الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

تضم المناضلة بوحيرد والمجاهد بورقعة.. حملة جزائرية لكسر الحصار على سورية

تعبيراً عن رفضهم ما يسمى “قانون قيصر”، يعتزم عدد من الشخصيات الجزائرية، تتقدّمها المناضلة جميلة بوحيرد والمجاهد الرائد الأخضر بورقعة، تشكيل لجنة عربية-إفريقية لكسر الحصار الاقتصادي الأمريكي الغربي على سورية، وإرسال قوافل غذائية وطبية برية وبحرية وجوية إلى دمشق، فيما تجري اتصالات مع الجهات المعنية في الجزائر لهذا الغرض.

الشخصيات، التي ستشكّل نواة اللجنة الجزائرية، دعت، في بيان لها تحت عنوان “لا لتجويع الشعب السوري”، أحرار العالم إلى التحرّك لرفض “قانون قيصر” والوقوف بوجه التبجح الأمريكي، وأضافت: “إن الهيمنة الإسرائيلية التي تعزّزها أنظمة عربية عميلة تقف وراء قانون قيصر”، مشددة على أن المعركة في سورية حسمت وقوى الشر ولّت مهزومة، وأوضح البيان أنه بعد أن فشلت كل المؤامرات والمحاولات لكسر إرادة سورية والسوريين تحاول الإدارة الأمريكية الانتقال إلى مرحلة جديدة تهدف من خلالها إلى تجويع الشعب السوري ووقف عملية إعادة الإعمار بإجراءات عقابية غير مسبوقة ضد سورية والدول المساندة لها والشركات المساهمة في جهود إعادة الإعمار.

ويجري المجاهد بورقعة، بدوره، اتصالات أيضاً مع مناضلين في المغرب العربي الكبير ودول غرب إفريقيا المجاورة للجزائر لتشكيل لجنة عربية – إفريقية لكسر الحصار على سورية، وإرسال قوافل غذائية وطبية برية وبحرية وجوية إلى دمشق.

وفي السياق، أكد الإعلامي والأكاديمي الجزائري رشيد ولد بوسيافه، لقناة الميادين، أن مبادرة الشخصيات الجزائرية أطلقت لنصرة سورية في وجه “قانون قيصر” الجائر الذي يهدف إلى تجويع الشعب السوري ومنع إعادة الإعمار في سورية، وبين أن هذا القانون الجائر جاء بخلفية واضحة لحماية الكيان الصهيوني في المنطقة، والتضييق على محور المقاومة، الذي تعد سورية ركيزة أساسية فيه، مشدداً على أنه من واجبنا نحن كجزائريين، في بلد المليون ونصف شهيد، والعرب جميعاً وكل الأحرار في العالم أن نقف إلى جانب سورية وشعبها ضد هذا القانون الجائر، الذي يريد معاقبة الشعب السوري على مواقفه ومبادئه الوطنية والقومية، وأضاف: إن الاتصالات جارية من أجل تنظيم قوافل إنسانية لإمداد السوريين بالمساعدات، مؤكداً أنهم سيواصلون التحرك سياسياً على أكثر من صعيد لمواجهة المؤامرة التي تحاك ضد سورية.

وكان المؤتمر القومي العربي جدّد مؤخراً رفضه الإجراءات الأمريكية القسرية أحادية الجانب ضد الشعب السوري، وخاصة “قانون قيصر”، داعياً إلى إطلاق حملات لكسر الحصار عن سورية، وإحباط هذه الإجراءات، حيث أكد مجدي المعصراوي الأمين العام للمؤتمر، في بيان له، أن هذا القانون الأحادي الجائر من قبل الإدارة الأمريكية الخارج عن أي شرعية دولية يأتي تتويجاً لحرب كونية طويلة تعرض لها الشعب السوري منذ أكثر من تسع سنوات ويستهدف مواقف سورية الصامدة، وأن مصيره الفشل.

لبنان.. لقاء تضامني مع سورية

وفي بيروت، نظمت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة والفصائل الفلسطينية في مقر السفارة السورية في لبنان، أمس الجمعة، لقاء تضامنياً مع سورية رفضاً للإجراءات القسرية الأمريكية أحادية الجانب وخاصة “قانون قيصر”، ودعماً للتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان.

