اقتصادصحيفة البعث

استفاقة مشبوهة..!.

حسن النابلسي

تؤكد التذبذبات الحادة الأخيرة بسعر الصرف “صعود كبير مقابل هبوط سريع” استمرار تمترس جذور من يعرفون من أين “تؤتي المضاربة أُكُلَها” في سوق القطع.. ورغم أن هذا التذبذب ليس الأول إلا أنه الأخطر خلال عقد من الزمن..!

إن تراجع سعر صرف الدولار بهذا الشكل الدراماتيكي يشير إلى أن ارتفاعه بالأصل كان مفتعلاً، ما يستوجب محاصرة روّاد هذا الافتعال الذين من المفترض أنهم باتوا معروفين لدى الجهات المعنية نظراً لأدوارهم المشبوهة فيما سبق من تذبذبات على مدى السنوات الماضية..!

يستدعي هذا التذبذب غير المبرر، ولا المشفوع بعوامل اقتصادية، فتح تحقيق على أعلى المستويات للكشف عن الأيادي الخفية المستهترة بتداعياته الخطرة على الوضع المعيشي والاقتصادي نتيجة المتاجرة بقوت العباد والبلاد، إضافة إلى استنفار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بكل كوادرها في الأسواق للوقوف على مدى تجاوب التجار مع انخفاض سعر الصرف، كما تجاوبوا مع لحظة ارتفاعه..!

الملفت في هذا السياق، وعلى خلفية التحول العكسي بسعر الصرف، أن يستفيق عدد من التجار بعد سُبات مشبوه، ليُسْدوا النصائح لزملائهم بـ “ضرورة تخفيض الأسعار” في مشهد لا يخرج عن سياق بروباغندا إعلامية يستعرضون فيها اضطلاعهم الكاذب بمسؤولياتهم الاجتماعية، وحرصهم على شرائح المجتمع المتضررة، علماً أننا لم نشهد لهم أي ظهور أو صوت أو تصريح – ولو خجول – خلال مسيرة الارتفاع الجنوني لسعر الصرف، إذ كانوا بمنأى عنه تماماً، وكأن الأمر لا يعنيهم إلا لجهة التسابق مع ارتفاع سعر الصرف لرفع أسعار موادهم وسلعهم بما يوازيه وربما أكثر، دون أي رادع اجتماعي أو أخلاقي أو ديني أو وطني..!

لقد أثبت اتحاد غرف التجارة في أكثر من مناسبة استكانته الواضحة تجاه التعاطي مع أية أزمة اقتصادية تجارية، إذ غالباً ما يفضل الصمت نائياً بنفسه عن التدخل أو القيام بمبادرة تؤكد فاعليته المطلوبة، فلم نسمع قط أنه اتخذ إجراءات رادعة بحق التجار الذين يتوهون عن جادة الصواب.. ونتساءل أخيراً عن سبب عدم اعتماد اتحاد الغرف للقوائم “البيضاء والسوداء” التي من المفترض أن تفرز “الصالحين من الطالحين” من التجار، والتي أثير الحديث حولها منذ سنوات ثم ذهب أدراج الرياح..!.

hasanla@yahoo.com