مجلة البعث الأسبوعية

المضحك المبكي في رياضتنا.. صور ضبابية وأخطاء وعثرات رمادية!!

“البعث الأسبوعية” ــ ناصر النجار
لوحات عديدة بألوان التشاؤم ترسم بعض جوانب من رياضتنا التي نتمناها مشرقة على الدوام.. هذه الصور تعكر المزاج وتؤرق مضجع المتفائلين، لأنها تنذر بالأسوأ، فرياضتنا بالمحصلة العامة ليست بخير، وكل يغني على ليلاه، وكل ينظم ويفسر القوانين على هواه، وكما يحلو له.. هذه الصور الضبابية التي نوردها اليوم تنطبق على الكثير من الحالات والأندية والاتحادات رغم أننا خصصنا بعض الحالات بالذكر من باب الأمثلة، ونحن نذكر هذه اللوحات من مبدأ التشاركية والعين الساهرة على رياضة الوطن، فكلنا بالمسؤولية سواء، ولا بد من الإشارة إلى الأخطاء والعثرات ليتم تفاديها والعمل على معالجة هذه الحالات قبل تناميها، وكلنا تفاؤل بأن يتم تصحيح كل المفاهيم الخاطئة من أجل إزالة الشوائب من رياضتنا، لنقلع بها بعيداً عن الأهواء والشبهات، وما يعرقل حركة التطور المنشودة، واللوحات التي سنستعرضها موجودة وهي من الواقع وليست من نسج الخيال.

هموم الممتاز
نادي الساحل هدد قبل لقاء تشرين في الدوري الكروي الممتاز بأنه لن يذهب إلى اللاذقية لحضور المباراة بسبب إفلاس صندوق النادي، فلا يوجد لدى الإدارة مال من أجل استئجار حافلة ليصلوا بها إلى اللاذقية.. مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تنشر “بوستات” استعطاف ورجاء من أجل حفنة من الليرات ليدفعها محبو النادي من التجار والفعاليات الاقتصادية؛ فإذا كان ناد في الممتاز لا يملك أجرة مواصلات، فكيف سيدفع رواتب الكوادر واللاعبين وبقية عقودهم، وهي بعشرات الملايين؟
وإذا كانت كرة طرطوس كلها مختصرة بنادي الساحل، فلا ناد غيره (البقية حبر على ورق)، فما دور اللجنة التنفيذية في دعم الفريق والبحث عن مصادر تمويل؟ وإذا كانت إمكانيات هذه المحافظة – كرعاة – لا تصل إلى إمكانيات الدوري الممتاز، فلماذا تصرّون على البقاء بين الكبار، وتضعون الفريق بموقف محرج، ليستدين من فلان، و”يشحد” من علان؟

لمن الشكوى؟
نادي الوحدة من أغنى أندية سورية على الإطلاق، وليس لديه وفرة ألعاب (ما بدها وجع راس!!). ومع ذلك، تجد رئيس النادي يقول سراً وجهاراً: دفعت أكثر من مئة مليون ليرة حتى الآن، والنادي ما زال مديوناً بمبلغ يعادل الضعف، ليكون السؤال: أين أموال النادي إذا علمنا أنه، مع مطلع كل موسم، تصل النادي مئة ألف دولار، ثمن بيع عمر خريبين المباع بالتقسيط وعلى دفعات، وأرض النادي ثمنها عشرات المليارات بأفخم منطقة في سورية كلها، فضلاً عن عائدات الاستثمارات بدءاً من مدخل النادي حتى أخر بقعة فيه.
ما سبق يقونا إلى شيئين اثنين: أولهما سوء إدارة وتصرّف، وخصوصاً عندما تكون النفقات أكبر من الواردات، وثانيهما سوء استثمار؛ وهما طامة كبرى لأنهما يقعان تحت بند “الفساد”، وليس من الضروري أن يكون الفساد مالي الشكل والنوع، فللفساد أوجه متعددة.. وفهمكم كفاية!! لذلك فإن الكثير من أنديتنا التي تملك منشآت واستثمارات فضلت البقاء في الظل، كأندية النضال والمجد وقاسيون في دمشق وحدها، حتى “لا تفتح عليها باب جهنم”.

قانون ولكن!
باركنا لرئيس اتحاد الدراجات الجديد انتخابه وفوزه عبر انتخابات ديمقراطية تم فيها تكريس النظام الداخلي لما نصّ عليه القانون الرياضي الذي نحترمه ونجلّه، وننتظر منه الدور الذي سيلعبه في قيادة هذه اللعبة، ونأمل أن يكون جديراً بذلك.
لكن هذا المؤتمر فتح الباب مشرعاً أمام تساؤلات محقة: لماذا نطبق القانون بمكان، ونتجاهله بمكان آخر؟! أي لماذا لم يتم انتخاب أندية الاتحاد والمجد والساحل وتنفيذية حلب، وغيرها، والعديد من الاتحادات الرياضية، عبر مؤتمرات انتخابية يطبق فيها القانون؟! وما الآليات التي تجعلنا نبادر إلى تطبيق القانون؟! وما الظروف التي تجعلنا ننسف القانون؟! كل هذه الأسئلة محيّرة، والإجابات التي تأتينا ليست مقنعة، لأنها ليست شافية ووافية.

وخزات وغمزات
كما هو متوقع فشل مزاد تعهيد الدوري الكروي الممتاز، فلم يتقدم للمزاد أكثر من عرضين لم يصلا إلى الرقم السري الذي وضعه اتحاد كرة القدم.. المزاد يخص النقل الإذاعي والتلفزيوني والنقل عبر النت والإعلانات بالملاعب، وهذا يحتاج إلى حشد من الجهات الراغبة بالرعاية. وأمام هذا الفشل، دعا اتحاد كرة القدم إلى مزاد جديد بعيد منتصف هذا الشهر، وإذا نجح هذا المزاد فإن المباشرة ستكون متأخرة، وقد تذهب نصف مباريات الدوري بـ “بلاش!”.
وبهذه الطريقة، تكون كرتنا خسرت الكثير من الأموال لتأخير الإعلان عن المزاد، ولعدم الإعلان عنه بشكل مسبق، وقبل انطلاق الموسم الرياضي بوقت كاف، كما يحدث في كل الدوريات.. أيضاً لا بد من منح الشركات الراعية الراغبة بدخول المزاد الوقت الكافي للتفكير أولاً ولتدبر أمورها ثانياً.
وفي الشأن الكروي أيضاً، نجد خمس فرق من الدرجة الممتازة تلعب في دمشق كأرضها المفترضة، وهذا يفرض على جدول الدوري أن يستعمل أكثر من ملعب أسبوعياً لأداء المباريات المقررة، فضلاً عن دوري الشباب والسيدات الذي يقام حالياً، ودوري الدرجة الأولى الذي سينطلق قريباً، ولكن المفاجأة أن ملعبي الفيحاء وتشرين بالصيانة، وعلى ملعب الجلاء أن يتحمل العبء، فهل كان من الحكمة تأخير صيانة الملاعب حتى هذا الوقت؟ وأين كنا في الأشهر الماضية؟