صحيفة البعثمحليات

عودة تدريجية للعمل السريري في طب الأسنان.. ومخبر للمعالجات المجهرية قريباً

دمشق – ميس خليل

بعد توقف لما يقارب 8 أشهر للعمل السريري بكليات طب الأسنان في الجامعات الحكومية ومن ثم الجامعات الخاصة، والذي لم يكن إجراء محلياً فقط لمنع تفشي وباء كورونا وإنما إجراء عالمي أيضاً، حيث توقفت كليات طب الأسنان في كل دول العالم عن استقبال المرضى واعتمدت نظام التعليم عن بعد، عاد العمل السريري مجدداً إلى كلية طب الأسنان بجامعة دمشق منذ بداية الأسبوع الحالي، وذلك -وفقاً لعميد الكلية- الدكتور محمد أسامة الجبان الذي أكد أن عودة العمل السريري ستكون بشكل تدريجي حفاظاً على سلامة الطلاب والكادر التدريسي، وسيتمّ البدء بطلاب الدراسات العليا وخصوصاً الحالات التي لا تتطلّب الرذاذ، وهذه الحالات هي (تحضير التيجان– المداواة اللبية– المداواة الترميمية)، لأن الرذاذ قد ينتقل لمسافة خمسة أمتار ويكون ناقلاً للعدوى وهو أمر بالغ الخطورة، لذلك سيتمّ اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وفق الإمكانيات الموجودة، ومن ثم ستعمل إدارة الكلية على إعادة العمل السريري لطلاب المرحلة الجامعية الأولى بعد طلاب الدراسات العليا بشكل تدريجي أيضاً، مع مراقبة ظهور أية حالة، فهناك تأهب واستعداد كامل لهذا الموضوع. وأشار الجبان إلى أن كلية طب الأسنان لا تنطلق بذلك من فراغ وإنما من خلال متابعتها للجامعات في دول الجوار والجامعات الأوربية والجامعات العالمية، والتي بدأت العودة للعمل السريري بعد توقفها خلال الفترة الماضية.

تعويض بالمخبري

وذكر عميد الكلية في تصريح لـ”البعث” أنه وضمن إجراءات الوقاية ضد تفشي وباء كورونا، كانت كلية طب الأسنان أول كلية قامت بإجراءات الوقاية قبل التوقف ووضعت أجهزة فحص حرارة ومعقمات على باب الكلية، ومن ثم وفقاً للقرارات الحكومية تمّ إيقاف الدراسة وبقي العمل الإداري موجوداً ومناقشات رسائل الماجستير، وتمّ التعويض في تلك الفترة عن العمل السريري بالأعمال المخبرية، أي أسنان بشرية مقلوعة تمّ العمل عليها وتحاكي تماماً العمل السريري، كما تمّ تشجيع الطلاب على إجراء حلقات البحث الموسعة والمحاكاة السريرية ومشاهدة الفيديو، وتفعيل صفحة التواصل الاجتماعي للكلية التي بثت محاضرات متميزة على منصة الـ zoom  بجهد خاص من إدارة الكلية، وعرضت الصفحة محاضرات لمحاضرين من الدول العربية وأوروبا وأمريكا، وكانت المتابعة قوية ليس من طلاب الكلية فقط وإنما من طلاب باقي الجامعات السورية وأطباء الأسنان في سورية وأطباء وطلاب الأسنان في الوطن العربي.

أما بالنسبة لإجراءات التعقيم والتي تشكّل موضوعاً مهماً، وخاصة مع عودة العمل السريري، فقد أوضح الجبان أنه خلال الفترة الماضية طبقت الكلية إجراءات التعقيم، وحالياً هناك عقود للتعقيم وتعاون دائم مع رئاسة الجامعة والاتحاد الوطني لطلبة سورية والهلال الأحمر والجمعيات الأهلية التي تساعد الكلية في هذا الموضوع.

المطلوب 250 طالباً

أعداد الطلاب المتوقع قبولهم لهذا العام الدراسي في كلية طب الأسنان تطرق إليها عميد الكلية، مؤكداً أن هذا الأمر متعلق بلجنة الاستيعاب الجامعي، فالكلية تقدّمت بطلب ليكون عدد الطلاب 250 طالباً، ولكن في حال توافد أكثر من هذا الرقم سنعمل على استيعابه، منوهاً بأن الكلية كانت تخرّج في السابق مابين 250-300 طالب، في حين ازداد العدد حالياً ويتمّ تخريج نحو 700- 800، وعليه سيكون لدى الكلية مستقبلاً مشكلة بالأعداد الكبيرة من الخريجين، وهو ما سيؤثر على صعوبة تأمين العمل والانخراط بسوق العمل ويضطر البعض منهم للهجرة، وبالتالي فإنه من الضروري دراسة حاجات المجتمع وعلى أساسها يتمّ تحديد القبول الجامعي ليكون هناك توافق بين الخريجين واحتياجات سوق العمل.

أما عدد طلاب الماجستير في الكلية فيبلغ 500 طالب بين ماجستير ودكتوراه وسنوات بحث، وهناك عشرة اختصاصات ضمن الكلية منها: تقويم الأسنان– التعويضات الثابتة– النسج السنية– التعويضات المتحركة– طب الأطفال– جراحة الوجه والفكين، وهناك ماجستير طب الأسنان التجميلي وهو ماجستير تأهيل وتخصّص (مهني)، مشيراً إلى أن الاختصاص الأكثر رواجاً ورغبة من قبل الطلاب هو اختصاص الجراحة والتقويم والمداواة.

500 كرسي معالجة

ارتفاع أسعار المواد الأولية الخاصة بعمل طبيب الأسنان مشكلة عامة يعاني منها جميع أطباء الأسنان، وفي هذا الإطار فإنه -وفقاً للجبان- تقوم الكلية بتأمينها بالتعاون مع رئاسة الجامعة، متمنياً أن يصبح لدينا صناعات محلية لعدد من تلك المواد، الأمر الذي يساعد في رخص ثمنها وتوفرها.

أما الصعوبات التي تواجه الكلية فقد أشار الجبان إلى أنها تكمن بتأمين المواد نتيجة الحصار الاقتصادي والتجهيزات، والكلية لديها 500 كرسي معالجة ضمن 10 عيادات، وتسعى بشكل دائم للتطوير، وهناك حالياً مشروع لافتتاح مخبر جديد للمعالجات المجهرية والتدريب المجهري، وهذا المخبر كما يوضح -عميد الكلية– بالتعاون مع مكتب ممارسة المهنة ولم يكلف جامعة دمشق شيئاً، فهناك شركة تقدمت بكل تجهيزاته ليكون مخبراً تدريبياً للطلاب، والتطور العالمي الحديث في مجال المعالجة يتجه باتجاه المعالجة تحت المجهر كونها تعطي رؤية أوسع وأدق، وعليه سيتمّ تدريب طلاب الدراسات العليا في البداية ومن ثم طلاب المراحل الجامعية الأخرى.