رياضةصحيفة البعث

عقود إعادة تأهيل منشآت دير الزور الرياضية متعثرة.. وكتبٌ رسمية تؤكد الخلل!

دير الزور – وائل حميدي

تعرّضت المنشآت الرياضية في محافظة دير الزور إلى تدمير ممنهج، لتبلغ نسبته في أغلبيتها أكثر من ٨٠ بالمائة بفعل الإرهاب الذي لم يتردّد في عمليات التخريب وإنهاك القطاع الرياضي.

وعلى كثرة هذه المنشآت، كان للملعب البلدي في مدينة الشهيد باسل الأسد الرياضية وما احتواه من صالات رياضية وملاعب مغلقة، الحديث الأوسع من ناحية إعادة تأهيله، التي بدأت بوضع خطة لإعداد دراسات التأهيل ضمن الإمكانات المتاحة للَّجنة التنفيذية في المحافظة، والتي أثمرت إبرام عقد تأهيل الملعب مع الشركة العامة للطرق والجسور والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وفيما بعد تم التعاقد من أجل استكمال الأعمال الملحوظة في العقد، ومع ذلك بقي التنفيذ خجولاً، وكان أول المآخذ عليه تجاوز العقد الزمني، والخلل في تنفيذ بعض البنود، فما حكاية الملعب البلدي في مدينة الشهيد باسل الأسد الرياضية في دير الزور؟ ولم لم يتم تأهيله حتى اليوم؟

في التفاصيل، يتبيّن أن العقد الأول المبرم مع الشركة العامة للطرق رقم ٢٥ لعام ٢٠١٩ يشمل تنفيذ إعادة تأهيل الصالات والمشالح وترحيل الأنقاض، وتجهيز المدرجات وكامل الغرف تحته بما فيها أعمال الطلاء، وقد بلغت قيمة العقد وقتها ٨١ مليون ليرة يتم تنفيذها خلال مدة ٩٠ يوماً، ومع ذلك بلغت نسبة الإنجاز ٦٥ بالمائة، وتم صرف ٤٥ مليون ليرة للشركة المنفذة، وحينها تم رفع الكشوف عن طريق جهاز الإشراف المكلف متابعة أعمال التنفيذ.

على الناحية الأخرى، تمت الموافقة على رصد مبلغ ١٠٠ مليون ليرة لتعشيب الملعب، وحينها تمت موافاة مكتب المنشآت المركزي بالدراسات اللازمة وتحديد أولوية العمل بتنفيذ التعشيب، ومع ذلك بقي الوضع على ما هو عليه دون تحريك ساكن إلا في أعمال إزالة الأعشاب اليابسة وتسوية أرض الملعب فقط، والسبب – وفق ما ذكره رئيس اللجنة التنفيذية حسين المزيد لـ “البعث” – يعود إلى التأخر في صرف الكشوف المستحقة.

بينما جوبهت أعمال الطلاء التي تم التعاقد عليها بالرفض الفوري وفق كتاب مكتب المنشآت المركزي رقم ٢٢٧٠ وتاريخ تشرين الثاني عام ٢٠١٩، مع طلب إعادة تنفيذه بشكل أفضل وتأكيد ضرورة الالتزام بدفتر الشروط.

وإذا كانت الجهة المنفذة لإعادة التأهيل قد برّرت بطء أعمالها بعدم وصول التيار الكهربائي والماء إلى مدينة الباسل، بسبب جائحة كورونا، وهي مبررات حقيقية، فإن واقع الحال أكّد التقصير بعد تجاوز فترة الحظر ووصول التيارين المائي والكهربائي إلى أرض المدينة والملعب. ومع ذلك، لم تُستكمل أعمال التأهيل لغاية تاريخه، ومجموعة الكتب والمراسلات التي بين أيدينا (والتي جاءت نتيجة لزيارات ميدانية ومتابعة متواصلة من الجهات المعنية على المستويين المحلي والمركزي) جميعها تؤكد بطء وسوء التنفيذ، وكل هذا انعكس على أرض الواقع، لتكون الحقيقة الحالية أن مدينة الشهيد باسل الأسد لا تزال على حالها إلا في بعض الأعمال التي لم ترتقِ إلى المأمول منها.

وعلى صعيد باقي المنشآت الرياضية يؤكد رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بدير الزور تعرُّض تلك المنشآت التابعة لأندية المحافظة للتخريب الكامل، وأن الحاجة لهذه المنشآت باتت ضرورة ملحّة للقيام بأعمال تأهيلها وإعادة نشاطها والفعاليات الرياضية فيها، ويضيف المزيد: إن مبادرات أهلية تم إطلاقها لإعادة تأهيل بعض مقارّ وملاعب الأندية، ولكنها تبقى مبادرات خجولة ولا يمكن لها أن تعيد النبض الرياضي بالصورة المثلى ما لم يتم العمل على إعادة تأهيلها حكومياً، حيث يبلغ عدد الأندية في المحافظة سبعة وعشرين نادياً، وجميع مقارها تعرَّضت للتخريب شبه الكامل مع ما تعرّضت له من سرقة لكامل محتوياتها من المجموعات الإرهابية وأهمها أندية الفتوة، واليقظة، والميادين، والبوكمال، وموحسن، وبقرص، وصبيخان، مع ملاحظة توقف الأعمال الإنشائية في المدينة الرياضية على طريق دير الزور دمشق (الصرح الرياضي الأهم) والتي بوشر العمل بها قبيل الحرب الإرهابية على وطننا، ولكن لم يُستكمل العمل فيها، متمنياً أن يتم العمل على استكمال الأعمال الإنشائية في المدينة المذكورة وإعادة تأهيل مقارّ ومنشآت باقي الأندية ومساعدتها على تجاوز حالة الشلل التي تعرّضت لها.