دراساتصحيفة البعث

كورونا والمؤامرة.. فيروس موثق لدى الغرب!

أمجد حامد السعود

أصبحت التنبؤات التي تشير إلى حدوث جائحة كورونا العالمية محط أنظار واهتمام الكثير من القراء والمفكرين والعلماء، لاسيما أن بعضاً منها جاء بتفاصيل دقيقة عن مكان وزمان نشوء المرض، وآلية عمله وانتشاره غير المحدود بين دول العالم، ومنها من رأى أن مثل هذا الفيروس سيؤدي إلى نهاية العالم، نستعرض منها:
رواية عيون الظلام (1981م) للكاتب دين كونتنز
روائي أمريكي عمل مدرّساً للغة الانكليزية في بنسلفانيا، عُرف بألغازه الغامضة، وروايات الخيال العلمي والرعب، احتلت عناوين بعض كتبه أيضاً ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، تشير الرواية إلى أن فيروساً قاتلاً اسمه (ووهان– 400) سيجتاح العالم، وسمّي بذلك نسبة إلى مكان نشوئه، حيث يتم تصنيعه في مختبرات مدينة (ووهان) الصينية كسلاح بيولوجي يودي بحياة الإنسان خلال اثنتي عشرة ساعة، ولكن هناك اختلافات نوعية في الأماكن التي يصيبها هذا الفيروس في جسم الإنسان، وبين الأجزاء التي يصيبها فيروس كورونا المتجدد، حيث تقول الرواية، وهنا أقتبس: “إن الفيروس ينتقل إلى جذع الدماغ، وهناك يبدأ في نفث سمّه، بحيث يأكل الأنسجة الدماغية التي تتحلل مثلما يتحلل القماش القطني بسبب أسيد البطاريات، ويدمر الجزء الدماغي الذي يراقب جميع وظائف الجسد”، وجدير بالذكر أن فيروس كورونا يصيب الأنسجة الرئوية والشعب الهوائية في جسم الإنسان.
مسلسل سيمبسونز
مسلسل أمريكي كرتوني كوميدي من إنتاج شركة (فوكس) الأمريكية، ويعد أطول وأنجح مسلسل كرتوني (30 جزءاً)، وهو من تأليف (مات غرينيغ)، أشار في عام (1993م) في جزئه الرابع– الحلقة 21 عن انتشار فيروس جديد في الولايات المتحدة الأمريكية يدعى (أوسكا- فلو) الذي ينتقل إليها من قارة آسيا بفعل عامل ياباني يسعل داخل بضائع التصدير للولايات المتحدة الأمريكية، ويؤدي ذلك إلى إصابة عدد من الأمريكيين بالفيروس الذي يشبه في أعراضه أعراض فيروس كورونا الحالي، وجدير بالذكر أن مسلسل سيمبسونز قد ارتبط بكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية لجهة توقعه للحدث قبل وقوعه على أرض الواقع بفترات زمنية.
كتاب نهاية الأيام: توقعات وتنبؤات حول نهاية العالم (2008م) للكاتبة سيلفيا براون
كاتبة وعالمة نفس أمريكية توفيت عام (2013م) بسبب مرض في القلب، تركزت أبحاثها في علم النفس حول الخوارق والطاقات الكامنة وقدراتها الروحية على فعل المعجزات كإعادة المفقودين، وكشف الجرائم، واكتسبت شهرتها من إطلالاتها الإعلامية، لوحقت قضائياً في العديد من القضايا التي قدمت بها نبوءات وقراءات نفسية غير صحيحة، لها أكثر من خمسين مؤلفاً احتل عدد كبير منها قائمة الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت (براون) في هذا الكتاب العديد من التوقعات حول ما سيصيب العالم من تغيرات وأزمات وكوارث في الخمسين عاماً القادمة، ومن بين تلك التنبؤات كانت (براون) تتحدث عن وباء شبيه بوباء كورونا سيصيب العالم بأسره، وأن هذا الوباء سيختفي لمدة عشر سنوات ويعاود الظهور بعدها، تقول (براون)، وهنا أقتبس: “نحو عام 2020م سينتشر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي الحاد في جميع أنحاء العالم، يهاجم الرئتين وأنابيب الشعب الهوائية، ويقاوم كل العلاجات المعروفة، وما سيكون أكثر إثارة للحيرة من المرض نفسه هو حقيقة أنه سيختفي فجأة بالسرعة التي ظهر فيها، وسيهاجم مجدداً بعد عشر سنوات، ثم يختفي تماماً”، وجدير بالذكر أن كتاب (براون) هذا قد صدر بعد بضعة أعوام على تفشي فيروس (سارس– متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد)، وأن (براون) نفسها قد تنبأت بوجود علاج للشلل والسكتة الدماغية عام (2012م)، وهذا لم يحصل إلى الآن.
الفيلم السينمائي عدوى (- Contagion 2011م)
ستيفن سودربرغ مخرج ومنتج سينمائي أمريكي حاز على جوائز عدة في الإخراج السينمائي، جائزة غرامي عن عمل خلف الأضواء 2013م، جائزة الاوسكار عن عمل إتجار 2000م، تشير أحداث فيلم (عدوى) للمخرج سودربرغ إلى انتشار فيروس كوباء عالمي ينتقل عبر اللمس والهواء يتفشى في الولايات المتحدة الأمريكية عبر مواطنة أمريكية سافرت إلى هونغ كونغ، لتعود وتبدأ أعراض المرض عليها، وهي شبيهة لنزلة البرد الحادة، وانتهت بأعراض السكتة الدماغية، وجدير بالذكر أن العديد من الأفلام السينمائية العالمية قد تناولت موضوع نهاية العالم إما بكوارث طبيعية، أو جائحات صحية.

