة أمام التهديد بالانهيار” باعتبارها تخالف كل القواعد الدولية خصوصاً بانسحابها من الاتفاق النووي، وأعرب عن قلقه من توجهات بعض الدول و”خروج عدد منها عن المبادئ الدولية”.
كما انتقد لافروف الاتحاد الأوروبي أيضاً، موضحاً أنه لا ينفّذ التزاماته بموجب الاتفاق النووي مع إيران، مشيراً إلى أنه “إما أن تعود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق النووي، وإما اعتبار الاتفاق غير موجود”، وأضاف: إن روسيا تسعى للحفاظ على الاتفاق، مشيراً إلى أن الصفقة النووية هي “اتفاق دولي مهم تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تدميره”، وحذّر قائلاً: “نحن مقتنعون بأنه في حال استمر نهج واشنطن المفروض على الجميع دون استثناء، والذي لا يمتثل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى نتائج سلبية لكل المنطقة”.
وعلّق ظريف قائلاً: “اليوم نعمل على تبادل الأفكار والآراء التي تمكننا من العمل على منع انهيار هذا المشروع”، وأكد أنهما ناقشا واقع العلاقات بين إيران وروسيا، بالإضافة إلى الأجندة الإقليمية والدولية، ووصف المباحثات بين الطرفين بالـ “مثمرة جداً”، مشيراً إلى امتلاك إيران “خيارات مستقبلية جيّدة وواعدة مع روسيا في مختلف المجالات”.
وأضاف لافروف: إن روسيا وإيران تقابلان محاولات دول غربية العمل على التصعيد بمقترحات لإقامة تعاون عادل ذي فائدة متبادلة في هذه المنطقة المهمة، وأشار إلى أن موسكو قدّمت مقترحاً لضمان الأمن في منطقة الخليج، وإيران قدّمت “مبادرة هرمز للسلام”، موضحاً أن كلا المقترحين يهدفان إلى توحيد الجهود من أجل استقرار المنطقة، واتهم الغرب بالعمل على تصعيد الوضع هناك بشكل مصطنع.
وكانت إيران أعلنت عن انتهاء المناورات البحرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين بعرض عسكري شمال المحيط الهندي، شاركت فيه مدمّرات إيرانية، وقاذفات صواريخ.
وقد شارك في المراسم الختامية قائد البحرية الإيرانية الجنرال حسين خانزادي وعدد من المسؤولين العسكريين.
المناورات البحرية المشتركة جرت في منطقة استراتيجية، وحملت أهدافاً أبعد من مجرد تدريب على مواجهة القراصنة، بل وجّهت رسائلها الرئيسية باتجاه أميركا وأتباعها في المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت من جهتها أن المناورات ستستمر 4 أيام، وأضافت: إن المناورات الثلاثية، التي تجري لأول مرة، تحاكي تحرير سفينة محتجزة من قبل قراصنة، لافتة إلى أن ثلاث سفن تابعة لأسطول بحر البلطيق الروسي تشارك في المناورات الثلاثية.
وأكد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية المشتركة اللواء محمد باقري أن القوات المسلحة الإيرانية “سترد بشكل حازم على أي خطأ أو مغامرة يرتكبها أعداء إيران”، وأشار إلى أن “أعداء إيران بقيادة أميركا و”إسرائيل” محبطون من هزيمة مشروع الفتنة الأخير، من خلال أعمال الشغب التي شهدتها إيران أخيراً”، فيما أكد الجنرال خانزادي، خلال المناورات، أن “أميركا تلقت مؤشرات تفيد بأن جولاتها في المنطقة انتهت”، وأضاف: إن “أمن المنطقة لا يتحقق إلا بأيادي أبنائها”.