الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

“وصفة” ترامب للقضاء على كورونا في دقيقة!

لا يكاد يمر يوم دون أن يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة واسعة من الانتقادات والسخرية بسبب تغريداته على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أو تصرفاته المثيرة للاستغراب، وآخرها وصفته “الفريدة” بأن الفيروس التاجي يموت في دقيقة واحدة عند تعرّضه لأشعة مباشرة، وقال، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “شريطة أن نعرض الجسم للتأثيرات القوية للأشعة فوق البنفسجية أو ببساطة لضوء قوي للغاية.. إذا استطعت إيصال الضوء داخل الجسم، من خلال الجلد أو أي شيء آخر، فعندئذ يدمّره في دقيقة”، من دون أن يحدّد مصدر هذه الفرضية ولا من أين استقاها وكيف توصّل إليها، مشيراً إلى أن فكرة حقن مرضى “كوفيد-19” بمواد التطهير “تبدو مثيرة للاهتمام بالنسبة لي”!.

وإذ أشار ترامب أيضاً إلى تلميح سابق له بأن فيروس كورونا ربما ينحسر في الصيف، وقال: “ذكرت يوماً أن الأمر قد ينتهي مع الحرارة والضوء، ولم يرق هذا التصريح للناس كثيراً”، فإنه أضاف: “آمل أن يستمتع الناس بالشمس وإذا كان لها تأثير فهذا أمر عظيم”.

وقبل ذلك أعلن ترامب إن “الكليتين لهما مكان مميز جداً في القلب”، وبعدها اعتبر أن القمر جزء من كوكب المريخ، وأخطأ بكتابة اسم “أمير ويلز” في بريطانيا لتصبح “أمير الحيتان”، وغيرها من عشرات الأخطاء التي صدمت الأمريكيين والعلماء، على حد سواء، والذين أعربوا عن قلقهم بأن الرئيس يواجه صعوبات في مجال الصحة العقلية.

وكان مسؤول أميركي أعلن: يبدو أن فيروس كورونا يضعف بسرعة أكبر عندما يتعرّض لضوء الشمس والحرارة والرطوبة، في علامة محتملة على أن جائحة كورونا قد تصبح أقل قدرة على الانتشار في أشهر الصيف، وقال وليام براين، القائم بأعمال مديرية العلوم والتكنولوجيا بوزارة الأمن الداخلي الأميركية، إن باحثين تابعين للحكومة الأميركية توصلوا إلى أن الفيروس يعيش بشكل أفضل في الأماكن المغلقة والأجواء الجافة ويضعف مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة خاصة عندما يتعرّض لأشعة الشمس.

و”على الأسطح غير المسامية كالصلب، يفقد الفيروس نصف قوته بعد 18 ساعة في أجواء مظلمة منخفضة الرطوبة، أما في الأجواء ذات الرطوبة العالية، انخفضت تلك الفترة إلى 6 ساعات”. وفق تعبير براين، والذي أضاف: “عندما تم تعريض الفيروس لرطوبة عالية وإلى أشعة الشمس، فقد نصف عمره خلال دقيقتين فقط”.

وقد تنعش هذه النتائج الآمال في أن يسلك الفيروس التاجي المستجد نفس مسار الأمراض الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي كالإنفلونزا والتي تكون أقل عدوى في الأجواء الدافئة. لكن فيروس كورونا أثبت كذلك أنه قادر على الفتك في أجواء دافئة مثل أجواء سنغافورة، وهو ما يثير أسئلة أكثر حول تأثير العوامل البيئية.

وردّاً على تلك الترهات الجديدة، سارع أطباء ومختصون في المجتمع العلمي الفكرة، وقال طبيب الأمراض الصدرية، فين غوبتا،: “إن حقن أو ابتلاع أي نوع من مواد التطهير يعتبر فكرة خطيرة وغير مسؤولة”، مضيفاً: إن “هذا الأمر شائع بين الناس الذين يريدون إنهاء حياتهم” لا العكس.

وكتب الطبيب كاشف محمود، العامل بولاية فيرجينيا الغربية على “تويتر”: بصفتي طبيبا، لا أنصح بحقن مواد التطهير في الرئتين أو باستخدام الأشعة فوق البنفسجية داخل الجسم لعلاج فيروس كورونا”، مضيفاً: “لا تأخذوا النصائح الطبية من ترامب”.

وغرّد المدير السابق للهيئة الفدرالية في عهد الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما، والتر شوب بالقول: “توقفوا عن بث مؤتمراته الصحافية حول فيروس كورونا. فهي تعرّض أرواحاً للخطر. رجاء لا تشربوا المواد المعقمة ولا تحقنوا أنفسكم بها”.

وقال وزير العمل السابق في عهد الرئيس بيل كلينتون، روبرت ريك، إن “مؤتمرات ترامب الصحافية تشكل خطراً على الصحة العامة. قاطعوا هذه الدعاية. استمعوا إلى الخبراء ورجاء لا تشربوا المواد المعقمة”.

وعلّق مركز “مارساي ايمونوبول” الفرنسي بسخرية على كلام تراب بالقول: إن “إضرام النار بالجسم قد يكون حلاً بديلاً مفيداً كذلك”، مشدداً على أن الوسائل التي اقترحها الرئيس الأميركي “ستقتل الفيروس والمرضى في آن!”.

ومن روسيا، أعلن البروفيسور أناتولي ألتشتاين أن أشعة الشمس لا تقتل أي فيروس اخترق جسم الإنسان، ولكنها خطيرة حقاً على الفيروسات المنتشرة على الأسطح الخارجية المفتوحة، وأكد أنه بالإضافة إلى ذلك فإن الطقس المشمس يؤثّر بشكل إيجابي على مناعة الإنسان.

وأردف الطبيب ألتشتاين: “إن أشعة الشمس لن تقتل فيروساً واحداً داخل جسم الإنسان. ذلك ممكن في أي مكان مفتوح يتعرّض لأشعة الشمس. نعم، في الواقع، الفيروس حساس للإشعاع فوق البنفسجي”، وأوضح أنه، وفقاً لعلم الفيروسات، تؤثّر أشعة الشمس إيجابياً على مناعة الإنسان وتساعد على تقويتها عن طريق إمدادها بعدد من الفيتامينات، وعلى رأسها فيتامين د، مضيفاً: إنه “في الصيف، عندما يكون الطقس مشمساً والهواء دافئاً، فإن مناعة الجسم يمكن أن تتحسن وتزيد من مقاومة الناس للأجسام الدخيلة. وسيساعد ذلك أيضاً جزئياً في مكافحة الفيروس. لكني أكرّر، ليس هناك تأثير مباشر للشمس على الفيروس الموجود داخل الجسم”.

ونظّم متظاهرون أميركيون تحرّكات احتجاج أمام “برج ترامب” في نيويورك، ووضعوا أكياس جثث رمزية أمام مدخل البرج، مطلقين هتافات تندد “بكذب ترامب، فيما الناس يموتون”، في إشارة إلى ارتفاع أعداد الوفيات في أميركا جراء فيروس كورونا.