اقتصادصحيفة البعث

         ذو أولوية

 

إذا دققنا في ملف الدواجن، نجد تقلبات وتذبذبات، أقطابها الأساسيون مربون ومؤسسة لا تدخر جهداً في القيام بالمطلوب تحت سقف الخطط والتوجهات الحكومية، ومع ذلك يصر المربون أن ثمة تقصيراً وأزمة مازالت قائمة، ويرى المستهلكون أن مؤامرة حيكت ضدهم، عندما أجبروا على استبعاد اللحوم البيضاء عن موائدهم.

ومع ذلك، يدرك أصحاب القرار، ومعهم مربو الثروة الحيوانية، أن أي سحب ليد التدخل من سوق الأعلاف يعني أن استغلالاً ليس بالهين سيقوم به التجار والمستوردون للمواد الأولية والمنتج النهائي، وهنا للمعاناة التي تبدأ من تأمين المادة وتمر بارتفاع الأسعار ولا تنتهي عند تسويق رؤوس القطعان فصول لابد أنها أصابت ولم تزل، الثروة، بالخطر القادم من أصابع غير نظيفة لا تتوانى عن تشويه يد الدولة الإيجابية تجاه مصلحة المربين وقطعانهم.

في سلسلة تبريرات مؤسسة الأعلاف، هناك بند ينص على إلزام المستوردين بتسليمها هي والدواجن نسبة 15% من مستورداتهم وبسعر الكلفة، ما ينعكس إيجاباً على توفير المواد العلفية ودعم قطاع الثروة الحيوانية. ولكن هذا الدعم لم يرَ منه المربي سوى دعم مموّه برفع الأسعار وعدم الالتزام بتأمين الأعلاف وعدم إلزام المستوردين بتخفيض السعر – كما ينقل عن بعض شرائح المربين – علماً أنه يقع على عاتق التجار أنفسهم مسؤولية تأمين القسم الأكبر من المواد العلفية من حاجة الثروة الحيوانية، في حين أن دور المؤسسة ينصب في تأمين حاجة الثروة الحيوانية في الأوقات الحرجة والحد الكبير من ارتفاع أسعار المواد العلفية في السوق المحلية من خلال توزيع أكبر كميات ممكنة وبأقل سعر متاح.

ضمن جدلية “الأعلاف ” يشكل الارتفاع المستمر في أسعار مواده الأساسية حوالى 85 % من تكاليف الإنتاج، علماً أنه مهما يكن من أمر استحواذ التجار والمستوردين على السوق، يبقى التعويل على دور مؤسسة الأعلاف في توفير المواد العلفية للمربين وبأسعار معقولة تدعم استقرار تربية الدواجن في القطر، ما يساعد في خفض تكاليف الإنتاج وتوفير منتجات القطاع الغذائي المهم من مادتي اللحم والبيض بأسعار مقبولة للمستهلكين، لا كما يحصل الآن، وربما لمزيد من الجنون في سوق اللحم والبيض.‏

بكل الأحوال يخرج الخبراء ليقدموا وصفة حلول تفضي إلى تقديم مقننات علفية بأسعار معقولة أقل من السوق، مع مقترح وضع آلية تخفض فيها الجمرك على الأعلاف وبالتالي ينخفض سعرها، أو أن يتم إيصال الأعلاف للمربين فوراً بدون وسيط على قاعدة أن ما يربط بين “مؤسسة الأعلاف” والمربين ثقة وجدارة وتأمين متطلبات قطاع مهم وذي أولوية تعم خيراته على الجميع.

علي بلال قاسم