صحيفة البعثمحليات

قطاع النحل تضرر بنسبة 75% ودعم المربين والمشاريع التنموية ضروريان

دمشق- ميس خليل

تأثر قطاع النحل كباقي القطاعات الأخرى خلال سنوات الحرب لتصل نسبة الأضرار إلى 60- 75% بشكل متفاوت بين محافظة وأخرى، وبلغ عدد المربين المتضررين أكثر من 8300 مربٍ. في الوقت نفسه هناك محافظات لم تتضرّر كثيراً كمحافظات طرطوس واللاذقية والسويداء. وتحدث رئيس الجمعية النوعية المتخصّصة بتربية النحل في سورية د. بسام نضر عن واقع القطاع وبوادر تعافيه منذ ثلاث سنوات إلى الآن، مشيراً إلى أنه و على اعتبار أن محافظة دمشق والمنطقة الوسطى اللتين كانتا تضمان تجمعاً كبيراً للنحالين تضرّرتا بشكل كبير جداً، ولكن تمّ تعافي قسم كبير عن طريق دعم المربين بإعطائهم 3 طرود نحل مع مستلزمات الإنتاج والتربية.

ولم يخفِ نضر الصعوبات التي تواجه القطاع، وتتمثل بارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة الظروف التي مرّت بها سورية والحصار، إضافة لمعاناة التنقل بين المحافظات وتسويق بعض منتجات المزارعين لعدم وجود سياسة تسويقية واضحة.

ريف دمشق في المقدمة

أما عن الأسعار الحالية للعسل، فقد أوضح  نضر أن متوسط سعر كيلو العسل يتراوح بين 12 ألفاً إلى 18 ألف ليرة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، فالكغ من شمع الأساس يعادل 12500 ليرة، وإطار الأثاث “الإطار الخشبي” يبلغ سعره ألف ليرة، إضافة إلى تكاليف النقل والتربية والأدوية والعلاجات، وإذا ما علمنا أنه في السابق لم يكن مشروع النحل يكلف أدوية وعلاجات، أصبح الآن برنامج الوقاية من المسلّمات، وللحصول على عسل نظيف خالٍ من الملوثات لابد من اتباع شروط وأساليب تربية حديثة، معتبراً أن السعر يختلف بتنوع المناطق والأزهار، ففي بداية العام يكون هناك عسل الحمضيات، ثم ينتقل النحال إلى عسل حبة البركة وإنتاجه قليل، ثم عسل اليانسون وهو ذروة النحال في الإنتاج، ثم ينتقل للجبلي والجردي وهو إنتاج نادر وقليل جداً، وفي نهاية العام هناك عسل السمسم والقطن وعباد المشمس والعجرم الطيوني، مشيراً إلى أن ريف دمشق تتصدّر المرتبة الأولى بين المحافظات في إنتاج العسل، فهي تمتلك عدداً كبيراً من النحالين، ثم محافظة طرطوس لأن طبيعة المناخ مناسبة للتربية، ثم المحافظات الوسطى حمص– حماة، أما المحافظات الشرقية فالتربية شبه خفيفة فيها.

نواة لاتحاد نوعي

وعن الدور الذي تقوم به الجمعية النوعية المتخصّصة بتربية النحل، أوضح نضر أنها تشمل 6 جمعيات منتسبة للجمعية المركزية، وهي الجمعية المركزية في دمشق– داريا- قطنا– طرطوس– القنيطرة– السويداء، والهدف من الانتساب رفد الجمعية المركزية بطاقم الجمعيات الفرعية، وتقوم الجمعية في كل شهر بندوة شهرية في قاعة الاتحاد العام للفلاحين الهدف منها توعية الفلاحين ومعرفة كل ما يستجد في عالم النحل، وتقدم الجمعية كافة الخدمات الفنية، وفي السابق كانت تقدم بعض مستلزمات الإنتاج مثل الأساسات الشمعية، كما كانت وزارة الزراعة تقدم خلايا النحل بسعر تعاوني ومدعوم.