بدوره أكد المنسق العام للحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور رفض “قانون قيصر” والإجراءات القسرية الأمريكية التي تستهدف سورية، داعياً إلى اتخاذ موقف موحد رداً على هذه الإجراءات وتعزيز الروابط الأخوية السورية اللبنانية وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

من جهته لفت أبو كفاح غازي دبور أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في لبنان في كلمة باسم التحالف إلى أن استهداف سورية بهذه الإجراءات يأتي بعد إفشالها المخططات الإرهابية التي استهدفتها وللنيل من مواقفها القومية الثابتة حيال القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وشددت الكلمات خلال اللقاء على التضامن مع سورية في مواجهة الإجراءات القسرية الأمريكية والتصدي لها وإفشالها في تحقيق أهدافها بالنيل من المواقف السورية.

بدوره أكد سفير سورية في لبنان علي عبدالكريم أن هذه الإجراءات ليست إلا تعبيراً عن إفلاس وإحباط الإدارة الأميركية وتأتي بعد الانتصارات الكبيرة التي تحققها سورية على الإرهاب التكفيري الذي يعد أداة للصهيونية ومكملاً مباشراً للإرهاب الإسرائيلي الأميركي، مؤكداً أن المسمى الحقيقي لـ “قانون قيصر” هو “دفاع عن العدوانية الإسرائيلية والأطماع الأميركية في المنطقة والتفرد الأميركي في الهيمنة على العالم”، ولفت إلى أن سورية وحلفاءها لن يسمحوا للأمريكيين والغربيين والإسرائيليين بأن يكسبوا ما خسروه في الحرب المباشرة عبر الحصار الاقتصادي اليائس والفاشل.

وفي وقت سابق، أكد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اللبناني أسعد حردان أهمية تعزيز لبنان علاقاته مع سورية، التي هي بوابته إلى العالم العربي، داعياً الدولة اللبنانية إلى مواجهة تداعيات “قانون قيصر”، وأضاف، في تصريح له عقب اللقاء الوطني اللبناني في بعبدا، “نحن مدعوون للسير في هذا الاتجاه لأن كل هذه الأمور تصب حكماً في خانة تعزيز الوحدة الوطنية وتحصين السلم الأهلي”، مضيفاً: “على لبنان أن يثبت موقعه ودوره في المنطقة وهذا الاتجاه لا بد أن يكون مقروناً بمبدأ السيادة الوطنية وبأن يكون سيد قراره لتحقيق مصالحه الوطنية العليا بما تقتضيه هذه المصالح من علاقات قومية وإقليمية ودولية”.

“قانون قيصر” انتهاك فاضح لحقوق الإنسان

وفي بغداد، أكد سياسيون وأكاديميون وإعلاميون عراقيون أن الإجراءات الأمريكية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، ولاسيما “قانون قيصر” تمثّل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية، معربين عن ثقتهم بقدرة الشعب السوري على إسقاطها.

وأشار عضو مجلس النواب العراقي كاطع الركابي إلى أن العراق لن يكون جزءاً من هذا “القانون” الجائر، وخاصة أنه يستهدف الشعب السوري في لقمة عيشه، مذكراً بأن الشعب العراقي كان المتضرر الوحيد عندما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية الحصار على العراق في تسعينيات القرن الماضي، فيما أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية والجيوسياسية، الدكتور زيد الخفاجي، أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في المنطقة، وبعد أن فشلوا عسكرياً في ثني سورية عن مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية، يحاولون عبثاً الوصول إلى ذلك من خلال الإرهاب الاقتصادي، معرباً عن يقينه بقدرة الشعب العربي السوري على إفشال هذه الإجراءات الظالمة.

من جهته لفت الخبير الأمني الدكتور سرمد البياتي إلى أن “قانون قيصر” يمثل حلقة من حلقات التآمر الواضحة على سورية، وأضاف: إن هذا القانون ولد ميتاً، وإن الشعب السوري سيتغلب على كل من يخطط لإلحاق الأذى به، فيما وصف الإعلامي العراقي، سنان باسم، “قيصر” بأنه بمثابة “نفثة سم أخيرة من الأفعى الأمريكية المتلاشية والمنتهية”، مبيناً أن الإجراءات الأمريكية القسرية تؤكد هزيمة مخططات واشنطن في سورية.