دراساتصحيفة البعث

هل ينفصل ترامب عن موقعه المفضل ؟

ترجمة: عائدة أسعد

عن توب نيوز 30/5/2020

 

صمد موقع تويتر لسنوات عديدة إزاء الضغوط لمعاملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثل أي مستخدم آخر، لكن الأمور اختلفت منذ الأربعاء الماضي بعد تغريدة  لترامب تدعو للعنف.

يصعب التكهن بنتيجة المواجهة غير الاعتيادية بين ترامب وموقع تويتر الذي كان منصة الرئيس المفضلة للتواصل الاجتماعي، ويمثل الأداة الرئيسية لاتصاله بمتابعيه البالغ عددهم أكثر من 80 مليون شخص.

لقد تحولت الأزمة إلى حرب مفتوحة انتقلت تداعياتها إلى قضية مأساوية تشهدها مدينة مينيابوليس بعد وفاة رجل من أصل أفريقي يدعى جورج فلويد خلال اعتقاله بعنف من قبل الشرطة.

كتب الرئيس الأمريكي: “هؤلاء المخربون يلحقون العار بذكرى جورج فلويد، ولن أدعهم يفعلون ذلك، فقد تحدثت إلى تيم والتز حاكم ولاية مينيسوتا وقلت له إن الجيش يقف إلى جانبه بالكامل”، وأضاف بأن أعمال النهب ستواجَه على الفور بالرصاص، وبعد ساعات أوضح ترامب أن الأمر يتعلق بـواقع، وهذا لا يعني أنه يرغب في أن يحدث ذلك.

والآن لم يعد ممكناً قراءة رسالة ترامب دون الضغط على تنبيه يقول: “هذه التغريدة تنتهك قواعد تويتر المتعلقة بتمجيد العنف، لكن تويتر قرر أن بقاء هذه التغريدة متاحة قد يكون في الصالح العام”.

وقال رئيس فيسبوك مارك زوكربيرغ: إنني أشعر شخصياً بالاشمئزاز من هذا النوع من الخطابة المسببة للانقسام وإشعال النيران، وأضاف مبرراً إبقاء الرسالة: قرأنا الرسالة حول أعمال النهب كتحذير من الدولة، ونعتقد أنه من حق الناس معرفة ما إذا كانت الحكومة تنوي اللجوء إلى القوة.

وكان زوكربيرغ قد صرح في وقت سابق بأنه يرى أن منصات التواصل الاجتماعي يجب ألا تنصّب نفسها حكماً للحقيقة، وهذا ما كرره ترامب في وقت لاحق.

لقد ظل موقع تويتر لسنوات يتعرّض لانتقادات تصفه بأنه لا يتخذ فعلاً بشأن تغريدات ترامب المثيرة للجدل، والتي تتضمن هجمات شخصية على سياسيين منافسين، ونشر معلومات تندرج ضمن نظريات المؤامرة، وشرع الموقع باعتماد سياسة جديدة بشأن المعلومات المضللة وسط أزمة تفشي وباء فيروس كورونا.

وقال خبير مواقع التواصل الاجتماعي كريس ستوكلواكر: إن تويتر أخطأ حين اعتقد أن اقتصار رد الفعل على الانتخابات يعد خطوة أولى حذرة، فبمجرد التعليق على الشؤون السياسية أنت تخاطر بإبعاد 50 في المئة من جمهورك، ونظراً للأوقات الصعبة التي نعيشها على المستوى السياسي، هناك خطر أكثر من أي وقت مضى.

بعد اتخاذ هذه الخطوة الأولى ورؤية غضب ترامب الذي هدد بالذهاب إلى حد بعيد، وإغلاق المنصة، كان يمكن لإدارة “تويتر” أن تهدأ قليلاً، لكنها اختارت التصعيد، وتحرّك فريق الإشراف بعد استشارة المدير التنفيذي جاك دورثي وحجب التغريدة مع ترك رسالة تقول إنه تم خرق قواعد الترويج لأعمال العنف.

وبينما ينهمك البيت الأبيض في البحث في تويتر عن نماذج لزعماء دول أخرى سبق ومجّدوا العنف دون أن يتخذ أي إجراء بحقهم، يبحث آخرون عن تغريدات ترامب التي ربما خرقت القواعد مثل تلك التي نشرت معلومات خاطئة عن العلاج من فيروس كورونا، ويجد جاك دورثي نفسه الآن أمام خيار مكروه عبر اتخاذ إجراءات صارمة بحق قادة سياسيين على نطاق واسع.

وعندما أعادت صفحة دونالد ترامب على فيسبوك نشر التغريدات التي حجبت على تويتر قال ستوكلواكر: هذه هي الأشياء التي يستمتع بها ترامب، فهو نجح الآن في وضع زوكربيرغ في مواجهة دورثي.

على الرغم من غضب ترامب العارم حول ما يعتبره تهديداً لحرية التعبير، مع العلم أن تويتر شركة خاصة، لا يبدو أنه سيغلق الموقع الذي أصبح منصته الرئيسية لإيصال رسائله.

إنهما كالزوجين المتخاصمين يحتاج أحدهما الآخر، لكن هناك شكوكاً لدى البعض في أن دورثي قد يميل إلى طرد الرئيس وتغيير الأقفال.