دراساتصحيفة البعث

تهريب المخدرات.. ذريعة مختلقة جديدة ضد فنزويلا !

ترجمة وإعداد: علاء العطار

أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية لتقوم بدوريات حول فنزويلا، وهو أحدث تصعيد ضد حكومة استهدفها عدوان أمريكي هجين “لتغيير النظام”.

أعلن دونالد ترامب في وقت سابق أن سفن البحرية الأمريكية تتحرك باتجاه فنزويلا في الوقت الذي تعزز فيه إدارته عمليات مكافحة المخدرات في البحر الكاريبي بعد اتهام الولايات المتحدة نيكولاس مادورو بتهريب المخدرات.

وقال ترامب: “بينما تركز الحكومات والدول على محاربة فيروس كورونا المستجد، يلوح في الأفق تهديد متنام بإمكانية أن يحاول المجرمون والإرهابيون وغيرهم استغلال الوضع القائم لمصلحتهم، علينا منع حدوث ذلك.”

ويلقي وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، باللائمة على مادورو في الوضع الذي آل إليه الشعب الفنزويلي بقوله: “لا يزال الشعب الفنزويلي يعاني الأمرين بسبب مادورو وسيطرته على البلاد، ويسيطر تجار المخدرات على هذه الفوضى”، متملصاً بذلك من مسؤولية الولايات المتحدة، الأولى والأخيرة، عما يحدث وسيحدث للشعب الفنزويلي، ومتناسياً أنه وإدارته السبب في انتشار الفوضى في البلاد، فما مقدار الكذب والتضليل الذي بإمكانهم حشره في تقرير واحد؟!

وبالطبع، كل ما قاله المسؤولون الأمريكيون مجرد هراء، إذ لا تهتم الحكومة الأمريكية بالشعب الفنزويلي، ولا بأي شعب آخر، من وجهة النظر هذه، وما هذا إلا تعبير تتذرع به للسير في أكاذيبها الهادفة “لتغيير النظام”، فلو كان الأمر صحيحاً، لما سمحوا بمقتل عشرات الآلاف منهم باستخدام عقوبات التجويع واستهدافهم بالحرب البيولوجية المتمثلة بقطع الإمدادات التي تساعدهم في محاربة الجائحة القاتلة.

كما أن الحكومة الأمريكية لا تكترث “لمهربي المخدرات”، وهذا ما ذكره الصحافي بين نورتون بقوله: “حتى بيانات الحكومة الأمريكية تعترف بأن الغالبية العظمى من المخدرات (يشكل الكوكائين معظمها) القادمة من أمريكا اللاتينية تأتي من كولومبيا، وهي مستعمرة أمريكية يمينية… وتعد كولومبيا تاجر المخدرات المفضل لدى السي آي إيه، والتي تستخدم عوائدها في تمويل فرق الموت والحروب الإرهابية للإطاحة بالحكومات اليسارية.”

وكما يشير التحليل الفنزويلي، منح جورج دبليو بوش في عام 2009 وسام الحرية الرئاسي للرئيس الكولومبي آنذاك، ألبارو أوريبي بيليث، الذي أدرجته الاستخبارات الأمريكية سابقاً كواحد من كبار تجار المخدرات في كولومبيا.

إذن فالحكومة الأمريكية لا تكترث لتهريب المخدرات، ولا تهتم بالشعب الفنزويلي، إنما جُلّ همها تأمين السيطرة على أكبر احتياطي نفط في العالم، والذي يقع تحت الأراضي الفنزويلية، ومن المقزز جداً كيف تتظاهر الولايات المتحدة بأن أجنداتها الشفافة للسيطرة على موارد الدول تتعلق بحماية مصالح البشر أجمعين.

اعترفت إدارة ترامب بأن همها الوحيد هو الإطاحة بالحكومة الفنزويلية عند قدمت عرضها السخيف بالتوقف عن قتل المدنيين الفنزويليين عبر الحرب الاقتصادية إذا استقال مادورو، وأضافت عبارات كثيرة لا تمت لتهريب المخدرات بصلة، ولم ترسل إدارة ترامب سفناً حربية إلى فنزويلا إلا لأنها تشن حرباً قاتلة على الفنزويليين، ولا تهدف هذه التصعيدات المستمرة إلا إلى زيادة قوة الإمبراطورية الأمريكية وسيطرتها، والتي تعمل بلا كلل ولا ملل للهيمنة على العالم عبر السيطرة على موارده.