إضاءة
إن هذا النمط من ربط الأمور والأحداث بمنتجات معرفية ثقافية فنية سابقة عنها من حيث الزمن له وجهات عدة في التحليل المنطقي بين ما تمت كتابته من قبل العديد من الروايات التي تشير إلى مثل هذا المرض، والخلفيات العلمية والمعرفية وحتى السياسية الاجتماعية لمقدمي تلك الأعمال، وهذا يضعنا أمام جوانب عدة من التفكير، فإما نكون وضعيين في التفكير لجهة ربط المقدمات بالنتائج، أو نكون تآمريين في التفكير لجهة المسبب لتلك الظاهرة، والمستهدف فيها، والرابح الأكبر منها، لاسيما أن الحرب الجرثومية هي نوع من أنواع الحروب المستخدمة عبر الحروب التي عرفها العالم على مدى التاريخ، أو نكون مسلّمين بالمصادفة في ارتباطها بوقوع الحدث، ومن خلال هذا العرض لبعض مما يقال اليوم بأنها مرجعيات لها مؤشرات واضحة في أن كورونا هو فيروس مصطنع منذ زمن بعيد في إطار الحروب البيولوجية، ومطامع الشركات الدوائية الاحتكارية، وما يثير الانتباه أنه رغم احتلال تلك الكتب لقائمة أكثر الكتب مبيعاً، ووجود مخرجي تلك الأفلام السينمائية على منصات الجوائز العالمية، لم تكن تلك المنتجات الأدبية والفنية والمعرفية معروفة بتلك الكثافة لولا ارتباطها بالظرف والحدث الزماني الصحي الذي يسود العالم حالياً، وتسليط الضوء عليها من خلال شبكات الميديا الإعلامية.
إن فرضية عقلية المؤامرة في الكشف عن حقيقة هذا الوباء (كورونا) لن تدخر جهداً في الإشارة إلى ما يثبت أن تلك الفرضية صحيحة، فتارة تقول إن فيروس كورونا أمريكي الصنعة، وتارة أخرى صيني الصنعة، وهناك من يقول إن شركات الأدوية الاحتكارية هي من صنعته، وغيرها من الافتراضات التي لا يمكن الأخذ بها بوضعية عقلية كاملة دون الإثبات الحقيقي والقاطع لها لجهة الارتباط القطعي للمقدمات التآمرية لهذا الوباء بالنتائج، وبآليات القضاء عليه، فاللجوء لهذه التفسيرات الماورائية لا يفيد إلا لإشباع نهم المجتمعات في تفسير الظواهر الغريبة عنها، ومعرفة مسبباتها ونتائجها.