ثقافةصحيفة البعث

مشاركات تختزل الإبداع في اختتام ملتقى القصة القصيرة

طرطوس – محمد محمود:

على هامش الملتقى العاشر للقصة القصيرة جداً، الذي اختُتمت فعالياته مؤخراً في قاعة المركز الثقافي العربي بطرطوس، وأقيم بالتعاون ما بين مديرية الثقافة في محافظة طرطوس ورابطة كتاب القصة القصيرة جداً، بحضور عدد من الأدباء والكتّاب والإعلاميين والمهتمين، التقت “البعث” مجموعة من الكتّاب والمشاركين، لتسليط الضوء على مشاركاتهم الإبداعية ورؤاهم تجاه هذا النوع الأدبي الذي بدأ بالانتشار والحضور في مواقع التواصل الاجتماعي.

الكاتبة ليلى شقوف، مشاركة في الملتقى وأحد أعضاء رابطة القصة القصيرة جداً، تناولت من خلال عشر قصص أفكاراً مختلفة ومواضيع متنوّعة تحدثت عن الانتشار السريع الذي حقّقته القصة القصيرة جداً من حيث الأفكار المختزلة التي يمكن للكاتب بثّها للجمهور، وخاصة في ظل كثرة الكتّاب على مواقع التواصل الاجتماعي وكثرة المعلومات والأخبار التي يتمّ بثها على تلك المواقع، تقرأ لنا الكاتبة إحدى تلك القصص، فتوصل فكرة سريعة ومعبّرة بشكل مباشر فتقول: “تركت كمّ قميصي الأيمن يتأرجح في الهواء كوسام استحققته في الدفاع عنهم.. فاجأوني بكثرة عاهاتهم”، وتتابع: هكذا هي القصة القصيرة، فكرة سريعة ومختزلة من الواقع تصل إلى قلوب القراء وعقولهم بأقل عدد من الكلمات.

في حين تجد الكاتبة غنوة مصطفى من طرطوس أن هذه الملتقيات ترفع من سوية الكاتب، ما يسهم بالنهوض بأدب القصة القصيرة جداً عبر تقديم أنماط عديدة وأفكار متنوّعة، وتضيف: القصة القصيرة جداً أسلوب أدبي يقدّم مواضيع مختارة من واقع الحياة يمكنها أن تعبّر عن مشكلات مجتمع بأكمله بسطرين أو ثلاثة، وتجعل القارئ أمام بحر من التصوّر والتفكير بها، وتصف مشاركتها بالمهمّة جداً، من خلال تبادل الأفكار والنقاشات مع الكتّاب.

بدورها القاصة جمانة العامود أوضحت أن القصص القصيرة التي شاركت بها كانت وليدة مرحلة عاشتها، وأضافت: هذا النوع الأدبي لاقى رواجاً كبيراً من خلال مواقع التواصل وأخذ جماهيرية واسعة، ولاحقاً سنرى القصة القصيرة جداً تشير إلى كاتبها وليس العكس.

مدير الملتقى السوري للنصوص القصيرة الإعلامي علي الراعي أكد بدوره أن اختيار طرطوس لتكون الملتقى المركزي كان نتيجة تميزها دائماً بالمساهمات الأدبية الكثيفة والغنية بالأفكار، منوهاً بأن الملتقى كان بكل ألوان سورية في هذه المدينة الجميلة، وذلك لتعريف أصحاب النتاج الإبداعي على بعضهم من خلال الحوارات التي شهدناها في نهاية كل جلسة، مضيفاً: القصة القصيرة جداً تقع بين تحديين هما التكثيف والاختزال، معتبراً أننا نحيا في زمن الشعر البسيط بامتياز، حيث تتقلّص المقولة المطولة وتتلاشى إلى حدّ كبير، وتابع: الإبداع مرتبط بالواقع ومرتبط بخيال الكتّاب، ونتمنى أن يكون حصاد هذه الملتقيات النوعية ألا يكون الانتشار لهذا النوع الأدبي أفقياً، فالطموح بنهاية الملتقى أن نعمل على أن يكون نتاج هذا الإبداع بطريقة شاقولية ليكون التميز دائماً عنواناً للقصة القصيرة.

د. محمد ياسين صبيح، رئيس رابطة القصة القصيرة أكد أن هذا النوع الأدبي حتى الآن لم يأخذ حقه بالانتشار والنقد والمتابعة الأدبية والمستقبل سيكون له، لأنه متاح للقارئ ويمكن أن يقرأه بسهولة، واليوم نعمل من خلال رابطة القصة القصيرة على تأسيس ونشر هذا النوع العربي محلياً وعربياً، ولدينا مجموعات ناشطة ولنا ملتقيات على أرض الواقع، في دمشق وحمص واليوم بطرطوس وعلى مساحة سورية، وهناك عدد هائل من الكتّاب يدعمون هذا النوع من خلال أساليبهم المختلفة، وأضاف: اليوم أطلقنا مسابقة لكل الكتّاب العرب وهي الأولى عربياً، فسورية كانت ولا تزال سباقة ثقافياً، وأغلب الدول العربية لا تضمّ مثل تلك الملتقيات رغم عدم وجود أزمة فيها، وهذا ما جعل الكاتب السوري محطّ احترام الجميع. وتمنّى زيادة الدعم المالي واهتمام المؤسسات العامة والخاصة، وخاصة في حال قمنا بملتقى عربي، وللأسف لم نصل لمرحلة أن تقوم هذه الجهات بدعم الملتقيات الثقافية، ولم تتشكّل لديهم هذه القناعة، لكنه الطموح والأمل، فلدينا كتّاب مميزون ومشهورون على مستوى سورية ومن أفضل الكتّاب في الوطن العربي.