مجلة البعث الأسبوعية

التخصص الرياضي.. حل جذري لمعاناة أنديتنا ومفتاح لعودة نجاحاتها

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موضوع تخصص الأندية كون العديد منها يعيش حالة تشتت نتيجة عدم قدرته على إدارة الألعاب التي يمارسها، وخصوصاً من الناحية المالية، فكثرة الألعاب تستنزف الموارد، ولا يمكن أن تعود على أي لعبة بالفائدة، لأنها لا تأخذ حقها الكامل، فالكتلة المالية الموجودة في أغلب الأندية لا تكفي للصرف على كثير من الألعاب، وعليه نجد أن الألعاب في الأندية غالباً ما تكون بالاسم فقط، ولا تدخل أجواء المنافسة في البطولات التي تشارك فيها.

ومن هذا المنطلق، نجد أن تخصص الأندية أصبح ضرورة ملحة لأنه يمكن أن يقدم لرياضتنا الكثير، وهذا الكلام له معارضون ومؤيدون، حسب مجالس إدارات الأندية ومدى ما يتوفر لديها من مال.

 

لعبة واحدة

كثيرون يرون أن أنديتنا بحاجة للتخصص في ألعابها، سواء أكانت غنية أم فقيرة، فالتخصص بلعبة واحدة يجعل تلك الأندية “تبدع” في هذا المجال، بدلاً من صرف الأموال على ألعاب مثل كرة القدم أو السلة التي “تستأثر” بالميزانية بأكملها، في حين هناك ألعاب فردية مثل القوى والقوة يمكن لها أن تنجب أبطالاً في حال تم الاهتمام بها.

وفي هذا السياق، يؤكد مدربنا الوطني بكرة السلة هلال دجاني أن الأندية المتخصصة بلعبة واحدة هي أندية ناجحة فنياً وإدارياً، لكنها في الوقت نفسه تفتقر دوماً للمال كونها أندية صغيرة، إضافة إلى أن قاعدتها الجماهيرية قليلة، وأغلبها لا يملك المنشآت اللازمة لتكون أندية متخصصة على مستوى عال، مشيراً إلى أن هذه الأندية في رياضتنا قليلة جداً، وبسبب حالتها الفقيرة لم تستطع المحافظة على ألعابها، وبقيت تعتمد على لعبة واحدة، مع وجود أندية “الجيمات” التي لا تهتم بتشكيل فرق ويبقى همها تحصيل الاشتراكات والأجور من روادها.

 

خارطة العمل

أما الخبير السلوي زياد سابا فيرى أنه في ظل الأزمات المالية والاقتصادية وغياب الاستثمارات والداعمين، أصبح العبء المالي كبيراً على الأندية، ولهذا السبب بدأنا نلحظ ظلم رياضة على حساب رياضة أخرى ضمن النادي الواحد، مضيفاً: لتفادي هذا الظلم على النوادي، يجب التوجه إلى التفرغ لدعم رياضة واحدة، وصب كل الاهتمام عليها والتخصص فيها، وهكذا تكون الإدارة قادرة على العمل على جبهة واحدة، ولا تقع تحت عبء الديون ودفع النفقات من المال الخاص لتفادي المشاكل.

وأوضح سابا أن نجاح طريقة عمل هذه الأندية التخصصية يتطلب تفرغ إدارات الأندية للعمل على رياضة واحدة. وعلى سبيل المثال، ناد متخصص في مجال كرة السلة يجب أن يقوم بوضع خطة عمل وتطوير كوادره لتطوير هذه اللعبة بدءاً من القواعد، فإذا اعتبرنا أن ميزانية هذا الفريق هي مائة مليون ليرة، فإن هذه الميزانية من المفترض أن تقسم على تطوير الكوادر عبر استقطاب مدربين ذوي خبرة وإقامة دورات تدريبية على مدار السنة لهذه الكوادر، وإنشاء أكاديميات تكون داعمة للنادي على الصعيد المادي بفعل الاشتراكات، ويمكن للنادي أن يدعم فرقه في كرة السلة من الأكاديميات.

 

ألعاب مفقودة

من جهته مدربنا الوطني بكرة الطائرة خليل شريط بيّن أن تخصيص الأندية بألعاب معينة سبؤدي لعودة رياضتنا لسابق نجاحاتها، فنظراً للظروف الحالية وغلاء أسعار التجهيزات وأجور الإقامة والتنقلات والطعام وغير ذلك بات الصرف من قبل الأندية على عدة ألعاب صعباً جداً وفوق طاقة ميزانيات الأندية، مردفاً: أرى شخصيا أن التخصص يفسح مجال للألعاب التي تعاني قلة الدعم مثل كرة الطائرة وكرة اليد وغيرها من الألعاب لتعود إلى ألقها، فالتخصص بلعبة واحدة أفضل للأندية ويعطي اللعبة حقها كاملاً.