أخبارصحيفة البعث

بيونغ يانغ: واشنطن منافقة ولم تقدّم إلا وعوداً فارغة

بمناسبة الذكرى الثانية للقمة التي عقدت في سنغافورة بين الرئيسين الكوري الديمقراطي كيم جونغ اون والأمريكي دونالد ترامب، أكد وزير خارجية كوريا الديمقراطية ري سون غوون أن “الولايات المتحدة تزعم حرصها على تحسين العلاقات مع بيونغ يانغ، لكنها في الحقيقة مصممة على تأجيج الأوضاع، وكنتيجة لذلك تحوّلت شبه الجزيرة الكورية إلى نقطة ساخنة وخطيرة في العالم يلازمها شبح الحرب النووية باستمرار وبعيدة عن تحقيق سلام دائم”، وأضاف في بيان: “إن كوريا الديمقراطية ما زالت مدرجة على قائمة الأهداف الأمريكية لضربة نووية استباقية، كما أن جميع أدوات الضربات النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة موجهة بشكل مباشر ضد بيونغ يانغ، وهذه هي الحقيقة الصعبة في الوقت الراهن”، وتابع: “هناك أدلة على أن حاملات الطائرات والقاذفات النووية الاستراتيجية الأمريكية التي تدخل المجال الجوي الكوري الجنوبي في أي وقت تريده بحجة إجراء مناورات على شن ضربات نووية تهاجم المجموعات الموجودة حول البحار المحيطة بكوريا الجنوبية.

وأكد البيان أنه ما لم تتحرك الولايات المتحدة لإنهاء سياساتها العدائية المتجذرة منذ سبعين عاماً ضد كوريا الديمقراطية فإنها ستظل مصدر تهديد للشعب الكوري الديمقراطي، وأضاف: “الولايات المتحدة تقدم عدداً كبيراً من الأجهزة المتطورة والحديثة مثل مقاتلات الشبح وطائرات الاستطلاع دون طيار التي تقدر قيمتها بعشرات مليارات الدولارات بهدف تحويل الجيش الكوري الجنوبي إلى جيش ذي نزعة عدوانية”، وأوضح أن كوريا الجنوبية ومن أجل تحقيق ذلك مثقلة بمبالغ مالية طائلة، وأشار إلى نفاق الإدارة الأمريكية وممارساتها العدائية والظالمة إزاء كوريا الديمقراطية، مبيناً أنه في الوقت الذي كانت فيه بيونغ يانغ حريصة على تنفيذ التزاماتها من أجل التوصل إلى سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، وبادرت إلى وقف تجاربها النووية، لم تقدم واشنطن أي عرض جوهري بل مجرد وعود فارغة.

يذكر أن الرئيسين كيم وترامب وقعا بياناً مشتركاً بين بلديهما في أول لقاء بينهما بسنغافورة في حزيران من عام 2018 لكن الولايات المتحدة لم تنفذ التزاماتها بموجب البيان.

إلى ذلك، أكدت الصين وجوب اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لمعالجة المخاوف ودواعي القلق لدى كوريا الديمقراطية بشأن نوايا واشنطن تجاهها، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ للصحفيين في إيجاز صحفي: “إن أحد أسباب تدهور العلاقات الثنائية بين بيونغ يانغ وواشنطن منذ القمة التي جمعت رئيسي البلدين في سنغافورة عام 2018 هو أن المخاوف المشروعة لكوريا الديمقراطية لم يتم حلها”.

بالتزامن، أكدت كوريا الديمقراطية أن تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن قطع بيونغ يانغ لجميع أشكال الاتصالات مع كوريا الجنوبية “متهورة وتفتقر الحس السليم للحكم على الأمور”، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية إن “غوتيريس أعرب عن أسفه إزاء قطع الاتصالات مع سيئول زاعماً أنها ضرورية لتفادي وقوع سوء فهم أو أخطاء ومثل هذه التصريحات تثير دهشتنا نظراً لكونها متهورة وتفتقر الحس السليم للحكم على الأمور إضافة إلى افتقارها للمعرفة الأساسية بالعلاقات الثنائية بين الكوريتين”، وأضاف: “تعليقات غوتيريس غير الملائمة والمتحيزة تشكل اعترافاً بتحول الأمم المتحدة إلى أداة سياسية تخدم قوى محددة، وأن المجتمع الدولي فقد الثقة بهذه المنظمة وبأمينها العام نفسه”.

وأضاف المتحدث: أن “غوتيريس يتصرف بطريقة مزدوجة وسيئة عندما يرفض التعليق على انتهاك سيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية العضو في منظمة الأمم المتحدة لكنه لا يفوت فرصة للتعبير عن “أسفه” كلما انتقدت الولايات المتحدة والقوى التابعة لها إجراءاتنا الخاصة بالدفاع عن النفس”، وتساءل: ما إذا كانت تعليقات غوتيريس حول قطع بيونغ يانغ الاتصالات مع سيئول “نابعة من جهله”، مشيراً إلى أنه “كان من الأجدى للأمين العام للأمم المتحدة أن يعرف بالنظر إلى منصبه أن تطور العلاقات بين الكوريتين لم ينشأ بسبب غياب خطوط الاتصالات بينهما”، وتابع: إن على غوتيريس “أن يتحمل مسؤولية منصبه بغض النظر عن حماسه للانحياز الكامل للولايات المتحدة، وأشار إلى أنه “لو كان غوتيريس يأمل فعلا بتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية فإنه لم يكن ليصدر تصريحات سخيفة مثل إعرابه عن الأسف بل كان تحرك ولو بشكل متأخر لتوبيخ كوريا الجنوبية لانتهاكها الاتفاق المبرم بينها وبين بيونغ يانغ”، مبيناً أن على غوتيريس “أن يتعامل مع كل أعضاء الأمم المتحدة بمساواة وأن يلتزم بمبادئ الأمم المتحدة بشكل صادق”.

يذكر أن كوريا الديمقراطية قطعت مؤخراً كل خطوط التواصل السياسية والعسكرية مع كوريا الجنوبية على خلفية تصرفاتها المعادية وعدم وقفها بث منشورات معادية عبر الحدود.