ورشة ومعرض

رئيس مكتب الثروة الحيوانية في اتحاد الفلاحين حكمت العزب أوضح أن ظروف الحرب كانت عائقاً في تطوير النحل في سورية، لكن وبعد الاستقرار في أغلب المناطق والتوجّه باتجاه الزراعة والثروة الحيوانية والحصول على الاكتفاء الذاتي على أكثر من صعيد، تمّ التنسيق مع مجلس إدارة الجمعية المركزية، ووضعت القاعة الرئيسية بمبنى الاتحاد العام لإقامة الندوات فيها بشكل دائم، وحالياً سيتمّ تنشيط تربية النحل في جميع المحافظات، وسيتمّ إقامة ورشة عمل مشتركة بين الاتحاد العام للفلاحين وجامعة دمشق ونقابة المهندسين الزراعيين ونقابة الأطباء البيطريين، ودعوة كبار النحالين في سورية والعمل على استثمار مخرجات الورشة على أرض الواقع لنصل إلى إنتاج عسل نظيف مفيد طبياً، كما ستتضمن الورشة دورات تدريبية بهدف الانتقال إلى المشاريع التنموية على مستوى القطر لكافة المربين وتحقيق فرص عمل لهم والمساهمة بزيادة الإنتاج، وهناك معرض لإنتاج النحل على مستوى القطر تتشارك فيه عدة جهات، مشيراً إلى أنه عند الانتهاء من قاعدة البيانات بكافة المحافظات ستتمّ المراسلة مع بعض المنظمات الدولية والتشبيك معها لإعادة إحياء تربية النحل بكافة المحافظات.

ويوضح العزب أن مشروع النحل له أثر اقتصادي كبير، حيث يزيد إنتاج المحاصيل الحقلية والثمرية بمعدل 35 إلى 65%، لأن النحلة تقوم بتلقيح الأزهار، وهذا يؤدي إلى رفع مستوى العقد في الثمار ويعود إلى إنتاج غزير ووفير بالمحاصيل الحقلية والثمرية.

تحديات

وهناك ثمة تحديات جمة تواجه مربي نحل العسل يشير إليها العزب، وتتمثل بعدم ترشيد استخدام المبيدات في مناطق التربية، وتأمين مستلزمات تربية نحل العسل، والجفاف وتأثيره السلبي على المراعي وتطوير التربية والإنتاج، وتأمين مراعٍ وتسهيل نقل الخلايا بين المراعي، وظاهرة فقدان النحل (غير معروفة الأسباب)، وتضرر المربين من جراء الأزمة وضياع أكثر من نصف الخلايا العامرة.

تطوير القطاع

وعن المقترحات لتطوير هذا القطاع، بيّن العزب أن المقترحات تتمثل بدعم المربين بطوائف النحل والطرود ومستلزمات الإنتاج من خلال التعويض عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الأزمة عبر المنظمات الدولية، وتقديم مستلزمات الخلية الخشبية بسعر التكلفة، والشروع في إنجاز مركز إنتاج الملكات، وقد بدأ العمل في مركز القنيطرة، وتسهيل نقل الخلايا بين المحافظات لتأمين المراعي المناسبة، ودراسة ظاهرة فقدان النحل (غير معروفة الأسباب) مع الجهات العلمية في الجامعات بالتعاون مع كليات الزراعة في جامعتي دمشق واللاذقية، وتعزيز القدرات الفنية في مجال إدارة المناحل ومكافحة أمراض النحل، وإنعاش المناشر القديمة خاصة في القنيطرة وحمص، وزراعة الأشجار والنباتات الرحيقية والعطرية في المناطق الحراجية وبعض المناطق الأخرى، وتسجيل وتأمين أدوية النحل بمواصفات عالية خاصة لمعالجة آفة الفاروا، واستعمال المبيدات العضوية والتي لا تؤثر على القدرات النحلية.